انتقادات لسيطرة شركة سجائر عالمية على أجهزة "علاج الربو" في بريطانيا
كتب- أحمد جمعة:
أصدرت الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي، بيانا، اليوم الجمعة، بخصوص شراء شركة فيليب موريس الدولية، لشركة فيكتورا لتصنيع أجهزة الاستنشاق لعلاج الربو وأمراض الرئة.
وقالت الجمعية، إن هذه الأخبار مخيبة للآمال للغاية بالنسبة للعلماء المجتهدين الذين كرسوا حياتهم المهنية لتطوير منتجات تعمل على تحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة المنهكة، وجميع أولئك الذين يدافعون عن مكافحة التبغ، معتبرين أن التبغ واحد من أكبر الأسباب التي يمكن الوقاية منها للعديد من أمراض الرئة.
وأضافت أن "صناعة التبغ مسؤولة عن المعاناة والموت المبكر لملايين الأشخاص حول العالم كل عام، لذا فأنه من غير الأخلاقي للغاية أن تستفيد شركة التبغ من إدمان الناس على منتجاتها شديدة الضرر، ثم تسعى لاحقًا إلى زيادة الأرباح من الأدوية المنتجة لعلاج الأضرار التي تسببها منتجاتها".
وأعربت الجمعية، عن شعورها بالقلق البالغ من أن الصفقة المقترحة ستمكّن الشركة من إخفاء صورتها كشركة تستفيد من جعل الأشخاص مدمنين على منتجاتها الخطرة، وأن شركة التبغ ستكون في وضع يمكنها من إساءة استخدام تقنيات الاستنشاق التي طورتها فيكتورا لجعلها منتجات التبغ أكثر إدمانًا.
وأضافت: لدى المؤسسات الطبية قواعد صارمة ضد مشاركة الأفراد والشركات المرتبطين بصناعة التبغ في أنشطة الجمعية، بما في ذلك العضوية والمشاركة في الأحداث والمشاركة في الأنشطة البحثية، بسبب تضارب المصالح، ومن المحتمل أيضًا أن تكون الصفقة ضارة ماليًا، حيث سيتجنب المهنيون الصحيون وصف الأدوية من أي شركة تثري صناعة التبغ بسبب الآثار الأخلاقية.
وحثت الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي، بشدة مساهمي فيكتورا على رفض الصفقة لضمان استمرار العلماء في التواصل مع المجتمع العلمي إلى أقصى حد، لحماية سلامة منتجاتها الطبية الأساسية، ومنع إساءة استخدام تقنياتها من قبل صناعة التبغ.
واختتمت الجمعية بياناها، أنه إذا تمت الموافقة على الاستحواذ من قبل المساهمين، فإن الجمعية تدعو الجهات المختصة في بريطانيا إلى استخدام سلطتهم للتدخل في الصفقة من أجل حماية الصحة العامة وثقة الجمهور في سلاسل التوريد الطبية الأساسية.
من جانبه انتقد الدكتور عصام المغازى استشارى الأمراض الصدرية، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، استحواذ شركة التبغ على أهم مصنع لإنتاج أجهزة الاستنشاق بالعالم، مؤكدا أن هذه الخطوة تؤدى لخلط الأوراق بين أهم مصدر للأمراض الصدرية، وشراء أهم منتج لأجهزة الاستنشاق، موضحا إنه قد يكون هدفها تبييض وجه شركات التبغ.
وأضاف، إنه إذا كان هدفها نبيلا فيجب أن تتوقف عن انتاج التبغ بجميع أنواعه سواء التقليدى أو المسخن، إنما نجد أن مبيعاتها من السجائر التقليدية لازالت مرتفعة بجميع الدول ومن ضمنها مصر، مؤكدا إنه يجب على العلماء الانتباه إلى الطرق الملتوية التي تلجأ إليها شركات السجائر، وعدم المشاركة بأبحاثهم في مصنع فيكتورا الذي تحاول الاستحواذ عليه، والسؤال المهم هو كيف تستحوذ الشركة التي تنتج أكبر منتج مسبب لأمراض الصدر على المصنع الذي يوفر أهم أجهزة الاستنشاق لعلاج الأمراض الصدرية.
فيديو قد يعجبك: