بعد زيارة المبعوث الأمريكي.. هل تشهد مفاوضات سد النهضة تقدما جديدا قبل الملء الثاني؟
كتب- أحمد مسعد:
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأربعاء، "جيفري فيلتمان"، المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، والدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري والسفير الأمريكي بالقاهرة جوناثان كوهين.
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الزيارة تعتبر "جولة استهلالية" لمناقشة بعض القضايا الرئيسية وعلى رأسها قضية سد النهضة، حيث يشهد الملف تطورات متسارعة بين الأطراف الثلاث، موضحاً أن زيارة المبعوث الأمريكي هي مبادرة جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية لحل الأزمة.
وأضاف فهمي، لمصراوي، أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي للمبعوث الأمريكي تحمل أمرين، الأول تأكيد مصر على موقفها فيما يخص توقيع اتفاق قانوني ملزم قبل عملية الملء الثاني، والأمر الثاني: أن مصر متمسكة بالوساطة الدولية لحل الأزمة.
ولفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن المبعوث الأمريكي سيتجول بين مصر والسودان وإثيوبيا وإريتريا حتى يوم 12 مايو الجاري، ويختمها بزيارة للقاهرة، ثم يعرض على الكونجرس نتائج تلك الزيارات.
والتقى وزير الخارجية سامح شكري والدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، أمس الأربعاء، مع جيفري فيلتمان والوفد المرافق له لمناقشة مستجدات مفاوضات سد النهضة والتشاور حول سبل إنجاح الجهود الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانونًا حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان، لم يأت من أجل قضية سد النهضة بل هي ضمن عدد من القضايا الأفريقية التي يناقش فيها الأطراف الثلاثة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تضع الثقل المطلوب لسد النهضة، ومن غير المتوقع أن تنفرد برعاية مفاوضات جديدة بل ربما مساعدة الاتحاد الأفريقي.
وأوضح شراقي، لمصراوي، أن زيارة رئيس الكونغو المتوقعة والدعم الأمريكي والدولي قد تدفع الأطراف الثلاثة خاصة إثيوبيا لإظهار مرونة فى نهاية الوقت الأصلي (قبل يوليو) للوصول إلى اتفاق يرضي الأطراف الثلاثة، منوها بأن الأمر ليس مستحيلاً خاصة أن مصر والسودان تقبلوا عملية التخزين من حيث المبدأ ولكن الاختلاف في طريقة التخزين التي يجب أن تكون مبنية على اتفاق، ولا يوجد أي اعتراض على حجم التخزين وهو 13.5 مليار متر مكعب (علاوة على 5 مليارات متر مكعب من العام الماضي) مما يسهل مهمة الاتحاد الأفريقي.
ولفت إلى أن صور الأقمار الصناعية الصادرة 4 مايو، كشفت موقف أعمال الخرسانة لتعلية الممر الأوسط، موضحا أن هذه الأعمال تتوقف ليس فقط على تجفيف الممر الأوسط ولكن أيضاً على جاهزية الإنشاءات الأخرى على جانبى السد خاصة أنفاق التوربينين على المستوى المنخفض والمزمع تشغيلها نهاية هذا الصيف، كما لا توجد أي بيانات معلنة من الحكومة الإثيوبية سوى التصريحات المتكررة بأن التخزين الثاني في يوليو، والانتخابات في 5 يونيو القادم.
وأشار شراقي، إلى أنه تجرى الآن محاولات لعودة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي حيث أعلن رئيس الاتحاد أنه سيزور مصر والسودان وإثيوبيا لتحريكها والاتفاق قبل التخزين الثاني، ويساعد على ذلك زيارة مبعوث أمريكا للقرن الأفريقي للمنطقة للبحث في حل بعض المشكلات التي تهم أمريكا بالدرجة الأولى وهي أمن منطقة القرن الأفريقي، ومعادلة الوجود الدولي والروسى في المنطقة، ومشكلات الحدود، والوجود الإريتري في تيجراي ووضعهم المأساوي الحالي، ومعهم مشكلة سد النهضة.
وأكد الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، على أن الولايات المتحدة الأمريكية تعي تماماً خطورة الموقف بالنسبة للسودان ومصر وسبق ودعت واشنطن في عام 2019 للتوقيع على اتفاق لحل الأزمة، لكن إثيوبيا انسحبت وعقدت الأمور، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في أن تكون على الحياد وترغب في حدوث حرب أو أعمال عنف، وهذا قد يكون حافزا لحل الأزمة.
وأوضح القوصي، لمصراوي، أن مخاوف السودان تزايدت بعد التخزين الأول، موضحًا تأثره بكميات المياه التي حجزت والمقدرة حينها بـ 5 مليارات متر مكعب، بالإضافة إلى تهديد إثيوبيا المستمر للحدود السودانية، مؤكدا على أن قضايا الحدود كانت نقطة تحول للموقف السوداني.
ولفت مستشار وزير الري الأسبق إلى أن إثيوبيا تريد كسب مزيد من الوقت وابتعاد دولتَي المصب عن المطالب الحقيقية، محذرًا من الانسياق وراء هذه الدعوة والتمسك بالاتفاق الملزم، كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
فيديو قد يعجبك: