"الأزهر للفتوى": الإسلام لم يحرم الألعاب وجعل لها قواعد
القاهرة- (أ ش أ):
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الإسلام لم يحرم الألعاب ولكن جعل لها قواعد محكمة لاستقامة الحياة، وأن شريعة الإسلام لم تتوقف للحظة عن دعم كلِّ خيرٍ نافع، والتَّحذير من كل شرٍّ ضارٍّ في مُختَلف الأزمنة والأمكنة، وتميزت بالواقعيّة، وراعت جميع أحوال الناس واحتياجاتهم وحقوقهم في شمولٍ بديعٍ، وعالميّة لا نظير لها في الشّرائع.
وذكر مركز الأزهر للفتوى، في بيان اليوم، أن الإسلام يبيح اللعب والترويح إذا اعتُبرت المصالح، واجتُنبت المضار؛ مُراعاةً لنفوس النّاس وطبائعهم التي تملُّ العادة، وترغب دائمًا في تجديد النّشاط النَّفسي والذهني والجسدي، لافتا إلى أنه مع هذه الإباحة والفُسحة، لا ينبغي أن نغفل ما وضعه الشّرعُ الشّريف من ضوابط لممارسة الألعاب، يُحافظ المرء من خلالها على دينه ونفسه، وعلاقاته الأسرية والاجتماعية، وماله ووقته وسلامته، وسلامة غيره.
وأشار مركز الأزهر للفتوى إلى أهمية مراعاة بعض الضوابط عند اللعب والترويح عن النفس منها: أن يكون اللعب نافعًا، تعود فائدته على النفس أو الذهن أو البدن، وألا يشغل عن واجب شرعي، كأداء الصلاة أو بر الوالدين، وألَّا يؤدي إلى إهدار الأوقات والعمر ، وألَّا يشغل عن واجب حياتي كطلب العلم النافع، والسعي في تحصيل الرزق، وتلبية حقوق الوالدين والزوجة والأولاد العاطفية والمالية وتقوية الروابط معهم، وألَّا يُؤدي اللعب إلى خلافات وشقاقات ومُنازعات، وأن يخلو من الاختلاط المُحرَّم، وكشف العورات التي حقّها السِّتر، وأن يخلو من إيذاء الإنسان؛ لأنه مخلوق مُكرَّم فلا تجوز إهانته بضرب وجههٍ - مثلًا - أوإلحاق الأذى به، وأن يخلو من إيذاء الحيوان؛ فقد أمرنا الإسلام بالإحسان إليه، وحرَّم تعذيبه وإيذاءه بدعوى اللعب والتَّرويح، وألَّا يشتمل اللعب على مُقامرة.
وأضاف مركز الأزهر "كما يجب ألّا تشتمل الألعاب الإلكترونية على مُخالفات عقدية كاحتوائها على أفكار إلحادية أو شعارات أديانٍ أخرى، أو شعائر ومُعتقدات تخالف عقيدة الإسلام الصّحيحة، أو يكون بها إهانة مقدساتٍ إسلامية عن طريق جعل الهدايا على التقليل من شأنها أو تدميرها داخل اللعبة، وألَّا تشتمل على إباحية؛ من صور عارية وممارسات شاذة، وألا تشتمل على فُحشِ قولٍ وسِبَاب، وأصوات مُحرَّمة، وألا تُنَمِّي الميل إلى العنف لدى اللاعب، أو تحثه على الكراهية، أو ازدراء الأديان، أو إيذاء إنسان أو حيوان، أو تُسوِّل له جرائم، أو مُحرمات كشرب الخمر ولعب القمار وفعل الفواحش، وألا تؤذي اللاعب بدنيًّا كالألعاب التي تستوجب تركيزًا كبيرًا يُؤدي إلى ضعف البصر أو إيذاء الأعصاب".
وتابع: "إنه إذ يُبين ضوابط الألعاب في الإسلام ، فإنه يُؤكِّد أنَّ إباحة أي لعبة أو تحريمها مُتعلق بمراعاة هذه الضَّوابط؛ فإن رُوعيت جميعًا صار اللعب مُباحًا، وإن أُهدِرت أو أُهدِر أحدها صار في هذا اللعب من الحرام والإثم بقدر ما فيه من الشَّر وما أُهدِر من الضَّوابط".
وأهاب المركز بالآباء والأمهات -حفظهم الله- أن يحرصوا على تنشئة أولادهم تنشئةً واعيةً سويّةً وسطيّةً، وألّا ينشغلوا بشيء عن إحسان تربيتهم وتعليمهم، وأن يَقُوهُم مخاطر كثيرٍ من هذه الألعاب؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم.."كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: