تضحيات وبطولات ستبقى خالدة.. نص كلمة السيسي في ذكرى انتصارات أكتوبر
كتب- يوسف عفيفي:
ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، كلمة في الندوة التثقيفية الـ 34 بمناسبة الذكرى الـ 48 لنصر حرب أكتوبر المجيدة.
وأكد السيسى، أن التضحيات والبطولات التي قدمها جيل أكتوبر العظيم ستبقى خالدة في وجداننا وشاهدًا على صلابة هذه الأمة ونبراسًا ونموذجًا ملهمًا لنا جميعًا في العمل بجد ودأب لإعلاء شعب الوطن وحفظ ترابه وصون كرامته.
وأضاف السيسي، أن مصر التى حاربت واستردت أرضها هي مصر ذاتها التي تسعى دائما لتحقيق السلام، فلم تسع مصر يومًا لحروب أو نزاعات من أجل تحقيق أطماع غير شريعة أو الاستيلاء دون وجه حق على ممتلكات ومقدرات الآخرين، ولكن نسعى دائما لمد يد التعاون كنهج راسخ لتحقيق الخير والبناء والتنمية.
وإلى نص الكلمة.. 2021
بسم الله الرحمن الرحيم
شعب مصر العظيم،
نحتفل اليوم معاً، بالذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد يوم العزة والكرامة يوم النصر الذى سيظل خالدا فى تاريخ أمتنا ... يوم البطولات والأمجاد، التى صنعها رجال القوات المسلحة بدمائهم الزكية فى ملحمة عسكرية أبهرت العالم .. ودونت سطورها بأحرف من نور.. امتد شعاعه للإنسانية جمعاء ليعكس قوة وإرادة المصريين، فى استعادة حقوقهم وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته.
وستبقى حرب أكتوبر، نقطة تحول فى تاريخنا المعاصر ورمزا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها فتحية تقدير وإعزاز.. لكل رجال وقادة ورموز العسكرية المصرية فى ذكرى النصر.. لشجاعتهم وتضحياتهم وتحية لشهداء أبرار قدموا حياتهم فداء للوطن.. وجادوا بأرواحهم تحت رايته.
كما أوجه التحية للشعب المصرى، الذى كان لصموده ووعيه.. ولمساندته لقواته المسلحة
فى أصعب وأدق الأوقات.. العامل الحاسم الذى صنع هذا النصر المجيد وسيظل هذا التلاحم والوعى الشعبى هو الحصن الحقيقى الذى ساهم فى صون الدولة المصرية.. وازدهار حضارتها العريقة منذ فجر التاريخ.
وتحية لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" صاحب قرار العبور، وقائد النصر العظيم.
الإخوة والأخوات،
إن مصر التى حاربت واستردت أرضها.. هى مصر ذاتها التى تسعى دائما لتحقيق السلام فلم تسع مصر يوما لحروب أو نزاعات من أجل تحقيق أطماع غير شرعية أو الاستيلاء دون وجه حق على ممتلكات ومقدرات الآخرين ولكن نسعى دائما لمد يد التعاون.. كنهج راسخ لتحقيق الخير والبناء والتنمية.
شعب مصر العظيم،
تمر الأيام وتتعاقب السنوات، وتتبدل الأفكار وتتغير أشكال الصراعات فالحروب التقليدية التى اعتدنا خوض غمارها فى الماضى.. تحولت اليوم إلى حروب غير نمطية تســتهدف تدميــــر الأوطـــان مــــن داخـلهـــــا.. وقضية مصر الأولى الآن، هى قضية الوعى الذى أصبح مسئولية مشتركة.. بين كافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى لنحافظ على وطننا ومقدرات شعبنا.. باعتباره الأمانة التى ارتضينا أن نحملها.
ولعلنى أستحضر فى هذه المناسبة الغالية أهمية وقيمة الدروس الملهمة.. التى علمنا إياها نصر أكتوبر الذى لم يكن نصرا عسكريا فحسب بل نموذجا فريدا..من التكاتف والوعى الشعبى بـــــــين المصـــــــــريين، بكافــــــــــــة أطيافهــــــــــــم وملحمة متكاملة، لأمة حشدت قوتها الشاملة.. لتغيير واقع مرير ولتحقيق الانتصار لتأخذ بأسباب النجاح.. من المنهج العلمى فى الإعداد والتخطيط ومن دراسة نتائج تجارب الماضى ومن العمل والكفاح، ليل نهار، لبلوغ الهدف وتحقيق النصر.
ودائما ما يمثل احتفالنا بنصر أكتوبر المجيد مناسبة عزيزة لتشعرنا بالفخر والاعتزاز الوطنى ولنتذكر جميعا، حجم الصعاب والتحديات التى استطعنا التغلب عليها لنصل إلى حاضرنا الذى تسطر فيه مصر.. قصة نجاح عظيمة
بدأت منذ سنوات ولتجسد مجددا العزيمـــة المصـريــــة التـي تقهـــــر الصـــعاب .. فها نحن اليوم نرى مصر، بالأرقام والحقائق، قد وجدت مسارها الصحيح لتمضى بخطى ثابتة فى طريق التنمية والتقدم ولتغير واقعها، على نحو يليق بتاريخها وبحضارتها وبعظمة شعبها ولنمضى معا، بقوة وعزيمة،
لبناء وتنمية بلادنا بالرغم من تعاظم التحديات الداخلية والخارجية خاصة فى محيطنا الإقليمي المضطرب والمعقد والأزمات العالمية غير المسبوقة والتى لم تكن مصر بمنأى عنها خاصة تداعيات جائحة "كورونا".
وقد أثبت الشعب المصرى مجددا وعيه العميق وأن انتماءه وإخلاصه لوطنه.. بلا حدود وأن مصر وطن ينهض بإرادة وسواعد أبنائه وأن العمل والاجتهاد والإخلاص.. هى قيم وركائز أساسية للنجاح.. فى عبور غمار التحدي.. على طريق بناء الدولة الحديثة.
فعلى مدار السنوات السبع الماضية سلكنا طريقا شاقا.. من أجل بناء دولتنا الحديثة.. وصولا إلى الجمهورية الجديدة وبدأنا فى تحقيق عملية شاملة وعميقة لصياغة المستقبل المنشود لوطننا العزيز.. وللأجيال الحالية والمستقبلية وفق عمل جماعي متكامل ومتناغم.. بين كافة أجهزة الدولة واستنادا إلى رؤية علمية ومستهدفات محددة تسعى لتحقيقها خلال العشرية الحالية، وصولا إلى أهــداف "رؤيــة مصــر 2030" .. فقد طالت جهود البناء والتنمية.. جميع مناحى الحياة فى مصر بلا استثناء لتحقيق هدف محدد، هو تعظيم قدرة الدولة فى كافة المجالات من أجل تغيير الواقع وبناء الإنسان سعيا لحاضر ومستقبل أفضل لمصر وللمصريين وأشير هنا إلى المشروع الوطنى غير المسبوق لتنمية الريف المصرى "حياة كريمة" والذي يسعى إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من نصف سكان مصر الذين يعيشون فى أكثر من أربعة آلاف قرية بتكلفة مبدئية حوالى "٧٠٠" مليار جنيه.
شعب مصر العظيم،
ستبقى التضحيات والبطولات التي قدمها جيل أكتوبر العظيم.. خالدة في وجداننا وشاهدا على صلابة هذه الأمة ونبراسا ونموذجا ملهما لنا جميعا
فى العمل بجد ودأب.. لإعلاء شأن الوطن.. وحفظ ترابه.. وصون كرامته.
كل عام وأنتم بخير..
ومصر الأبية فى رفعة وسلام، وتقدم وازدهار..
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فيديو قد يعجبك: