ما دلالات زيارة رئيس المجلس العسكري السوداني إلى القاهرة؟
كتب- أسامة عبدالكريم:
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي بقصر الاتحادية، أمس السبت، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصب رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
قال محللون لمصراوي، إن الزيارة حملت عدة دلالات سياسية، تؤكد عمق العلاقة بين البلدين الممتدة لسنوات، بجانب الدور المحوري للقاهرة في المنطقة العربية والإفريقية.
وجاءت زيارة البرهان للقاهرة قبل أيام من إضراب عام دعا إليه قادة حركة الاحتجاج في السودان الثلاثاء والأربعاء؛ لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السُلطة إلى مدنيّين.
وصف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، زيارة البرهان، إلى القاهرة بـ"المهمة"، موضحًا أنها تأتي في سياق تحركات قيادات المجلس العسكري السوداني لزيارة الدول الأشقاء بالمنطقة، حيث تزامنت تلك الزيارة مع زيارة نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو، إلى الرياض، الجمعة، حيث التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقال فهمي لمصراوي، إن الزيارة حملت عدة دلالات منها إشارة البرهان لوجود تهديدات تمس أمن السودان، في رسالة تؤكد أن أمن مصر والسودان شيئًا واحدًا، موضحًا أن اختيار القاهرة في هذا التوقيت، يأتي لدعم تحركات المجلس العسكري السوداني في تحديد مسار العملية السياسية وعملية التحول الراهن، وكذلك الحصول على الدعم المصري في المرحلة المقبلة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الزيارة تؤكد على الدور المصري إفريقيًا في هذا التوقيت، وقدرتها على حشد المواقف المؤيدة والداعمة لما يحدث في السودان، في النطاق الإفريقي، خاصة أن الرئيس السيسي رئيسًا للاتحاد الإفريقي هذا العام، ويستطيع التسويق للتحول الراهن في السودان بصورة إيجابية.
ولطالما أكدت القاهرة أولوية دعم "الإرادة الحرة" للشعب السوداني واختياراته.
كان الرئيس السيسي عقد قمة تشاورية حول الأوضاع في السودان، أواخر أبريل الماضي، بمشاركة القادة الأفارقة؛ وأوصت بمدد الجدول الزمني الممنوح للمجلس العسكري لتسليم السلطة مدة ثلاثة أشهر.
يرى الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الأسبق، أن الزيارة تستهدف الاستعانة بالخبرات المصرية في إدارة المرحلة الانتقالية للحكم المدني، بجانب إطلاع مصر على كافة المستجدات وتطورات الأوضاع في السودان.
وأضاف سعيد لمصراوي، أن الزيارة تؤكد عمق علاقة مصر والسودان، وترد على بعض العناصر السوادنية المناهضة والمعادية لمصر، بجانب استكمال المشروعات التنموية، أبرزها الربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، وتحتاجها بقوة السودان.
وقال النائب حاتم باشات، عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، إن الزيارة تهدف للاستعانة بالخبرات المصرية في محاولات رأب الصدع وتفكيك الصراعات الداخلية العميقة بين النخبة والثوار والمجلس العسكري في السودان.
وأوضح أن الزيارة تعكس عمق وتاريخ العلاقات بين البلدين، وكسب الدور المصري كدرع واقي لحماية الحدود السودانية من التهديدات التي قد تتعرض لها خلال الفترة المقبلة.
كما اعتبر "باشات" الزيارة بثابة رد حاسم يقطع الطريق أمام الدول الخارجية التي تسعى إلى التدخل في الشأن السوداني، مستغلة الاضطرابات الداخلية للبلاد.
فيديو قد يعجبك: