الوفاة في يناير مرتين.. صفوت الشريف بين 2011 و2021
كتب- عبدالله عويس:
الرابع من يناير عام 2011، رئيس مجلس الشورى، صفوت الشريف، يعلن عن تشكيل هيئة مكتب حقوق الإنسان التي استحدثها المجلس في دورته آنذاك. تلك الحقوق التي ثار المصريون لنيلها، في ثورة 25 من يناير من العام ذاته، لتكتب لوزير الإعلام الأسبق، وأحد أعمدة نظام مبارك "وفاة سياسية". وفي يناير 2021 تعلن وفاة "رجل مبارك" متأثرا بسرطان الدم، عن عمر يناهز 88 عامًا، ليكون يناير شاهدا على وفاة الشريف مرتين.
في الأيام الأولى لثورة يناير، خرج صفوت الشريف، في مؤتمر صحفي يوم الـ27 من يناير، ليعلن أن "مفيش على رأسنا بطحة عشان نهرب.. وإحنا حاضنين الشعب"، محاولا مغازلة الجماهير الغاضبة بكلماته، ونافيا هروب رجال الأعمال خارج مصر حينها، ومؤكدا أن "الحكومة والحزب الوطني شامخون من أجل الشعب"، لكن الشعب كان له رأي آخر، واستمرت المظاهرات حتى استقال الشريف من منصب الأمين العام للحزب الوطني، مطلع فبراير 2011، ولم تتوقف المظاهرات الحاشدة، حتى خطاب تنحية مبارك عن الحكم.
بعد قيام ثورة يناير، كان المتظاهرون في ميدان التحرير، يطالبون بمحاكمة عاجلة وناجزة لعدد من رموز نظام مبارك، فيما عرف بالمليونيات آنذاك، وكانت صور صفوت الشريف تظهر على اللافتات التي يرفعها المحتجون، وقبل 4 اشهر من وفاة الشريف، كانت محكمة النقض قضت في حكم بات، بتأييد حكم الجنايات الصادر بمعاقبته بالسجن 3 سنوات وتغريمه 99 مليون جنيه، لإدانته بتحقيق كسب غير مشروع.
كان صفوت الشريف، أحد الأعضاء المؤسسين في الحزب في الوطني الديمقراطي الذي تم حله فيما بعد ومصادرة ممتلكاته، وشغل منصب الأمين العام للحزب في عام 2002، حتى الـ5 من فبراير 2001، حين قدم استقالته في أعقاب انطلاق ثورة يناير، وهو من مواليد عام 1933، ويعده كثيرون «الصندوق الأسود» لنظام مبارك، وشغل عددا من المناصب، كرئاسة مجلس الشورى، ووزارة الإعلام، والهيئة العامة للاستعلام. وبحسب مقربين من الشريف، فإنه كان يعاني من سرطان الدم منذ ستة أعوام، حتى غيبه الموت، مساء الأربعاء.
فيديو قد يعجبك: