رئيس "دينية الشيوخ": المرأة المصرية لها دور عظيم في صناعة الحضارات
كتب - محمود مصطفى:
قال الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن المرأةِ المصرية لهاِ دور كبير في السلم والأمنِ دور يشهدُ به التاريخُ وهو أمرٌ طبيعي.
وأضاف عامر خلال كلمته في برنامج "سفراء الأزهر أون لاين"، التابع للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، الاثنين، أن المرأة المصرية قامت بدور عظيم في صناعة حضاراتِ مصر"الفرعونية والمسيحية، والإسلامية"، والتي منحت أنوارُها جوانبَ الإنسانيةِ كُلَّها عبادةً لله صانعُ هذا الكون، وفق مراده تعالى، وتربيةً للنفس والوجدان وعمارةً للأرض، وأفادت البشريةَ جمعاء في كل مكان وزمان.
وأشار إلى أن المرأةُ كانت موضعَ اهتمامِ القرآن الكريم، باعتباره الدستورُ الخالد الذي تَكفّلَ بتنظيم حياة الأفراد، ومن ثم فقد جاء الحديثُ عنها وعن حقوقها عبر مساحةٍ واسعة منه، كما في سورة النساء و البقرة والمائدة، والنور، والأحزاب، والمجادلة، والممتحنة، والطلاق والتحريم.
وأكد أن الإسلامَ رفعَ شأنَ المرأةِ وحَسَّنَ حالَها، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر بالرفق بها، ونهي عن تزويج الفتيات كُرهًا وعن أكل أموالها بالباطل، ولم يكن للنساء نصيبٌ في المواريث أيام الجاهلية، فجاء الإسلامُ وأثبت لها حقوقا تفوق في كثير منها حقوق الرجال.
ولفت عامر إلى أنه في الواقعُ أن حقوقَ المرأةِ مصونةٌ بنصوص الوحيين الشريفين، وما جاء من تطبيق وتكريم عمليين في حياة رسول الله وما بعده من عصر الصحابة الكرام، وإذا كانت هناك ممارساتٌ سلبيةٌ نراها في واقعنا المعاصر، فإن هذا راجعٌ لا محالة إما إلى سوء الفهم لنصوص الشرع الشريف الذي وضع المرأةَ في المكانة العالية التي تليقُ بها، وإما لأفكارٍ كاسدةٍ تتنازعُ المرأةَ وحقوقَها يمينًا ويسارًا تحت دعاوى واهيةٍ لا تَثْبتْ أمام المناقشة.
وأِشار إلى أن المرأةُ المصريةُ عنصرا فاعلا في كل الأحداث التي مر بها وطننُا الحبيب سلما وحربا؛ فلم ينس التاريخُ أن يخلدَ موقفَ السيدةِ صفية زغلول إحدى بَطَلاتِ ثورة 1919 والتي كانت من أبرز الشخصيات التي أسهمت بشكل فاعلٍ في هذه الثورة حتى لُقبت بـ (أم المصريين)؛ لنضالها الوطني بعد اعتقالِ سعدِ زغلول حيث أثبتت جدارتَها بقيادة المظاهرات النسائية ضد المحتل؛ لتقف جنبا إلى جنب مع مختلف طوائف الشعب بجرأةٍ وقوةٍ وشجاعةٍ وقد تعرض العديد منهن للاستشهاد دفاعًا عن الوطن.
وأوضح عامر أن المرأةَ التي وقفت في معركة استرداد أرض الوطن جنبا إلى جنب بجوار الرجل لا يقلُّ دورُها عن مواقفِها النبيلةِ في معركة البناء والتعمير، تلك المرأةُ التي كانت عمادَ الوطن في كل الإجراءات الصعبة التي مرت بحياتنا، فهي الأم التي دبرت وتحملت وأنفقت من صحتها لتَعبُرَ بأسرتها ووطنها بر الأمان.
وقال عامر:"اشتملت "استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030" على برامجَ متنوعةٍ في مجالاتٍ مختلفة منها: إبرازُ دورِ الشريعة الإسلامية في الحماية الاجتماعية للمرأة، وتعميقُ الوعي بخطورة الزيادة السكانية.
وتابع:"أوصي نفسي وجميعَ الجهاتِ المعنية بشؤون الدعوة من الخطباء والوعاظ والباحثين والمُعلمين المهتمين أن يستمروا في تقديم الصورة الصحيحة للدين الحنيف، وأن عليهم واجبَ استفراغِ الجهدِ والطاقةِ في الكشف عن الوجه المضيء لحضارتِنا العظيمةِ من خلال الوقوفِ أمام النصوصِ واستخراجِ مكنونِها وتنزيلِه على الواقع، فليس الشأنُ صدَّ الناسِ عن أمور الحياة، وإنما الشأنُ وجودُ المخارجِ الشرعيةِ الصحيحةِ التي تُعينُهم على السير في الحياة سيرًا صحيحا يؤدي إلى عمارة الأكوان الذي هو أحدُ مقاصدِ التكليف.
ووجه عامر، التقدير والاعتزاز للمرأة المصرية التي هي دائمًا في ظهر وطنِها صانعةً للمجد مُسطّرةً بتضحياتها أسمى ملاحمَ التضحيةِ والعطاء.
فيديو قد يعجبك: