مرصد الأزهر: الإسلاموفوبيا سبب معاناة المرأة في أوروبا
كتب - محمود مصطفى:
قال مرصد الأزهر، إن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" قضيةً لها حضور فاعل ومؤثر على ساحة التطورات السياسية والاجتماعية والقانونية الدولية، وزادت جرائم الكراهية ضد المسلمين في مرحلة ما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
وأشار إلى أنه عمل البعض على نشر قوالب نمطية سلبية عن المسلمين عمومًا، والمرأة المسلمة بشكلٍ خاصٍّ، وذلك على نطاق واسع في أمريكا وأوروبا، وتشير الإحصائيات العالمية أن جرائم الكراهية المعادية للمسلمين كانت ثاني أقل الجرائم المبلغ عنها قبل 2001، ولكن في عام 2001 أصبحت ثاني أعلى الجرائم التي يتم الإبلاغ عنها في حوادث التحيز الديني، بعد جرائم الكراهية المعادية لليهود في أوروبا والولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين تتزايد تلك الاعتداءات سنويًّا كمًّا وكيفًا، وخاصةً بعد موجات الهجرة واللجوء إلى أوروبا في الأعوام الأخيرة.
وتشير التقارير الرسمية الصادرة حديثًا في أوروبا إلى تزايد معدلات حوادث الاعتداء ضد المسلمين بشكل غير مسبوق في الأعوام القليلة الماضية، حيث زادت وتيرة وحدة الاعتداءات على المسلمين في غالبية البلدان والعواصم الأوروبية، إلى الحدِّ الذي باتت فيه تلك الاعتداءات تأخذ شكلًا يهدد الحياة اليومية للمسلمين، وليست جريمة قتل أكثر من 50 مسلم داخل مسجد في نيوزيلندا في مارس 2019 ببعيدة عن ذلك.
ففي دولة كألمانيا مثلًا بلغت عدد الاعتداءات الموثقة ضد المسلمين ومنشآتهم حوالي 416 اعتداءً بين أعوام 2001 و 2016، بينما وصلت إلى نحو 950 اعتداءً موثَّقًا في عام 2017، ولم تقل في الأعوام الثلاث التالية عن 900 اعتداء وهجوم، ناهيك عن الاعتداءات غير الموثقة.
وتأتى جرائم الاعتداء على النساء المسلمات في أوروبا -بحسب التقارير ذات الصلة- على رأس الجرائم المرتبطة بالإسلاموفوبيا؛ حيث تتزايد حالات التعدي على نساء مسلمات بشكل ملحوظ، وذلك لسهولة تمييزهن من ملابسهن في الأماكن العامة، وأماكن العمل والدراسة.
ولعل ما يُغذي تلك الاعتداءات من جهة أخرى الصورة النمطية عن المرأة المسلمة (المحجبة) في أوروبا، إذ يتواصل تصوير حياةِ المرأة في العالم الإسلامي بصورة سلبية وحصرها في الزواج القسريّ، وجرائم الشرف والعنف الذكوري، والضعف والاضطهاد، "ولا تكُفّ دور النشر الغربيّة عن إصدار سيلٍ لا ينتهي من المؤلفات التي تحمل عناوين على شاكلة "إنّي قد اخترتُ الحريّة: قصة نجاتي من زواج قسري والاضطهاد وكيف وجدتُ الأمل".
وتابع المرصد في تقريره أن الاعتداءات وأشكال العنصرية والتمييز التي تتعرض لها المرأة المسلمة في أوروبا تتنوع على جميع الأصعدة وفي مختلف الأماكن، في الدراسة وفى الشارع، في العمل وفي السكن وغير ذلك من الأماكن التي تتحرك فيها وإليها المرأة. ولذلك نجد أن الاعتداءات على نساء محجبات في الشوارع وفي محطات القطار والمترو تكررت بشكل كبير في ألمانيا -على سبيل المثال- في الأعوام الأخيرة، وتنوعت تلك الاعتداءات- التي رصدها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في حينها- بدءًا من الإهانة اللفظية مرورًا بالبصق وصولًا إلى الضرب باليد، ومحاولة إلقاء بعض النساء أمام عجلات القطار. ومن أبرز القضايا المرتبطة بمصر وألمانيا في هذا السياق جريمة قتل المصرية مروة الشربيني عام 2009، على يد متطرف يميني في مدينة درسدن الالمانية، وعُدَّت تلك الجريمة جريمة قتل مرتبطة بالإسلاموفوبيا، حيث ارتبطت جريمة قتلها بكونها مسلمة محجبة.
وشدد المرصد على أهمية مكافحة التمييز والعنصرية التي يتعرض لها المسلمون في أوروبا، ودعا فضيلة الإمام الأكبر في أكثر من مناسبة إلى مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا بوصفها تعني تحريضًا على الإسلام والمسلمين في أوروبا، وأكَّد مرصد الأزهر في تقاريره ومقالاته ومتابعاته على وجوب مكافحة التمييز والإقصاء بحقِّ المسلمين في أوروبا، وعمل على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام، وتصحيح الصور النمطية السلبية عن المسلمين، التي يتخذها البعض تكأةً لنشر الكراهية ضد الإسلام، وتخويف الناس منه.
فيديو قد يعجبك: