بعد افتتاحه اليوم.. لماذا اختار البارون إمبان هذا المكان لإنشاء قصره الشهير؟
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، عددًا من المشروعات القومية؛ على رأسها افتتاح قصر البارون إمبان بحي مصر الجديدة، والذي انتهت وزارة السياحة والآثار من ترميمه بتكلفة إجمالية بلغت 100 مليون جنيه.
ويتضمن القصر معرض مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة (هليوبوليس والمطرية) عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة من الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكي تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.
وبُني قصر البارون على طراز العمارة الهندية؛ حيث أسسه المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، ويقع القصر في شارع العروبة بمنطقة مصر الجديدة في القاهرة.
بدأ تدشين القصر، بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس في القرن التاسع عشر، عندما قرر المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، تشييد قصر تاريخي مستوحى من العمارة الهندية في مصر، وكان يهوي الترحال من بلد إلى بلد.
عندما وصل البارون البلجيكي إلى القاهرة، ما لبث وعشقها لدرجة الجنون واتخذ قرارًا مصيريًا بالبقاء فيها حتى وفاته، وكتب في وصيته أن يدفن في تراب مصر حتى ولو وافته المنية خارجها.
واختار البارون إمبان مكان قصره الأسطوري الحالي في قلب الصحراء، وصممه بحيث لا تغيب عنه الشمس؛ حيث تدخل جميع حجراته وردهاته، وهو من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، واستلهمه من معبد أنكور وات في كمبوديا، ومعابد أوريسا الهندوسية، وصممه المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل، وزخرفه جورج لويس كلود، واكتمل البناء عام 1911.
لم يكتفِ البارون بإنشاء القصر؛ بل عرض على الحكومة وقتها فكرة إنشاء حي في شرق القاهرة، واختار له اسم "هليوبوليس" أي مدينة الشمس، واشترى الفدان بجنيه واحد فقط؛ لأن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات، وكلف المهندس البلجيكي أندريه برشلو الذي كان يعمل في ذلك الوقت مع شركة مترو باريس، بإنشاء خط مترو يربط الحي الجديد بالقاهرة.
بدأ في إقامة المنازل على الطراز البلجيكي الكلاسيكي، بالإضافة إلى مساحات كبيرة تضم الحدائق الرائعة، وبنى فندقًا ضخمًا هو فندق هليوبوليس القديم الذي ضم مؤخرًا إلى قصور الرئاسة بمصر.
بعد وفاة البارون إمبان في 22 يوليو 1929، تعرض القصر إلى الإهمال فترة تجاوزت نصف القرن، إلى أن اتخذت الحكومة المصرية قرارًا بضمه إلى هيئة الآثار المصرية، التي تولت عملية ترميمه على أمل تحويله إلى متحف أو أحد قصور الرئاسة المصرية.
لم يفتح القصر إلا مرات معدودة، المرة الأولى عندما وضعت الحراسة على أموال البلجيكيين في مصر عام 1961م، ودخلت لجان الحراسة لجرد محتوياته، والمرة الثانية عندما دخله حسين فهمي والمطربة شادية لتصوير فيلم الهارب، والمرة الثالثة عند تصوير أغنية للمطرب محمد الحلو بطريقة الفيديو كليب، أما الرابعة فقد تمت بطريقة غير شرعية إذ إنه بسبب إغلاقه المستمر نسج الناس حوله الكثير من القصص الخيالية؛ ومنها أنه صار مأوى للشياطين.
في الاحتفال بمئوية مصر الجديدة، أبرم المهندس محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، اتفاقًا مع ورثة ملاك القصر جان إمبان حفيد البارون إمبان، بشراء القصر مقابل منحهم قطعة أرض بديلة بالقاهرة الجديدة ليقيموا عليها مشروعات استثمارية.
ظل القصر هدفًا للشائعات التي كان أبرزها اشتعال النيران فجأة في الغرفة الموجودة بالبرج الرئيسي بالقصر عام 1982 ثم غطى القصر دخان كثيف في ما يشبه الحريق، وبعدها انطفأت النيران واختفى الدخان دون تدخل من أحد.
كما يتداول البعض أقاويل حول وجود أصوات صراخ وشجار تخرج من نوافذ القصر ليلًا بلغة أجنبية لا يفهمها حراس العقارات المجاورة؛ ويتم تفسيرها بأنه صوت البارون مالك القصر أو شبحه، أو شقيقته التي ماتت في نفس القصر قبل 100 عام.
فيديو قد يعجبك: