عادل 7.4 جرام ذهب.. 8 مراحل تاريخية مر بها الجنيه الورقي "أقدم عملة بالشرق الأوسط"
كتب- محمد نصار:
كان للجنيه المصري شأن كبير فيما مضى بدايات ظهوره للمرة الأولى قويًا قادرًا على الشراء المتعدد ولكن بفعل التغيرات الاقتصادية والتحولات الداخلية والعالمية أصبح متدني القيمة بشكل كبير للغاية.
للجنيه المصري رحلة تاريخية طويلة منذ بداية ظهوره حتى عصرنا هذا، فقد صدر مصحوبًا بقيمة كبيرة تصل إلى ما كان يوازي وقتها ما قيمته 20 ألف جنيه في الوقت الحالي وسمي بالجنيه لأن مصر كانت تحت الاحتلال البريطاني وكانت عملة إنجلترا هي الجنيه الذي سمي فيما بعد بالجنيه الإسترليني.
وظلت مصر بدون وحدة نقدية محددة حتى عام 1834، حينما أصدر محمد علي فرمانا يقضي بإصدار عملة مصرية تقوم على نظام المعدنين الذهب والفضة يكون لكل منهما قوة إبراء غير محدودة، فكانت وحدة النقود قطعة ذهبية قيمتها 20 قرشا واسمها الريال الذهبي وقطعة من الفضة ذات 20 قرشا أيضاً تسمى الريال الفضي إلى أن صدرت أولى العملات المصرية.
في 1 يناير عام 1899 أصدر البنك الأهلي المصري الأوراق النقدية لأول مرة وصدر الجنيه الورقي وكانت قيمته تساوي 7.4 جرام من الذهب، وظل هكذا حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، حيث تم ربط الجنيه المصري بالجنيه الإسترليني وكان الجنيه الأخير يساوي 0.9 جنيه مصري.
وعلى مدار تاريخه حمل الجنيه المصري العديد من التصميمات المختلفة التي تصور جانبا من الحياة المصرية اليومية أو تراثها القديم، فصدر في 8 تصميمات مختلفة على مدار تاريخه حتى الآن.
ووفقا للموقع الرسمي لمحافظة القاهرة جاءت رحلة الجنيه الورقي على النحو التالي:
1- جنيه الجملين
هو الإصدار الأول والأشهر في تاريخ الجنيه المصري حيث حمل الوجه الأول صورة لجملين في صحراء مصر أحدهما قائم والأخر جالس، ومدون عليه عبارة "أتعهد بأن أدفع لدى الطلب مبلغ جنيه واحد مصري لحامله"، وتحرر هذا السند بمقتضى (الدٌكريتو) المؤرخ في 25 جونيو سنة 1898، عن البنك الأهلي المصري، والدٌكريتو تعني الفرمان، وجونيو يعني "يونيو"، فيما حمل الوجه الأخر زخارف هندسية يتوسطها اسم البنك الأهلي المصري.
2- جنيه المعبد
من أشهر إصدارات الجنيه المصري وصدر في 21 سبتمبر 1914 وحمل صورة لبوابة معبد الكرنك، والنخيل المجاور له، وهو مشهور باسم "جنيه المعبد".
3- جنيه الجمل
صدر هذا الجنيه في عصر الملك فؤاد الأول وتحديداً في 1 يونيو 1924، وسمي بــ "جنيه الجمل" لوجود رسم لجمل واحد فقط عليه، وصور فرعونية على الجانبين، وتضمن نص الفرمان وهو" أتعهد بأن أدفع لدى الطلب مبلغ جنيه واحد مصري لحامله، تحرر هذا السند بمقتضى المرسوم العالي المؤرخ في 25 يونيو سنة 1898" وتزامن إصدار هذا الجنيه مع أزهى عصور مصر الاقتصادية؛ عصر الملك فؤاد، ولكنه لم يستمر سوى ثلاثة أشهر، لذا يُعد من أندر العملات الورقية، وكان سعر صرف الجنيه آنذاك هو 5 دولارات.
4- جنيه " الفلاح" أو جنية إدريس
صدر في يوليو 1926 حاملا صورة نوبي عجوز يدعى إدريس وعلى الوجه الآخر صورة مسجد المنصور قلاوون بمنطقة بين القصرين، كما كان أول جنيه يحمل علامة مائية.
تعددت الروايات وراء تسميته بهذا الاسم ومن أشهرها هي أن إدريس هذا كان يعمل بستاني في قصر الأمير فؤاد فشاهد رؤيا في منامه، أن فؤاد سيصير ملكا ذات يوم، فذهب إلى فؤاد، وروى عليه الحلم، إلا أن فؤاد أكد له أن حكم مصر بعيد عنه، لأن الأقرب هو الأمير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كمال شقيق الملك فؤاد، لكن إدريس أكد له أنه شاهده في الحلم يجلس على عرش مصر وفي قصر عابدين، فضحك الأمير، وقال له مازحا إنه إذا حكم مصر سيضع صوره إدريس على الجنيه.
تحقق بالفعل حلم إدريس وتنازل الأمير كمال الدين حسين عن عرش مصر وتوفي السلطان حسين، وفجأة وجد الأمير فؤاد نفسه سلطانا لمصر فذهب للقصر وجد إدريس جالسا يصلي فجلس بجواره حتى أنهى صلاته، ثم قال له "لقد تحقق حلمك وأصبحت سلطانا على مصر، وستكون صورتك على أول جنيه تصدره حكومتي" ونفذ الملك فؤاد الأول وعده وصدر جنيه إدريس الفلاح في يوليو 1928.
5- الجنيه الإنجليزي
في 23 أبريل 1930، صدر الجنيه الشهير بـ "جنيه السند" أو "الجنيه الإنجليزي"، الذي يحمل على الوجه الأول صورة "توت عنخ آمون، وعلى الوجه الآخر صورة مسجد المنصور قلاوون بمنطقة بين القصرين.
6- جنيه فاروق
عام 1950 صدر جنيه فاروق، الذي حمل لأول مرة صورة حاكم مصر وهو الملك فاروق الأول على الوجه الأول للجنيه، وعلى الوجه الآخر معبد الإله إيزيس "فيله" بأسوان.
7- جنيه توت عنخ أمون
عقب الثورة، وفي إطار التغييرات، للتحول من الملكية إلى الجمهورية أزاح البنك المركزي المصري صورة الملك فاروق عن الجنيه، ليحل محلها صورة أصغر الملوك في مصر القديمة توت عنخ آمون.
8- الجنيه الحالي
في 28 ديسمبر 1968 تغيير شكل الجنيه المصري ليحمل صورة مسجد قايتباي الأثري، والظهر جزء من معبد أبوسمبل.
"صورة الجنيه الحالي رقم 1"
ومنذ 15 مايو 1975 وحتى اليوم ظل تصميم الجنيه ثابتا يحمل مسجد قايتباي على الوجه وجزء من معبد أبوسمبل على الظهر.
فيديو قد يعجبك: