"جالب السعادة".. مدير متحف الآثار يكشف أساطير قدماء المصريين عن النيل
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
(مصراوي):
قال الدكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن المصريين القدماء أدركوا أهمية النيل منذ أقدم العصور، فاجتهدوا في ابتكار طرق للإفادة من مياه النهر وتنظيم الري وحفر الترع لزراعة أكبر مساحة ممكنة من أرض الوادي؛ لأن النيل كان الأساس الذي اعتمدت عليه الحياة في مصر القديمة.
وأضاف عبدالبصير في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "كان الإله حعبي هو إله النيل عند المصريين القدماء، واعتبروه جالب السعادة، وأطلق المصريون القدماء على نهر النيل في اللغة المصرية القديمة صفة إيترو عا، بمعنى النهر العظيم، وتشير الأصول اللغوية لكلمة النيل، نيلوس، إلى أنها من أصل يوناني".
وأكمل: "لاحظ المصريون فيضان النيل وانحساره في أوقات مناسبة على نحو يمكن إفادة أرض مصر منها؛ إذ كان يفيض في الصيف والأرض في أشد الحاجة إلى الماء، يغمرها ويجدد حياتها، وكان ينحسر في وقت يناسب الزراعة، فتُبذر الحبوب، فكانت بداية اهتداء المصريين لفكرة التقويم، وارتبطت حياة المصريين القدماء وأقدارهم بنهر النيل منذ القدم، وقاموا بتمجيد النيل؛ لأنه كان إله الخصب والنماء الذي كان يمنع عنهم القحط والجدب، وكانوا يذهبون إلى المعابد كي يقدموا القرابين إن تأخر الفيضان عن موعده السنوي".
وحول تقديس المصريين للنيل قال عبدالبصير: "كان قدماء المصريين يحترمون النيل احترامًا كبيرًا، وذكروا أن النيل مولود من الإله رع؛ أي أنه ابن أعظم الآلهة المصرية القديمة، ويقترب هذا المعنى ما وجدناه في إحدي البرديات التي تقول إنك أيها الراحل في مقام الخلود، سيفيض عليك النيل في مضجعك الأخير أثرًا من بركاته؛ لأن ماءَه آتٍ من أسوان، وكانوا يسمون النهر إيتِ نترو أي أبي الآلهة، وكان قدماء المصريين يعتقدون أن النيل الذي تروى منه أقاليم الصعيد نيلًا خاصًّا، وأطلقوا عليه حعبي رسيت، أي حعبي الجنوبي، والنيل الخاص بالدلتا دعوه حعبي محيت، أي حعبي الشمالي، وكانوا يصورون النيل الدلتاوي على شكل رجل في قمة الشباب، ضخم الجسم، ثقيل الكتفين، كبير الثديين، يرتدي رداءً عليه ثمار النيل في الصعيد ولونها أزرق، وكانوا يرسمون تمثال النيل الصعيدي على شكل رجل يرتدي رداءً فوقه ثمار النيل الممثلة الدلتا، ولونها أحمر".
وتابع: "كان قدماء المصريين يتغنون بهذه الأنشودة على أوضاع الآلات الموسيقية، وكانوا يلقبون الإله المقدس حعبي بإله الخصب والأب المربي، وتم تصوير حعبي في صورة إنسان يحمل فوق رأسه نباتات مائية، ويظهر جسده معالم الجنس الذكرى والأنثوى في نفس الوقت، فتظهر ملامح الذكورة في عضلات أرجله وذراعيه، وتظهر ملامح الأنوثة في الصدر والبطن، وهى ترمز إلى الأرض التي كان يتم تخصيبها بمياه الفيضان؛ فقد كان هو سيد النهر، الذى يجلب النماء، وسيد أسماك وطيور المستنقعات مما يرمز إلى أنه منح المصريين هذه المخلوقات مع النيل نفسه، ولذلك فقد صُور في المعابد وهو يحمل القرابين كتقدمات للأرباب، كأحد أهم أرباب الخصوبة الآخرين التي كانت تحمل التقدمات للمعابد كهبة وإمدادات لأصحاب المعابد. وواصل: كانت تماثيل حعبي تظهره وهو يحمل مائدة التي كان عليها مختلف أنواع القرابين، وكان من تماثيل النيل ما هو مختلف اللون؛ فبعضها أحمر، وبعضها أزرق يحمل على رأسه البردي واللوتس، رمزا الدلتا والصعيد. وبعض هذه المناظر مصور على جدارن معبد سيتي الأول بأبيدوس ومعبدي أدفو ودندرة".
واستكمل: "ظهر حعبي على كرسي العرش وهو يقوم بربط زهرة اللوتس ونبات البردى كرمز لوحدة البلاد، ويرمز هذا إلى دوره في توحيد الجزء الشمالي والجنوبي للبلاد، وكان حعبي يعيش في الكهف الذي كان يخرج منه فيضان النيل، وكانوا يصورونه على هيئة شخص بدين منبعج البطن ذي ثديين متدليين ولونوه بلون أخضر وأزرق، أي بلون مياه الفيضان وكان عاري الجسم طويل الشعر، وكان حعبي يُعبد عادةً في الأماكن التي يكون فيها النيل عنيفًا، مثل منطقة جبل السلسلة، وقرب منبع النهر، حيث كان يفترض أن هذا المعبود يسكن في كهف بالقرب من أسوان، وبخلاف ذلك قُدس حعبى في العديد من المعابد الكبرى خارج أماكن عبادته الرئيسية، ووردت الإشارة إليه في العديد من الترانيم الدينية في الاحتفالات المختلفة على مدى العام، ومن الغريب أن قدماء المصريين شيدوا المعابد الكثيرة لآلهتهم، ولم يقيموا أي معبد للنيل".
وحول أهم الأساطير التي حيكت حول النيل، قال عبدالبصير: "كان يُلقى في النيل بعجل أبيض وثلاث أوزات وهدايا ثمينة (لا بنت عذراء كما زعم البعض)، ثم الكتاب الشامل لتفصيلات المهرجان، وأنواع الهدايا للإله، ويظهر أن سبب هذه الخرافة قصة رواها المؤرخ اليوناني بلوتارك، وتناقلها عنه غيره؛ إذ قال اعتمادًا على وحي أجيبتوس ملك مصر أنه قدم ابنته قربانًا للنيل ليخفف غضب الآلهة، وأنه بعد فقد ابنته ألقى بنفسه في النيل، وهذا القول هو أصل الاعتقاد بتقديم فتاة عذراء قربانًا للنيل كل سنة، أما ذكر عروس النيل بلفظة ربيت المشار إليها في بردية هريس، فهو خرافة وخطأ؛ لأن لفظة ربيت هي علم على أحد أشكال النيل المؤنثة، وليس علمًا على عروس كانت تُلقى في النيل، كما زعم البعض، وكان قد جاء ذكر أسطورة عروس النيل في كتاب فتوح مصر والمغرب لعبد الرحمن بن عبد الحكم، ونقلها عنه كثيرون وترسخت الأسطورة في الأذهان، على الرغم من عدم ذكر النصوص المصرية القديمة لها".
واختتم عبدالبصير: "كان النيل هبة الآلهة، وكان موسم فيضانه يبدأ مع ظهور النجم الساطع، وعندما يفيض يجلب الرخاء والخصوبة، والآلهة تسيطر على النهر، وكان الإله خنوم هو رب الماء يجلب الرخاء ويخلق البشر من طمي النيل، وكان الإله حعبي يسيطر على فيضان النيل، وساووا بين النيل والحياة نفسها، ونظموا حياتهم اليومية بالاعتماد على ارتفاع وانخفاض منسوب مياهه، فأصبح النيل يحدد التقويم المصري بمواسمه الثلاث: الفيضان، والزراعة، والحصاد، وكان الإلهان الرئيسان في هذا الأمر خنوم وحعبي، وكان خنوم هو رب الماء، وكان الإله حعبي المسيطر على فيضان النيل".
فيديو قد يعجبك: