كورونا والتدخين: تفاصيل دراسة أجريت على 7 آلاف مريض
كتب - أحمد جمعة:
كشفت دراسة طبية أجراها باحثون بمركز كليفلاند كلينيك بالولايات المتحدة الأمريكية، أن المدخنين لديهم مخاطر أكبر للدخول إلى المستشفى والوفاة تأثرًا بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بعد دراسة أجريت على 7000 مصاب بالفيروس التاجي.
وقالت الدراسة التي نُشرت مؤخرًا، إن "المدخنين الشرهين" المصنفين على أنهم أشخاص يدخنون علبة سجائر واحدة يوميًا أكثر من 30 عاما، كانوا الأكثر عرضة للخطر واحتمال دخولهم إلى المستشفى مرتين ونصف تقريبًا، وكان خطر الوفاة أكثر ضعفًا تقريبًا مقارنة بالأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا.
ولفت الباحثون إلى أن المدخنين الشرهين أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة جراء فيروس كورونا، أدت لدخولهم المستشفى وتعرضهم للوفاة.
وقال الباحثون: "أصبحنا نعلم الكثير عن المشاكل الصحية التي يسببها التدخين وتخلق معركة شاقة لمرضى كورونا".
وقال أخصائي الجهاز التنفسي الذي قاد البحث، جو زين: "رأينا أنه كلما زاد تدخين الفرد، زاد احتمال دخوله المستشفى عندما يصاب بفيروس كورونا"، مشيرا أنه يأمل أن تساعد الأبحاث المزيد من الناس على الإقلاع عن التدخين.
وشدد على أن الأشخاص الذين يحققون نتائج جيدة بعد الإصابة بفيروس كورونا هم أشخاص يتمتعون باللياقة والصحة.
ونصح قائلاً: "إذا كان التدخين شيئًا كنت تتمنى التوقف عنه منذ فترة طويلة، فإن هذه الدراسة سوف تدفعك فورا للتوقف عن التدخين".
وسبق أن أكدت منظمة الصحة العالمية، أن تدخين التبغ يزيد بشكل كبير من فرصة حدوث نتائج صحية ضارة لدى هؤلاء المرضى، بما في ذلك دخولهم العناية المركزة، والحاجة إلى تنفس اصطناعي، ومواجهة عواقب صحية وخيمة.
وقالت المنظمة في دراساتها، إن التدخين معروف عنه بالفعل أنه عامل خطر في العديد من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، ومنها نزلات البرد والأنفلونزا والالتهاب الرئوي والسُّل، وتُسهم الآثار التي يُخلِّفها التدخين على الجهاز التنفسي في زيادة احتمالات إصابة المدخنين بهذه الأمراض، وقد تكون أكثر وخامة.
كما يرتبط التدخين أيضاً بتفاقم متلازمة ضيق التنفس الحادة، التي تُعدُّ إحدى المضاعفات الرئيسية للحالات الوخيمة من عدوى "كوفيد-19"، بين الأشخاص الذين يعانون من إصابات الجهاز التنفسي الوخيمة.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن تدخين التبغ على اختلاف أنواعه يُضِر بأجهزة الجسم، بما في ذلك الجهاز القلبي والجهاز التنفسي، كما تُضِر عدوى كوفيد-19 أيضاً بهذه الأجهزة.
وترى المنظمة أنّ الوقت الحالي يعد هو الوقت المناسب للإقلاع عن تعاطي التبغ وتدخين "الشيشة"، إذ أن الإقلاع عن التدخين يكتسب أهمية خاصة من أجل تخفيف وطأة الضرر الناجم عن مرض "كوفيد-19".
وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية، من الظاهر المستجدة للتدخين والتي تروج لها الشركات باعتبارها بديلًا للتدخين التقليدي، مثل الإعلان عن وسائل جديدة لـ "التبغ المُسخّن".
وشددت المنظمة على أن التعرّض لمواد سميّة إضافية عند تعاطي تلك المنتجات يمكن أن يؤثر على الصحة.
وقالت المنظمة في تقاريرها الحديثة، إنّ الادعاءات التي تفيد بأن هذه المنتجات تحدّ من التعرض للمواد الكيميائية الضارة مقارنة بالسجائر التقليدية قد تكون إدعاءات مُضللة.
وأكدت الصحة العالمية أن الحد من التعرض للمواد الكيميائية الضارة في منتجات التبغ المسخّن لا يجعل منها منتجات غير ضارة، ولا يفضي إلى انخفاض المخاطر على صحة الإنسان، مضيفة أنه في الواقع، فإن نسب بعض المواد السميّة التي يحتوي عليها الضباب الذي يتولّد من منتجات التبغ المسخّن أعلى من تلك الموجودة في دخان السجائر التقليدية، كما أن ضبوب منتجات التبغ المسخّن يحتوي على مواد سميّة أخرى غير موجودة في دخان السجائر التقليدية.
كما يعتقد كثير من المدخنين أن السجائر الإلكترونية سبيل للإقلاع عن التدخين، لكنهم يتحولون إلى نوع آخر "مضر للغاية"، وفق عدد من الأطباء الذين تحدث إليهم مصراوي.
شددت منظمة الصحة العالمية على أن "الادعاءات المتعلقة بسلامة السجائر الإلكترونية وفعاليتها في الإقلاع عن التدخين لا أساس لها من الصحة في الأدلة العلمية".
وبحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة، فإن "السجائر الإلكترونية تحتوي على النيكوتين، وهو عنصر ضار ويسبب الإدمان، ويؤثر على نمو الدماغ لدى الشباب. وترتبط السجائر الإلكترونية أيضاً بالإصابات والأمراض، مثل الانفجارات والحرائق، والأمراض المعدية للحلق والفم، والسعال، والغثيان، والقيء".
فيديو قد يعجبك: