رئيس "المحطات النووية": مفاعل "الضبعة " يستضيف أحدث تكنولوجيات مفاعلات الجيل الثالث المطور
كتب- محمد صلاح:
قال الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية، إن وزارة الكهرباء أجرت دراسات كثيرة للحصول على طاقات جديدة ومتجددة؛ بحيث تكون الطاقة النووية أولى هذه الطاقات للاعتماد عليها مستقبلًا، مؤكدًا أنه يبدأ المشروع النووي بإنشاء أول ٤ وحدات من مفاعل الضبعة النووي، لتصبح الطاقة النووية مصدرًا رئيسيًّا في الحصول على طاقة كهربائية نظيفة.
وأوضح الوكيل، في تصريحات أدلى بها إلى "مصراوي"، اليوم الإثنين، أن الطاقة النووية تمثل أهمية كبرى في توليد الطاقة الكهربائية، كونها نظيفة لا ينتج عنها انبعاثات كربونية ضارة، حيث توفر 10%من إجمالي الكهرباء في العالم.
وأشار رئيس هيئة المحطات النووية إلى أن مفاعل الضبعة النووي سيستضيف أحدث تكنولوجيات مفاعلات الجيل الثالث المطور (Gen 3+)؛ وهي التكنولوجيا الأعلى حاليًّا والتي تتميز بأعلى مستويات الأمان النووي، كما تتبع فلسفة الدفاع من العمق والتي تعتمد على وجود عدة حواجز مادية تحول بين المواد المشعة والبيئة المحيطة.
وأضاف الوكيل أن هناك نظم أمان سلبية لا تعتمد على وجود الطاقة الكهربائية، كما أن المفاعل يطابق اعلى معايير السلامة والأمان، ويستطيع تحمل اصطدام طائرة تجارية ثقيلة تزن 450 طنًّا وتسير بسرعة 150 مترًا، فهو مصمم لاحتمال جميع الظروف الطبيعية والعمليات الإرهابية ويتحمل تسونامي وزلازل وانفجارات، ويستطيع تحمل الأعاصير والرياح.
وذكر رئيس هيئة المحطات النووية أن تصميم المفاعل الروسي يتميز بأنه مزود بماسك أو مصيدة لقلب المفاعل (core catcher)، مما لا يسمح بتسرب أي مواد إلى البيئة المحيطة.
وأكد الوكيل أنه قد قام مؤخرًا المقاول الرئيسي للمشروع النووي "أتومسترويكسبورت" (ASE) المسؤول عن اختيار مقاولي الباطن، بطرح مناقصات تنفيذ الأعمال؛ حيث تم إسناد بعض الأعمال إلى شركات "بتروجيت والمقاولون العرب وحسن علام" بالموقع.
وأضاف رئيس المحطات النووية: "نوصى مرارًا وتكرارًا على ضرورة وجود الشركات المصرية المحلية في المشروع النووي، ونحن ندعمها وعلى مسافة واحدة من الجميع".
وأكد الوكيل أنه يعتبر المشروع مربحًا، وأن كلما زادت الاستثمارات زادت الأرباح؛ حيث صرح بأنه لا ينبغي أن تقتصر فوائد إنشاء محطة الطاقة النووية على توليد الكهرباء النظيفة فقط، لافتًا إلى أن الطاقة النووية هي أحد المصادر المهمة التي يمكن استخدامها لتلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، نظرًا لقدرتها التنافسية الاقتصادية العالية، إلا أن مشروع المحطة النووية لا يمكن تناوله من منظور ضيق كمحطة إنتاج الطاقة الكهربائية، إذ إن المشروع النووي من شأنه أن يعود بالعديد من الفوائد الاستراتيجية.
وأشار الوكيل إلى أن ذلك سيؤدي إلى الحفاظ على موارد الطاقة من البترول والغاز الطبيعي؛ حيث إنها موارد ناضبة وغير متجددة، بالإضافة إلى تعظيم القيمة المضافة من خلال استخدام البترول والغاز الطبيعي كمادة خام لا بديل لها في الصناعات البتروكيميائية والأسمدة.
وأكد رئيس المحطات النووية أن الطاقة النووية هي أحد مصادر الطاقة النظيفة بجانب المصادر المتجددة وتلعب دورًا بارزًا في تقليل انبعاثات الكربون ولمجابهة ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرًا إلى أن المساهمة المحلية في هذا المشروع ستحدث نقلة كبيرة في جودة وإمكانات الصناعة المصرية، بالإضافة إلى زيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية؛ بسبب معايير الجودة الصارمة التي تطلبها مكونات الصناعة النووية، والتي ستنتقل بالضرورة إلى تصنيع المكونات غير النووية التي تنتجها المصانع نفسها.
وأكد الوكيل أن مشروع المحطة النووية من شأنه أن يؤكد دور مصر كدولة رائدة في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا ووضعها على خريطة الدول المتقدمة في كل المجالات، وسيسهم بشكل كبير في تنمية منطقة الضبعة والبيئة المحيطة بها، والاستفادة من تطوير البنية التحتية من مرافق مياه وكهرباء وطرق واتصالات، والاستفادة من تطوير الخدمات الصحية والتعليمية وكذلك توفير فرص عمل.
جدير بالذكر أنه قد تم بناء مفاعلات الجيل الثالث المطور GEN3 + في بعض البلدان.
ونجحت شركة "روساتوم" في تشغيل هذا النوع من المفاعلات، حيث يتم حالياً تشغيل ثلاث وحدات طاقة من هذا النوع في روسيا.
فيديو قد يعجبك: