وزير الأوقاف: الدين هو فن صناعة الحياة ويهدف لبناء الكون وتعميره
كتب - محمود مصطفى:
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد «أولاد دغيم» بالعلمين محافظة مرسى مطروح بمناسبة عيدها القومي اليوم الجمعة 25 ديسمبر، بعنوان: «الإيمان باليوم الآخر وأثره في السلوك».
جاء ذلك بحضور الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف السوداني، وخالد الشيخ نائب السفير السوداني بالقاهرة، والدكتور عبد الرحيم آدم رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان، والوفد المرافق له، واللواء أ.ح. خالد شعيب محافظ مرسى مطروح، والعميد طارق فوزي رئيس جهاز الأمن الوطني بمطروح، ومحمد الحبوني رئيس القبائل، ومسعد عبد الهادي رئيس مدينة مرسى مطروح، مع مراعاة التدابير الاحترازية اللازمة والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وفي بداية خطبته أوضح أن الإيمان بالله واليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان، وقد بين ذلك سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حديث سيدنا جبريل (عليه السلام) عندما سأله عن الإيمان قَالَ: «أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ وتؤمن بالقدر خيره وشره»، واليوم الآخر هو اليوم الحق.
واستشهد بقوله تعالى: {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا}، ويقول تعالى: { فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، قائلا إن هذا تحدي قائم إلى يوم القيامة، فلن تستطيع البشرية جمعاء مهما تقدمت في العلم أن تُرجع الروح التي قبضها الله، ثم يقول الحق سبحانه وتعالي: { إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} أي كبر وعظم رب العزة (جل وعلا) ويقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: «وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين» واليقين الذي لا نزاع ولا خلاف فيه.
وأضاف أن العاقل من يبادر منيته بالخيرات، لأن الإنسان بين أمرين لا ثالث لهما، قال تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}، وهذين الأمرين ذكرهما الله سبحانه في كتابه العزيز في مواضع متعددة، قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}، هنا بدأ بالأبعد وانتهى بالأقرب ، وفي سورة المعارج يقول تعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ}.
واستكمل خطبته: هنا بدأ بالأقرب وهو الابن، وعلى الجانب الآخر ذكر الحق سبحانه ما يطمئن به عباده المؤمنين، فقال سبحانه : {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} لا يسمعون حتى مجرد صوت النار، فإذا كان الفزع الأكبر لا يحزنهم، فلا يحزنهم ما دونه، وتتلقاهم الملائكة يطمئنوهم قائلين هذا هو اليوم الذي عملتم له وتعبتم من أجله.
ويقول سبحانه : {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}، ويقول تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}، ثم يكون الرضى الأكبر حين يطلع الله تعالى على عباده.
وقال وزير الأوقاف، إن ديننا يهدف إلى عمارة الكون والبناء والتعمير، لا إلى التخريب، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر لا يغش ولا يكذب ولا يرتشي، ومن يؤمن بالله واليوم الآخر يعمر الدنيا بالدين ولا يخربها باسم الدين، فالدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت.
وأضاف أن القرآن المعجز تحدى البشرية أن تعيد روحًا قبضها إليه أو تمسك روحًا أراد قبضها، مؤكدا أن الإعجاز القرآني قائم إلى يوم القيامة.
فيديو قد يعجبك: