"الثانوية قضية حياة أو موت" انتهت.. مدبولي: امتحانات بشكل مختلف لإنهاء الفزع
كتب- محمد غايات:
قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، في ما يخص التحوّل الرقمي، إنه كان لا بد من مواكبة التطورات التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم الآن، والتحرك سريعًا إزاء ذلك، مشيرًا في هذا الشأن إلى المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي بدأتها مصر منذ عدة سنوات وبدأت تظهر أهميتها خلال أزمة جائحة كورونا، وأصبحت تلقى إعجابًا من جانب دول عديدة لشدة تميزها، وهي "بنك المعرفة" وإنشاء المكتبات الإلكترونية والقنوات التعليمية، إلى جانب إتاحة الكتب الإلكترونية للطلاب بدلًا من الكتب المطبوعة.
جاء ذلك خلال كلمة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، خلال ترحيبه بحضور رئيس الجمهورية افتتاح الجامعة المصرية- اليابانية، والتي تعد أحد الصروح التعليمية العملاقة، التي نجحت الدولة المصرية في تشييدها خلال السنوات الماضية، في إطار السعي نحو رفع جودة التعليم وتحسين مخرجاته. وتركزت حول أبرز وأهم التحديات والإنجازات التي شهدتها مرحلتا التعليم ما قبل الجامعي، والتعليم العالي في السنوات الماضية، وذلك خلال افتتاح الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا بمدينة برج العرب بالإسكندرية، وعدد آخر من المنشآت التعليمية.
وفي ما يثار من جدل ونقاش حول ما شهدته مناهج التعليم من تطوير، وخاصة في مرحلة الثانوية العامة، وتغيير المنظومة بالكامل، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن عملية التطوير تطول سنوات التعليم المختلفة بدءا من "أولى حضانة" مرورًا بالمرحلة الابتدائية إلى أن يتم الانتهاء من تطوير جميع المراحل، لافتًا في هذا السياق إلى امتحانات الثانوية العامة التي نجحت الدولة في إجرائها في ظل تحدي فيروس كورونا، وكانت مصر من الدول القلائل التي نجحت في ذلك، ومع التخطيط السليم استطعنا اجتياز هذه المرحلة التي تهم 581 ألف أسرة.
وأشار مدبولي إلى أن هذا العام شهد آخر امتحان يُعقد بالنظام القديم، واعتبارًا من العام المقبل ستكون هناك امتحانات بشكل مختلف، للعمل على إنهاء حالة الفزع التي تصيب الأسر المصرية بسبب هذه المرحلة، ونقضي على الثقافة المنتشرة بين المصريين والطلاب أن الثانوية العامة قضية حياة أو موت، ونخرج من هذه الدوامة التي استمرت طيلة سنوات عديدة مضت.
وتحدث مدبولي عن المنصة الإلكترونية التي أتيحت لجميع الطلاب في سنوات النقل في نهاية العام الدراسي الماضي لتقديم أبحاثهم التعليمية، كما أن هذه المنصة ستكون متاحة لتنفيذ الامتحانات بواسطتها، قائلًا: إن إرساء مبدأ جديد أو إجراء تطوير جديد قد يواجه بعض الجدل من جانب الأسر المصرية التي لم تعتَد عليه، مثلما حدث في موضوع " التابلت " للصفين الأول والثاني الثانوي، والذي واجه بعض اللغط والنقاشات عقب بدء تطبيقه؛ لكن الحقيقة أن أزمة جائحة كورونا أثبتت أن طلاب هذين الصفين استطاعوا التغلب على هذه الأزمة من خلال إنهاء المقررات الدراسية وإجراء امتحاناتهم من خلال "التابلت"، وسنتوسع في جميع سنوات الدراسة من أولى ابتدائي، بحيث تكون عندنا رؤية للتعامل مع التعليم الرقمي، مشيرًا إلى أن 1,4 مليون طالب حاصلون على أجهزة "التابلت" على مستوى الجمهورية.
وفي مجال التعليم العالي، نوه رئيس مجلس الوزراء إلى أن هذه الفترة شهدت تنفيذ أكثر من 45 مشروعا لتطوير منظومة التعليم العالي من خلال استراتيجية ترتكز على 4 محاور رئيسية، وهي الإتاحة، وفي ضوء ذلك نتيح التعليم العالي للجميع بدون تمييز من خلال التوسع في الجامعات الحكومية والتكنولوجية والأهلية، بحيث يتوافر في كل محافظة جامعة واحدة على الأقل، مشيرا إلى أنه أصبح لدينا الآن 27 جامعة حكومية في 27 محافظة، وأحدثها جامعة الغردقة التي سيبدأ العمل بها في العام الدراسيّ المقبل، كما أنه لأول مرة تقتحم مصر مجال إنشاء الجامعات التكنولوجية، وذلك بالتعاون مع عدد من الدول الصديقة، لتأصيل فكرة إتاحة فرصة لطلاب التعليم الفني لمواصلة التعليم الجامعي في التخصصات العلمية والعملية التي يحتاجها السوق، سواء في مجال القوى الكهربية، أو صيانة وتشغيل أنظمة الطاقة، ومشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، والبرمجيات وتكنولوجيا الحاسبات والمعلومات، ويتوافر حاليا في مصر ثلاث جامعات تم افتتاحها بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتم استقبال الطلاب بالفعل للدراسة بها، كما أنه جار إنشاء عدد أكبر من هذه الجامعات في محافظات الجمهورية.
وإلى جانب الجامعات الحكومية، أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة بدأت في إنشاء الجامعات الأهلية، التي تقوم فكرتها على تقديم أعلى مستوى من التعليم الجامعي، وذلك بالتنسيق والتوأمة مع جامعات دولية أخرى، ولكن الأهم أن تكون في متناول قدرات الأسر المصرية، لتحجز لأبنائها أماكن فيها، واليوم لدينا عدد من الجامعات الأهلية مثل جامعة الملك سلمان، وجامعة الجلالة، وجامعة المنصورة، وجامعة العلمين التي ستبدأ الدراسة فيها اعتبارا من العام الدراسي الجديد، وهنا تنبغي الإشارة إلى أن الهدف من إنشاء هذه الجامعات هو أن نقدم لأولادنا أفضل مستوى وصل إليه التعليم الجامعي، وأن تكون هذه الجامعات مزودة بأفضل المعامل والقدرات الفنية، من خلال برامج توأمة مع جامعات دولية.
فيديو قد يعجبك: