اجتماع الدوحة.. هل يقدم وزراء الخارجية العرب حلًا لأزمة سد النهضة؟
كتب- أحمد مسعد:
يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، اجتماعًا غير عادي بالعاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء المقبل؛ لبحث تطورات قضية سد النهضة.
وقال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هذا الاجتماع جاء بعد التنسيق بين مصر والسودان في الزيارة الأخيرة الذي قام بها وزيرا الخارجية والري، موضحًا أن الاجتماع يأتي في إطار سُبل توحيد الرؤى بين القاهرة والخرطوم في التحرك الدولي، وتقديم عريضة بمخاطر عمليات الملء من جانب إثيوبيا.
وكانت مصر والسودان قد أكدتا أهمية تنسيق جهود البلدين على الأصعدة الإقليمية والدولية والقارية؛ لدفع إثيوبيا على التفاوض بجدية وحسن نية وبإرادة سياسية حقيقية من أجل التوصل إلى اتفاق شامل وعادل وملزم قانونياً حول ملء وتشغيل سد النهضة، بعد أن وصلت المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الإفريقي إلى طريق مسدود؛ بسبب التعنت الإثيوبي.
وأضاف حليمة، في تصريح خاص أدلى به إلى "مصراوي"، أنه من الطبيعي تكون البداية من جامعة الدول العربية والحصول على دعم عربي موحد تجاه مصر والسودان، لافتًا إلى ضرورة توحيد الرأي العام الدولي لعملية الملء الثاني.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق بأن الجامعة العربية قد تصدر قرارًا تجاه إثيوبيا يتعلق بالتعاون الدبلوماسي أو الاقتصادي كواحدة من آليات الضغط على الجانب الإثيوبي.
وكانت مصر والسودان قد أصدرتا الأربعاء الماضي، بيانًا يعلن فشل المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الإفريقي ورفض الملء الثاني المقرر له يوليو المقبل.
وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية السابق، إن الاجتماع موجه للرد على الادعاءات المتعلقة بدعم عدد من الدول العربية الاستثمارات في إثيوبيا، موضحًا أنه سبق وعرضت مصر التعاون مع إثيوبيا في تدشين السد ومزيد من الاستثمارات المصرية والعربية؛ إلا أن الجانب الإثيوبي اتخذ من مصر عدوًّا لأغراض سياسية خاصة به.
وأضاف بيومي، في تصريح خاص أدلى به إلى "مصراوي"، أن الاجتماع سوف يصدر توصيات خاصة ومهمة؛ بداية من دعم دولتَي المصب أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة وعدد من الدول المؤثرة في القرار الدولي من جهة، ومخاطبة الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا حول خطورة خروج النزاع عن السيطرة، خصوصاً من جانب الدوحة؛ لما يوجد من حساسية شديدة وسابق اتهامات بدعمها السد على حساب القاهرة.
ولفت مساعد وزير الخارجية السابق إلى أن الخلاف سياسي وليس فنيًّا.
وأشار بيومي إلى أن الجامعة العربية بشكل عام قراراتها تعزز الوضع المصري أمام أي خيار قد تلجأ إليه القاهرة والسودان، مضيفًا أن بالفعل مصر بذلت جهودًا سياسية كبيرة في الآونة الأخيرة لوضع العالم أمام مسؤوليته والتأكيد على التفاوض، بينما تتمسك أديس أبابا بالتفاوض بلا نهاية.
وكان أحمد أبو الغيط، أمين جامعة الدول العربية، وجّه بضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم يحفظ حقوق دولتَي المصب ويمنح استفادة إثيوبيا من توليد الكهرباء، مطالبًا بضرورة تكوين استراتيجية للدول العربية في القضايا المتعلقة بالمياه.
جاء ذلك خلال الاجتماع التاسع للتعاون العام بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي.
فيديو قد يعجبك: