إعلان

البابا تواضروس في عظة الأحد: أكثر أمراض هذا الزمان هي أمراض الهم والقلق

03:47 م الأحد 14 مارس 2021

البابا تواضروس

كتب- مينا غالي:

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظة الأحد صباح اليوم على قناة ON التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بمناسبة الصوم الكبير، والتي تحدث فيها عن أهمية الصوم والفضائل التي يجب أن يتبعها الإنسان خلاله.

وأكد البابا خلال عظته ضرورة التحلي بصفة الرحمة، لأنها طريق مهم للملكوت، فالكنيسة تردد في هذا الصوم لحن "طوبى للرحماء على المساكين"، مشيرًا إلى أن من التحذيرات التي أعلنها السيد المسيح فيما يخص الصوم هي: "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ولا بما تشربون، فتهتموا هنا يقصد بها (الهم)، فالكتاب يقول انظروا إلى طيور السماء إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها ألستم أنتم بالحري أفضل منها."

وأوضح البابا قائلاً: "إذا كان الصغير مش شايل الهم فأنت أيها الكبير هتشيل الهم ليه.. كن أمينا وربنا سيدبر لك حياتك، لأن عين الله سهرانة وتراك وتدبر كل شئ لك".

وحكى البابا قصة عن هذا الأمر قائلاً: "كان هناك ملجأ في الغرب به أطفال كثيرة وكل أسبوع يحضروا شحنة لبن للأطفال، وقامت عاصفة ثلجية كبيرة عطلت نقل المواد ومر أسبوع واثنين وهم غير قادرين على إحضار اللبن وبدأ الأولاد يتعبون، ثم وقفت المشرفة تصلي وقالت يارب عارفين أن الدنيا صعبة بس محتاجين لبن، فقال لها طفل هيبعت لبن ازاي هل السماء ستمطر لبنًا، فقالت له ربنا حلوله كثيرة".

وتابع البابا: "عقب ذلك كان هناك سيارة بها فنطاس لبن كبير متوجهة لمصنع من المصانع، وتعطلت في الطريق، فالسائق أرسل للمصنع قائلا لهم السيارة تعطلت ولا أجد حلاً لاستكمال طريقي، فقالوا له اعطنا فرصة نبحث على الخريطة عن أقرب مكان ممكن أن نستخدم فيه اللبن، فوجدوا الملجأ هو أقرب مكان، وقد كان وجاء لهم اللبن وكفى احتياجاتهم لمدة طويلة".

واستشهد البابا بالمثل المصري القائل: "محدش بيبات جوعان"، فالواحد بكل لقمة بسيطة يسد جوعه.

واستطرد البابا: "التحذير الأخير هو لا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه يكفي اليوم شره، والآية السابقة لها تقول اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم"، كاشفًا عن أن أكثر أمراض هذا الزمان هي أمراض الهم والقلق، والإنسان الذي يحمل همومًا كثيرة فوق رأسه وغير قادر على التخلص منها يعاني كثيرًا، ويمكن أن تحكي عيادات الأطباء النفسيين ذلك كثيرا، فلا تجعل المستقبل يضيع اهتمامك بالحاضر، لا تحمل الهم، وضع في بالك: "اطلبوا أولا ملكوت الله وبره".

وواصل: "ضع هدفك الوصول للملكوت وحياتك التي تعيشها تقضي فيها مسؤولياتك، لكن في نفس الوقت لك نصيب في السماء، فالإنسان جاء للأرض بنسمة حياة من الله وتعود هذه النفخة إلى الله بصعود الروح إلى بارئها، وحينما تطلب ملكوت الله ستجد حياتك تمضي بسلام وهدوء، لأن لك هدفًا ترغب في الوصول إليه".

وقال البابا: "يا بخت البيت الذي يربي أولاده على مبدأ طلب ملكوت الله أولاً، فالقديس أنطونيوس قال: "أحب الله وافعل ما شئت، فمحبة الله ستقف بجانبك وتعطيك وقاية من كل شئ.. ونحن نبدأ في هذا الصوم فترة الأربعين المقدسة من الغد .. ضع أمامك هدف ملكوت الله واسأل نفسك هذا السؤال: هل أنا منشغل بملكوت الله؟ وإذا فعلت ستجد حياتك تسير بهدوء تام".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان