بعد تصريحات آبي أحمد.. خبراء: إثيوبيا لا تستطيع ملء سد النهضة منفردة
كتب- أحمد مسعد:
قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن ملء سد النهضة قرار لا رجعة فيه، مشيرًا إلى أن بلاده لا تسعى للإضرار بالآخرين.
وأثارت تصريحات آبي أحمد الرأي العام في دولتي المصب مصر والسودان، ما دفع وزارة الخارجية السودانية إلى إصدار تصريحات جديدة، حول أزمة السد.
ويقول الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، إن إصرار إثيوبيا على البدء في ملء وتخزين السد دون توقيع اتفاق نهائي مع دولتي المصب يقلص فرص الحلول الدبلوماسية والسياسية، مشيرًا إلى أن 90% من البنود العالقة تم الاتفاق عليها، قبل انسحاب إثيوبيا من التوقيع.
وأضاف علام، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن التصريحات الإثيوبية تهدف إلى إثارة المواطن الإثيوبيي ليس إلا، لافتًا إلى أن إثيوبيا وقعت اتفاق إعلان المبادئ ثم خالفته.
وأشار وزير الري الأسبق، إلى أن مصر ترغب في استكمال سير مفاوضات واشنطن، متمنيًا أن يخرج اجتماع الثلاثاء المرتقب بمخرجات تناسب كل الأطراف.
وأصدرت وزارة الري السودانية أمس الاثنين، بيانًا أكدت فيه عقد جولة تفاوضية الثلاثاء في العاصمة السودانية الخرطوم، بحضور كافة الأطراف المشاركة ومراقبين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي ذات السياق أكد السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية السابق، أن أثيوبيا لا تستطيع التخزين والملء بشكل منفرد، موضحًا أن هذا النهج مخالف للقانون الدولي ومن ثم تقدمت القاهرة بمذكرة لمجس الأمن وتابعتها السودان في القرار، نظرًا للتعنت الإثيوبي الذي تجاوز حدود التنمية.
وأوضح حليمة لـ"مصراوي"، أن مصر تسير عبر الطرق القانونية والمفاوضات حتى الرمق الأخير، ولا تعلق على التصريحات الإثيوبية، مضيفًا: "القيادة السياسية في مصر تتفهم ما يحاك في هذا الملف".
وتابع: "جولة الثلاثاء، ستتم عبر الفيديو كونفرانس نظرًا لتفشي أزمة كورونا حول العالم، وليس لأسباب أخرى كما تحدث البعض".
وأشار مساعد وزير الخارجية السابق، إلى أن مصر لم تفرط في حقوقها المائية، ولا تلتفت لهذه التعليقات، مؤكدًا أن الدبلومسية المصرية مارست ضغوطًا عديدة على أديس أبابا.
وتنوي إثيوبيا تخزين 4.9 مليار متر مكعب الشهر المقبل، بالتزامن مع فيضان نهر النيل الأزرق، قبل بدء التشغيل التجربي.
بينما يرى الدكتور عباس الشراقي أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا ليست جادة في عمليات الملء والتخزين بشكل منفرد، مشيرًا إلى أن أثيوبيا كانت تستطع تخزين المياه العام الحالي من خلال إغلاق البوابات الأربعة الصغيرة، الموجودة في السد.
وقال شراقي لـ"مصراوي"، إن أديس أبابا تمارس ضغوطًا كبيرة على مصر والسودان للحصول على أفضل مكسب ممكن، مشيرًا إلى أن السد مازال يحتاج إلى أعمال وليس في صالح إثيوبيا التخزين هذا العام.
ولفت إلي أن حكومة أديس أبابا تسعى لتخزين 5 مليارات متر مكعب فقط من المياه، وهي أقل من النسبة المتفق عليها في مفاوضات واشنطن بحسب ما تم نشره، مضيفًا أن إثيوبيا تبحث عن انتصار معنوي لكسب التايد والأصوات الانتخابية.
وتتفاوض القاهرة والخرطوم منذ 9 سنوات مع إثيوبيا، حول بناء أضخم سد على نهر النيل، لتخزين 74مليار متر مكعب سنويًا دون إخطار دولتي المصب.
فيديو قد يعجبك: