أول تعليق لوزير التعليم على هاشتاج "إلغاء أعمال السنة"
كتبت- ياسمين محمد:
قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إن الوزارة تدرس حزمة من الحلول لتجاوز شكاوى أولياء الأمور من درجات أعمال السنة التي يتحكم بها المعلم.
ودشنت صفحة "ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية"، عبر "فيسبوك"، "هشتاج": "إلغاء أعمال السنة"، اعتراضًا على القرار الوزاري رقم 360 لسنة 2018، بشأن إعادة تنظيم التقويم التربوي الشامل، المطبق على الحلقة الابتدائية من الصف الثاني حتى السادس الابتدائي.
وأوضح الوزير، في تصريح خاص لمصراوي، الثلاثاء، أن تطوير أسلوب التقييم، يؤدي إلى درجات أكثر منطقية، وأقل مما يتوقعه أولياء الأمور، مشيرًا إلى أنه يفترض الأمانة في التنفيذ من قبل المعلمين.
وأضاف الوزير أنه يسعى لتغيير ذهني وثقافي في فكرة التعليم نفسها، للتحول إلى الرغبة في التعلم وليس الدرجات فحسب، مؤكدًا أنه يواجه الفكر السائد كما يواجه قدرًا من التربص والتنمر.
وقال الوزير، إن بعض أولياء الأمور أصبحوا عبئًا ثقيلًا على التعليم، متابعًا: "أعني بهذا نشطاء فيسبوك"، مؤكدًا أن الوزارة تركز حاليًا على بدء الفصل الدراسي الثاني وإتاحة الكتب الجديدة، ثم توزيع أجهزة "التابلت" على طلاب الصف الأول الثانوي وبدء النظام المعلم، مضيفًا: "سوف نسير حسب أولويات الوزارة وليس استجابة لصرخات البعض لأن هذا الوضع لا يستقيم".
واختتم شوقي تصريحاته قائلًا: "نحاول أن نكون عقلانيين، ولكن الجدل أصبح جنونيًا وأفقدت السوشيال ميديا بعض الناس الصواب".
وتضمن القرار الوزاري توزيع درجات المادة الدراسية بالصفين الثاني والثالث الابتدائي على النحو التالي: (25%) للمهام الفردية، و(25%) للمهام الجماعية "الأنشطة التعاونية"، و(25%) للتقييمات الشفهية، و(25%) لاختبار نهاية الفصل الدراسي.
أما بالنسبة لدرجات المواد الدراسية بالصفوف من الرابع حتى السادس الابتدائي، توزع على النحو التالي: (25%) للمهام الفردية، و(25%) للمهام الجماعية " الأنشطة التعاونية "، (20%) للتقييمات الشفهية، و(30%) لاختبار نهاية الفصل الدراسي.
وكان أولياء الأمور، عبروا من خلال الصفحة، عن استيائهم من تخصيص نسبة عالية من المجموع تصل إلى 70% لأعمال السنة بالصفوف من الرابع السادس الابتدائي، وتخصيص 30% فقط من المجموع للامتحان النهائي.
وقال أولياء الأمور، إن هذه الدرجات تضع أبناءهم تحت رحمة المعلمين، بإجبارهم على الالتحاق بالدروس الخصوصية من أجل الحصول على تلك الدرجات: "الوزارة وضعت أبناءنا تحت ضرس المعلمين".
وقال خالد صفوت، مؤسس الصفحة، إن إلغاء درجات أعمال السنة أصبح مطلب جماعي من أولياء الأمور منذ أكثر من ثلاث سنوات، في الوقت الذي تزيد الوزارة فيه من صلاحيات المعلمين دون استجابة للمطالب، متسائلًا: "كيف تحارب الوزارة الدروس الخصوصية، وهي تعطي المعلم أداة استغلال الطلاب وإجبارهم عليها؟!".
وأكد صفوت أنه ليس ضد درجات أعمال السنة التي تشير إلى التحول للتعلم النشط داخل الفصول، في حال تطبيقها بشكل حقيقي، إلا أن الواقع يقول إن بعض المعلمين لا ينفذون أوامر الوزارة ولا يطبقون الأنشطة التي يرصدون الدرجات بناء عليها.
وأشار إلى أن الطالب المتفوق هو الخاسر الوحيد، لأنه قد يحصل على الدرجات النهائية في امتحانات نهاية الفصل الدراسي ويخسر الكثير من الدرجات في أعمال السنة، أما الطالب الضعيف، فربما يرسب في الامتحان النهائي وتساعده درجات أعمال السنة في الحصول على 50% من المجموع.
وتابع بأنه في ظل القرار المنظم للتقويم الشامل، لا يمكن تقييم المستوى الحقيقي للطلاب، مطالبًا بإيجاد آلية عادلة لمنح درجات أعمال السنة للطلاب أو إلغاءها.
ونشرت إحدى أولياء الأمور شهادة ابنتها والتي حصلت في مادة العلوم على 48 درجة من 100، وحين اشتكت للمدرسة وراجع المدير درجات الطالبة، فوجئ بحصولها في الامتحان النهائي على الدرجة النهائية والمقدرة بـ 30 درجة، فيما حصلت على 17 من 70 في أعمال السنة، الأمر الذي أدى إلى رسوبها، وما كان من المدير إلا أن عدل درجة الطالبة إلى 99 درجة من 100، ولفت نظر المعلم.
من جانبها، قالت عبير أحمد، مؤسس صفحة: "اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم" على "فيسبوك"، إنه لا بد من إيجاد حل لأزمة أعمال السنة في المرحلة الابتدائية، والتي تعطي للمعلم سلطة كبيرة على الطالب: "70% من الدرجات في إيد المعلم ليه؟ ده ظلم للطالب، وممكن استغلاله وابتزازه من قبل المعلم ليضغط على الطلاب من أجل الدروس الخصوصية".
وأضافت أن أعمال السنة يمكن أن تكون 30 أو 40% فقط، بحيث لا يتحكم المعلم في نجاح أو رسوب الطالب في حال عدم التحاقه بالدرس الخصوصي.
وأكدت أحمد أن أعمال السنة ضرورية لإلزام الطالب بالحضور والتحلي بالسلوك القويم والمشاركة في الأنشطة، ولكن ليس لدرجة تخصيص 70% من الدرجات لها، مشيرة إلى أن بعض المدارس لا تسمح لولي الأمر أو الطالب معرفة درجات أبنائهم في أعمال السنة، ولا يستطيع الطالب معرفة إذا ما كان فقد الدرجات في الامتحان النهائي أم في أعمال السنة.
وتفاعل عدد من أولياء الأمور على الصفحة حيث قالت إحدى أولياء الأمور: "الدرجة بتطلع على بعضها ومحدش بيعرف إذا كان نقص من أعمال السنة ولا في ضعف في المادة دي"، وأضافت أخرى: "للأسف النظام ده فيه ظلم كبير والمفروض نعرف كل درجة على حدة، علشان نعرف نتيجة الامتحان التحريري، مش الولد يحل ممتاز ونلاقي نقص درجات، يقولوا يمكن النشاط أو السلوك أو الحضور".
وفي تصريح سابق له، قال الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، إن سبب اتجاه الوزارة لتخصيص النسبة الأكبر من المجموع لصالح الأنشطة أن اهتمام الوزارة حاليًا مركز على تحقيق التفاعل داخل الفصول من خلال الأنشطة، وليس مجرد وضع الدرجات على الامتحان التحريري النهائي الذي يقيس الحفظ، دون التحقق من اكتساب الطلاب المهارات المطلوبة.
وأضاف حجازي، لمصراوي، أن الطالب لن يكون تحت رحمة المعلم كما يقال، لأن هناك درجات مخصصة للحضور والالتزام لا دخل للمعلم فيها طالما التزم الطالب، كما أن المهام الفردية والجماعية، تتطلب إنجاز الطالب مهمة ملموسة يحصل بناء عليها على درجات، وبالتالي الأمر لا يرجع لتقييم المعلم بشكل مجرد.
وأكد رئيس قطاع التعليم العام، أن الوزارة تراقب أداء المعلمين، مع العلم أن المرحلة الابتدائية لم تعد شهادة يحصل الطلاب بناء على الدرجات على مراكز، ولكنها مرحلة نقل عادية ينتقل جميع طلابها للمرحلة الإعدادية، لذا فمن الأجدى الاهتمام باكتساب الطلاب المهارات المختلفة.
ولفت إلى أن الوزارة ستصدر نشرة تفصيلية بتحديد طبيعة المهام الفردية، والجماعية "الأنشطة التعاونية"، المكلف بها الطلاب، لتعميمها على المديريات التعليمية.
فيديو قد يعجبك: