"هكذا توافقت أخلاقُنا".. تأملات منصور عامر في كتاب جديد
(مصراوي):
صدر حديثًا كتاب "هكذا توافقت أخلاقنا" من تأملات رجل الأعمال منصور عامر، والذي أحصى بين دفتيه 140 خلقًا من مكارم الأخلاق.
أجاز الكتاب الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والمطران الأنبا مرقس، كما قدّمه المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي.
وهذا هو الكتاب الثاني لمنصور عامر، إذ حمل كتابه الأول عنوان "هكذا يحفزنا الأعظم" وقدّم خلاله كل ما يجمعنا ويحفزنا على الإبداع والتفكير والأخلاق الرفيعة، راصدًا عددًا من طرق التحفيز، أبرزها التحفيز على التجارة مع الله، والتحفيز على بناء بيت في الجنة، والتحفيز على المصالحات، والتحفيز على الاستثمار، وقبول واحترام الآخر.
وقال الفقي في مقدمة الكتاب الجديد إن رجل القانون والأعمال منصور عامر يطل علينا بين الحين والآخر بمقطوعة من فكره المستنير، ومعزوفة من رؤيته الثاقبة، حيث يسكب في عقول الشباب من أبناء الأجيال الجديدة رحيقًا من فكره وخبراته وقناعاته، كما أن الأمر الذي يستحق التقدير أنه يفعل ذلك دائمًا مدعومًا بالوثائق، محاطًا بالبراهين، حتى يجعل المسألة أمام القارئ مكتملة الأركان، تبدأ بالفرضية يسبقها فهم محدد سعياً للوصول إلى نتائج محققة.
ويرى الفقي أن كل مشكلاتنا وأخطائنا وتجاوزاتنا تصطدم في النهاية بما يمكن تسميته "أزمة أخلاقية"، فخطاب الكراهية ورفض الآخر وتسفيه الغير، كلها مظاهر لأزمة الأخلاق التي تجتاح حياة الإنسان المعاصر في كل مكان، ولكننا نختص بنصيب وافر منها في بلادنا العربية والإسلامية، رغم أننا نقع في بؤرة نزول الديانات السماوية والشرائع الإلهية، ولكن غلبت علينا أخطاء موروثة وتقاليد بالية وأفكار لا تمت للمنطق السليم بصلة.
ووجه التحية لـ"عامر" المهموم بقضايا أمته ومشكلات وطنه، والحريص دائمًا على أن يكون إيجابيا فيما يفعل، وقادرا على اختيار البوصلة الصحيحة في ظل "الأعاصير العاتية"، إيمانا منه بأن الإنسان خليفة الله في الأرض، خلقه لإعمارها والنهوض به، معتمدا على مكارم الأخلاق التي بعث نبي الإسلام ليكون متمما لها.
بدوره، يرى الدكتور نظير عياد أن الكتاب بحث عن المشتركات بين الديانات واتخاذ الحوار أساسًا لها، مؤكدًا أنه عمل يستحق الثناء والشكر خاصة أن أزمة أمتنا ومجتمعنا هيّ أزمة أخلاقية في المقام الأول، ومن ثم جاء الكتاب الذي ركز على جملة من القيم الأخلاقية بعضها ينبغي أن يتحلى بها الإنسان، والبعض الآخر ينبغي أن يتخلى عنها، فعرض لمائة وأربعين خلقا طوف فيها المؤلف بين نصوص القرآن الكريم والسنة المباركة، كما تطرق لنصوص الكتاب المقدس تأكيدًا منه أن الحق واحد لا يختلف باختلاف الشرائع.
وهذا ما ذهب إليه المطران الأنبا مرقس، موضحا أن "عامر" جمع بين صفحات الكتاب أنواعا مهمة من الأخلاقيات الشرقية التي تربينا عليها، وبذل مجهودًا كبيرًا في محاولة تأصيل هذه الأخلاقيات من الإسلام والمسيحية معًا، حيث قدم بجوار شرحه الإسلامي الذي يتميز فيه، بعضًا من آيات الكتاب المقدس، للتأكيد أن المجتمع المصري يتفق على هذه الأخلاقيات السامية.
140 خلقًا
أحصى منصور عامر في كتابه 140 خلقًا من مكارم الأخلاق، موضحًا أنه لم يكن يتصور قبل كتابة هذا الكتاب أن بإمكانه إتمام هذا الإحصاء، كما لم يكن يتصور أن يجد هذا التوافق الكبير بين الإسلام والمسيحية واليهودية في جوهر هذه الأخلاق.
ومن بين الأخلاق التي شملها الكتاب: خُلق الإنفاق، خُلق الإتقان، خُلق إثقال الموازين، خُلق الاحترام، خُلق الاحتشام، خُلق الإحسان، خُلق الإخلاص، خُلق الأخوة، خُلق الأدب، خُلق الإرضاء، خُلق الإغاثة، خُلق الاعتذار.
وقال عامر "أدعو الجميع إلى قراءة هذا الكتاب البسيط في كلماته، ولكنه وسيلة ميسرة يتعرف بها كل منا على ما يدعوه إليه من مكارم الأخلاق، ثم يتعرف كيف يتوافق ذلك مع باقي الديانات".
وتدور فكرة الكتاب استنادًا إلى ما قاله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وتساءل عامر: ما هيّ الأخلاق التي يُحب الله تعالى أن يرى عباده عليها، فبعث لهم رسولًا تلو الآخر إلى أن أنهى رسالته لعباده بنبينا محمد؟
واستعرض "عامر" في كتابه هذا المبحث بطريقة مُبسطة، محاولا رصد بعضًا من الخلق الكريم الذي ورد في القرآن الكريم أو السنة الشريفة، بجانب آيات من الكتاب المقدس التي وجد أنها توافقت مع ما حاول إحصاءه داخل الكتاب من أخلاق كريمة.
فيديو قد يعجبك: