"البحوث الإسلامية": تحية إجلال وتقدير لكل أم ضحَّت لصناعة جيل قادر على المواجهة والبناء
كتب- محمود مصطفى:
قال مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في بيان له اليوم الأحد، إنه يوجه تحية إعزاز وتقدير إلى كل أم مصرية بذلت الغالي والنفيس من أجل تربية أبنائها، وضحَّت لتصنع منهم نموذجًا نافعًا لوطنه يتحلَّى بالقيم والأخلاق والانتماء
ووجه الدكتور نظير عياد، الأمين العام للمجمع، التحية والتقدير إلى كل أم تحمَّلت مرارة الفراق وقدمت أبناءها شهداء فداءً لتراب هذا الوطن، وحماية لأبنائه من مكر أعدائه، حتى يعيش المصريون في أمان وطمأنينة
وأوضح عياد أنه ينبغي أن نؤكد في هذه المناسبة الطيبة دور الأم الفعَّال في المجتمع؛ فهي شريك أساسي في بنائه وتنميته، وهي مَن تقوم على تربية وإعداد جيل من الشباب قادر على مواجهة التحديات والوقوف أمام الصعاب.
كان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، قال إن الاحتفال بعيد الأم أمرٌ جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، ولا يوجد نص شريف يمنع ذلك، ومَن يستشهد على عدم جواز ذلك بترك النبي، صلى الله عليه وسلم، هذا الأمر، فهذا ليس دليلًا على المنع؛ لأنه لم يرد نص ينهي عن ذلك، بل الترك هنا فيه دليل على الإباحة.
وأضاف مفتي الجمهورية أنه ليس كلُّ أمر مُحدَث في العبادات أو المعاملات منهيًّا عنه؛ بل الأمور المحدثة تعتريها الأحكامُ التكليفيةُ حسب ما تدل عليه الأصول الشرعية، فما كان في حيز ونطاق خلاف ما أمر الله به ورسولُه، صلى الله عليه وآله وسلم، فهو في حيز الذم والإنكار، وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب إليه وحض عليه اللَّه أو رسوله فهو في حيز المدح؛ لأن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، قد جعل له في ذلك ثوابًا، فقال: "مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا". وقال في ضدِّه: "مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"، وذلك إِذا كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله.
وتابع الدكتور شوقي علام بأن ترْك النبي، صلى الله عليه وسلم، لبعض الأمور لا يدل على الحظر أو المنع ما دام لا يوجد دليل وارد في الأمر يمنع منه.
وأكد مفتي الجمهورية أن المتطرفين القائلين بحرمة الاحتفال بعيد الأم يضيِّقون واسعًا بهذا الفهم الخاطئ للترْك، وعليه يحرِّمون كثيرًا من الأمور بحجة أن النبي عليه السلام لم يفعلها، مستغلين دغدغة مشاعر الناس بالتخويف من مخالفة الشرع الشريف؛ وبحجة أن النبي، عليه الصلاة والسلام، أو الصحابة ثم السلف الصالح لم يفعلوه.
فيديو قد يعجبك: