دعت لجلسة اليوم رغم تعليق مصر والسودان للتفاوض.. هل تستغل إثيوبيا الموقف؟
كتب- أحمد مسعد:
رغم إعلان مصر والسودان تعليق المفاوضات اعتراضا على مماطلات إثيوبيا، أعلنت الأخيرة استئناف مفاوضات سد النهضة، اليوم الإثنين؛ وهو ما أثار الشكوك حول نوايا أديس أبابا من هذا الإعلان.
كانت إثيوبيا أرسلت خطابًا في 4 أغسطس الماضي، نقضت فيه اتفاقاتها السابقة وطالبت أن يقتصر الاتفاق المرتقب على ملء سد النهضة فقط، وربط اتفاق التشغيل بمعاهدات جديدة شاملة حصص مياه النيل الأزرق.
وفي اليوم التالي، ردت مصر والسودان على المماطلة الإثيوبية الجديد بتعليق المشاركة في مفاوضات سد النهضة؛ بسبب عدم التزام أديس أبابا بتعهداتها في القمة الإفريقية المصغرة التي انعقدت في 21 يوليو الماضي، والتي نصت على توقيع اتفاق قانوني ملزم للملء والتشغيل، وعدم الحديث عن تقسيم حصص نهر النيل أو إقامة مشروعات تنموية بشكل منفرد.
وقلل الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، من أهمية الدعوة الإثيوبية، وقال إنه لا يجب الالتفات إلى ادعاءات إثيوبيا؛ بل يجب التركيز على موقف الاتحاد الإفريقي بصفته الراعي الرسمي للمفاوضات، لافتًا إلى أن مجلس الأمن لا يلتفت إلى ادعاءات الدول.
وأضاف علام، في تصريح خاص أدلى به إلى "مصراوي"، أن تعليق مصر والسودان المشاركة ليس نابعًا من خلاف فني؛ بل من خلال التفاف أديس أبابا على الاتفاق الموقع في القمة الإفريقية المصغرة.
بدوره، يرى الدكتور عباس الشراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، أن سبب الأزمة هو استمرار المماطلة والعناد الإثيوبي والرغبة في عدم التوصل إلى اتفاق ملزم لكل الأطراف حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، إضافة إلى تنصل أديس أبابا وقلبها مائدة المفاوضات، والاستمرار في استفزاز مصر والسودان؛ حيث يعرض وزير المياه الإثيوبي اقتراحات مختلفة عما تم الاتفاق على مناقشته قبل لقاء الخبراء والقانونيين.
وأضاف الشراقي، في تصريحات لـ "مصراوي"، أن مصر كانت حريصة على التفاوض حتى الرمق الأخير، إلى أن قامت إثيوبيا بملء سد النهضة بشكل أحادي بـ5 مليارات متر مكعب، لافتًا إلى أن إثيوبيا تربط سد النهضة بتوزيع حصص نهر النيل، وهي لعبة ليست جديدة تقوم بها أديس أبابا.
وأعلنت إثيوبيا الانتهاء من الملء الأوّلي في 21 يوليو الماضي دون توقيع اتفاق مع دول المصب.
وقال الدكتور مساعد عبد العاطي أستاذ القانون الدولي، إن الموقف القانوني لمصر قوي للغاية، وسبق وتقدمت بمذكرتين لمجلس الأمن لحل خلاف سد النهضة الإثيوبي؛ لكن إثيوبيا تمسكت بالتلاعب والتهرب من التفاوض.
وأضاف عبد العاطي، خلال حديثه إلى "مصراوي"، أن التعليق موقف دبلوماسي قوي وليس انسحابًا كما يتحدث البعض، لافتًا إلى أن مصر اتخذت إجراءات قانونية حقيقية للضغط على أديس أبابا للقبول بتوقيع اتفاق شامل وعادل ويكون ملزمًا قانونًا.
يذكر أن القاهرة والخرطوم وأديس أبابا تتفاوض بشأن سد النهضة منذ عام 2011 وحتى الآن، دون توقيع اتفاق نهائي.
فيديو قد يعجبك: