نائب رئيس جامعة الأزهر: التجديد سنةً كونيةً وضرورةٌ حتميةٌ
كتب- محمود مصطفى:
قال الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، إن الفكرَ المنحرفَ ليس وليدَ اليوم، فقد كان العربُ في الجاهلية يرون أن المصلحةَ في وأد البنات، وأنه لا مفسدةَ في شرب الخمر، ولعبِ الميسر، وغيرِها من الأفكار التي انتشرت في الجاهلية، فلما جاء الإسلامُ قيّدَ المصلحةَ بما يتفقُ مع المقاصدِ الخمسةِ للشريعة الإسلامية.
وأضاف خلال مؤتمر "دور الأزهر في الإصلاح والتجديد ومواجهة الفكر المنحرف"، الذي عقد الاثنين، بكلية أًصول الدين بجامعة الأزهر بطنطا، أن الفكرَ المنحرف َنابعٌ إما من سوء فهمٍ للشريعة الإسلامية، أو الاستغراقِ في فهم الفروع على حساب الأصول، أو لفهمٍ قاصرٍ أو خاطئٍ لعلوم الشريعة واللغة، وإما لأغراضٍ ومآربَ أخرى.
وأشار إلى أن المؤتمر جاء تلبيةً لنداءِ الوقت، متمنيًا أن يحققَ مقاصدَه وغاياتِه، فهذه اللقاءات تُعقدُ عليها الآمالُ للنهوضِ نحو المستقبلِ باستراتيجياتٍ فعّالةٍ قابلةٍ للتطبيق.
وأوضح أن التجديد مظهرٌ من مظاهرِ الرحمةِ، والتي تتجلى أيضًا في كونها سنةً كونيةً متناغمةً مع طبائعِ المُكوَّنات، وهو ضرورةٌ حتميةٌ بدَت جليةً واضحةً في ثراثنا الإسلامي.
وقال إن وفاء الشريعة بمصالح العبادِ يجعلُها مَرنةً تستوعبُ المتغيراتِ الزمانيةِ والمكانيةِ مما يستلزمُ منهجًا رشيدًا، تَمثّلَ ذلك في المنهجِ الأزهَرِيِّ، الذي هو نِتاجُ عُقولٍ مُستقرةٍ مُستوعِبةٍ ناضجةٍقدَّمت -ولا تزال- نِتاجا ضخما ثرِيًّا في مختلفِ جوانبِ العُلومِ الإسلاميةِ على مدارِ تاريخِ الأزهرِ المجيدِ ومسيرتِهِ الفريدَةِ المتميزةِ، وهو إذ يحملُ على عاتقه ذلك الحضورَ الفاعلَ في نوازلِ العصرِ يسعى إلى تحقيقِ مقاصِدِ الشريعةِ الغراءِ، وعلى رأسِها تحقيقُ مصالحِ العبادِ وما ينفعُهم، وتلك غايةُ ما تسعى إليه هِممُ المُصلحين من كلِّ اتجاهٍ، لافتا إلى أن هذا المنهجُ قائمٌ في أساسه على الإنصافِ والانتصافِ والنقدِ، بل ونقدِ النقدِ، لا الانتقاء والنقض.
وأضاف أن التجديدَ المنشود هو القائم على استيعاب التراثِ والاستفادةِ من مناهجِهِ والوقوفِ على نماذجِه المعرفيةِ، وهو الذي يُراعي فِقهَ النصِّ وإدراكَه إدراكًا صحيحًا وفقَ مُرادِ اللهِ ورسولِهِ بقدرِ الطاقةِ والوسع.
وأكد أهمية صناعةٍ عقليةٍ ناقدةٍ رشيدةٍ، تجعلُ الطالبَ يُميزُ الصحيحَ ويقفُ بما تعلمه من مناهجِنا العِلْميةِ الرصينةِفي وجهِ دعواتِ التَّغريبِ والتطرفِ والانحلالِ والإلحادِ والموجاتِ، وكذلك احتواءَ الطلابِ بالنقاشِ الهادفِ المثمرِ.
فيديو قد يعجبك: