مؤتمر لمنظمة "خريجي الأزهر" يدعو لتطبيق مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية
كتب- محمود مصطفى"
أكد المشاركون في المؤتمر الموسع الذي عقدته المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بفرعها في دمياط تحت عنوان "الأزهر والتحديات المعاصرة "، عالمية دور الأزهر، ودوره الإيجابي في التصدي للتحديات الفكرية والوطنية، والسلوكية والأخلاقية، مشيرين إلى دعمهم لرسالة "وثيقة الأخوّة الإنسانية" التي وقّعها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، والتي تركز على القاسم المشترك الإيماني والإنساني والأخلاقي .
ومن جانبه، أكد وكيل الأزهر صالح عباس، - وفقا لبيان المنظمة اليوم الخميس - أن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر تقوم بجهود عظيمة ومستنيرة في مقاومة الانحراف الفكري، وتعمل على نشر صحيح الدين، والعمل على الاستقرار المجتمعي في شتى ربوع الوطن، مضيفاً "أن التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة خاصة التحديات الداخلية أشد تعقيداً".
وطالب - في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر- بضرورة إعادة المنظومة الأخلاقية، خاصة القيم التي تزكي النفوس، وتنشر الرضا بين فئات المجتمع، مؤكدا أن النص القرآني يمثل مرجعية تأسيسية في عملية بناء المنظومة الأخلاقية.
وأشار إلى ضرورة إدراك العقبات التي تمثل تحديا أمام أمتنا، وما يدور حولنا والعمل على التغلب عليها لتحقيق نهضة الوطن، مشددا على أننا قادرون في ظل قيادتنا الرشيدة وحضارتنا وجهد المخلصين من أبناء الوطن بالتغلب على الصعاب والتحديات الراهنة.
بدوره، أكد أسامة ياسين نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أن وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقعها الإمام والبابا تعد الأهم في تاريخ العلاقة بين الاسلام والمسيحية، مشيراً إلى أن مؤتمر"حوار السلام والطمأنينة "الذي عقدته المنظمة مؤخرا بالاشتراك مع الرهبان الفرنسيسكان يعد امتدادا لرسالة وتوجيهات فضيلة الإمام بنشر وثقافة تعزيز الحوار وسبل العيش المشترك.
وأضاف ياسين أن المنظمة تقوم بدور في تبني نشاط إبداعي شامل، ولأجل ذلك سارت في عدة اتجاهات من خلال انتشارها داخل المجتمع المصري لترسيخ المنهج الأزهري الوسطي.
وأشار إلى أن فروع المنظمة داخل مصر أصبحت 17 فرعا تضم نخبة كبيرة من العلماء وأساتذة الأزهر بالإضافة للشباب من خريجي الأزهر، يقومون بنشر الفكر الوسطي في مواجهة الجماعات الإرهابية التي تحاول النيل من المجتمع، وهو ما يتفق مع وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر مع البابا فرنسيس.
وأكد أن المنظمة تسعى أيضا بالتوازي على الانتشار الخارجي حيث وصل عدد فروعها إلى 20 فرعا بـ19 دولة لتكون وسيلة لترابط الأزهريين في كل العالم ليكون الأزهر منهجا قائما ومستمرا، مضيفا أن المنظمة قامت بإصدار العديد من المؤلفات لمواجهة الفكر المتطرف وتمت ترجمتها، كما أصدرت "مجلة نور " للتواصل مع الأطفال لتربيتهم على قيم الخير وتعريفهم بحضارة وتاريخ بلادهم، وقيمة وطنهم، وتمت ترجمتها للغتين الإنجليزية والفرنسية.
فيما شدد أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، على دور رجال الأزهر ومسئولياتهم الكبيرة، منتقدا الفهم الخاطئ لكتب التراث.
وأوضح العبد، أن الجميع تعلم من الأزهر الوسطية والاعتدال وتنوع الآراء، وعبره تم دراسة كافة المذاهب الفقهية، بما في ذلك مذاهب الشيعة بما يتفق مع مناهج أهل السنة والجماعة.
وأشاد بجهود شيخ الأزهر الشريف الذي يجوب البلاد شرقاً وغرباً لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين ، ورد كل الافتراءات التي يحاول البعض إلصاقها بالدين،مؤكدا أن الجميع مطالب بمحاربة الإرهاب والتطرف، من خلال الوسطية والتيسير، ونحن في لجنة الشئون الدينية نجدد ولا نبدد، موضحاً أنه يتم الإعداد لقانون تنظيم الفتوى، وكذلك مشروع قانون دار الإفتاء المصرية لأنها دار إفتاء عالمية.
من ناحيته، قال إسماعيل عبد الرحمن رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بدمياط، إنه يجب علينا أن نعتز بانتمائنا للأزهر الشريف كعبة العلم والعلماء، ورسالته الثابتة لفهم وسطية الكتاب والسنة، مؤكدا حرص الأزهر و قيادته الرشيدة على ذلك، وهو ما يؤكده فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب خلال جهوده وجولاته لنشر قيم التسامح و السلام و قبول الآخر.
وأشار إلى توجيهات فضيلة الإمام الأكبر بتنشيط وتنمية دورنا في مصر والعالم كله، من خلال تدريس مادة "القضايا المعاصرة " التي تناقش كافة المستجدات، بالإضافة لتطوير المناهج، وإنشاء بيت العائلة، ومرصد الأزهر الشريف الذي يواجه ما ينشر من معلومات خاطئة عن الدين ويقوم بالرد عليها.
فيما، قال الشيخ على خليل رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إن رسالة الأزهر عظيمة، حيث يغذي الأرواح، مشيراً إلى عالمية رسالة الأزهر، وأن الجميع يقدر رسالته الدعوية، وأن هذه الرسالة قد وصلت للعالم بشكل جيد خاصة في خطاب الإمام الأكبر مع البابا فرنسيس للتأكيد على أن رسالة الأزهر قائمة على حماية الهوية واللغة والدين .
وأشاد رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، بدور الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر في تطوير نظام اختبارات الطلاب، خاصة الشفوية، حيث تغيرت ثقافة الاطلاع عند الطالب الأزهري، فلم تعد الامتحانات قائمة على الحفظ، بل أصبحت قائمة على الفهم والتحليل، حيث يقوم الطالب بإعمال فكره وعقله، وأن الأزهر قائم على رسالته بشقيها الدعوية والتعليمية.
ووجه اللواء عصام الليثي السكرتير العام لمحافظة دمياط، الشكر للمنظمة العالمية لدورها في التبصير بالوسطية التي يتبناها الأزهر وتبصير العالم بديننا الحنيف.
وأضاف الشيخ وسيم متولي مدير عام منطقة دمياط الأزهرية، أن هذا المؤتمر يأتي في إطار رسالة الأزهر الداعية للسلام الاجتماعي والتسامح وانطلاقا من كلمة الإمام الأكبر في وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.
وأوضح، علي الخياط مدير الوعظ بأوقاف دمياط، أن أبناء الأزهر جميعا يفخرون بالانتماء إليه، مؤكدا أن التاريخ شاهد على عظمة وتاريخ هذا الكيان العريق ، واصفا إياه ب"المعين الصافي" لعلوم الشريعة واللغة وغيرها وصان التراث الإسلامي فكان قبلة العالم ومقصد الدارسين، يحمل أمان الرسالة الإسلامية وتأهيل علماء الدين للمشاركة في إقامة الحياة من خلال المنهج الوسطي، موضحا أن الأزهر الشريف صخرة تتحطم عليها جميع الأهواء بفضل رجاله ودعاته المخلصين.
فيديو قد يعجبك: