بهجة غائبة وحيوانات مكتئبة.. ماذا فعل "كورونا" بحديقة الجيزة؟
كتب- أحمد مسعد:
حالة من الهدوء والصمت الواضح تسيطر على المكان الذي دائمًا ما كانت تميزه أصوات حيواناته، فبدت حديقة الحيوان بالجيزة في حالة لم تعهدها من قبل.
أروقة الحديقة التي كانت دائمًا تشع بالبهجة والسرور مع وجود الزوار واللهو مع الحيوانات، بات يسيطر عليها الحزن فغاب الزوار بسبب كورونا، وبدأت الإجراءات الأمنية المشددة.
"الحيوانات جالها اكتئاب"، بدأت الدكتورة مها صابر، مديرة حديقة الحيوان بالجيزة، الكشف عن تداعيات إغلاق الحديقة لفترة طويلة لأول مرة بسبب فيروس كورونا.
يقول الدكتور محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، إن كل الحدائق مغلقة التزامًا بتوجيهات الدولة كإجراء احترازي للحد من تفشي فيروس كورونا.
ويضيف رجائي، لمصراوي: "العالم يمر بأزمة لم يعهدها من قبل وأيضًا حدائق الحيوان وبالخصوص حديقة الجيزة الأقدم تاريخيًا تعيش حالة من حالات الطوارئ".
إغلاق الحديقة من أصعب القرارات على العاملين بها، رغم أن هذا التوقيت من العام يشهد ضعفًا في الإقبال نوعا ما، يوضح رجائي: "وبرغم تفهمنا لهذه القرارت إلا أن العمال يشعرون بحالة من الحزن".
وسط حالة الهدوء غير المعتادة تلك بالحديقة، بدأت أصوات بعض القردة تأتي من ناحية الجبلاية، تفسره الدكتورة مها صابر: "بعض حيوانات الحديقة أصابها الاكتئاب مثل القردة والشمبانزي وسبع البحر والدببة لأنهم اعتادوا رؤية الزوار واللهو معهم".
في ظل الوضع الراهن، يحاول المسئولون عن الحديقة التخفيف عن الحيوانات: "أحيانا نذهب إلى الجبلاية ونقوم بمداعبتهم حتى لا تزيد حالة الوحدة لديهم".
تشير مها إلى أنها المرة الأولى منذ تعيينها طبيبة بيطرية، ترى غلق الحديقة، ففي أحلك الظروف مثل أحداث الثورة وإنفلونزا الطيور لم تغلق الحديقة بابها يومًا.
تطبق الحديقة إجراءات وقائية شديدة تتمثل في تعقيم كل من يدخل الحديقة سواء من عربات أكل أو عربات نظافة بالرش على السيارات وتطهير أماكن تحركها داخل الحديقة بالإضافة للتطهير المستمر لغرفة العاملين: "حتى أننا نقوم بغسيل ملابسهم يوميًا".
فيديو قد يعجبك: