في ذكرى وفاته.. تعرف على أبرز معارك الدكتور طه حسين
(مصراوي):
خاض عميد الأدب العربي، الدكتور طه حسين، والذي تحل ذكرى وفاته الـ49 اليوم؛ سلسلة من المعارك التي أصبحت أيقونات لأصحاب الرأي والفكر من بعده، فلم يكن صاحب أفكار شجاعة، أو حتى صاحب جرأة غير مسبوقة فقط، وإنما كان متمردا ثائرا على التراث القديم من التفكير السائد في عصره.
ونستعرض خلال السطور التالية عددا من المعارك التي تشكل نقاطا مضيئة في تاريخ الأدب العربي..
في الشعر العربي..
أثار كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي" معارضة شديدة لأنه يقدم أسلوباً نقدياً جديداً للغة العربية وآدابها، ويخالف الأسلوب النقدى القديم المتوارث.
وقاد هذه المعارضة رجال المؤسسة الدينية، واتهم طه حسين في إيمانه، وسحب الكتاب من الأسواق لتعديل بعض أجزائه، وقامت وزارة إسماعيل صدقى باشا عام 1932م بفصله من الجامعة كرئيس لكلية الآداب، فاحتج على ذلك رئيس الجامعة أحمد لطفي السيد، وقدم استقالته، ولم يعد طه حسين إلى منصبه إلا عندما تقلد الوفد الحكم عام 1936م.
بدأت المعركة بمجرد صدور الكتاب بعدة بلاغات متتالية للنائب العمومى تتهم الكتاب وصاحبه بالطعن فى القرآن العظيم والتعدى على الدين ونسب الرسول عليه السلام، بدأها الشيخ خليل حسنين (الطالب بالقسم العالى بالأزهر) فى 30 مايو 1926م، وتلاها خطاب فضيلة شيخ الجامع الأزهر وإرفاقه التقرير الذى أعده علماء الأزهر يؤكدون التهم فى 5 يونيو، وكان آخرها بلاغ عضو مجلس النواب عبدالحميد البنان في 14 سبتمبر.
واستطاعت هذه الدعاوى القضائية الحصول على أمر النيابة بسحب الكتاب من منافذ البيع وإيقاف توزيعه، بعد أن أثارت الصحف المصرية المعركة على صفحاتها باستضافة آراء المعارضين والمؤيدين.
العقاد
بدأت معركة الأديب عباس العقاد مع طه حسين، من خلال رسالة الغفران، حول فلسفة أبي العلاء المعري، حين كتب العقاد عن الخيال في رسالة الغفران: "إن رسالة الغفران نمط وحدها في آدابنا العربية وأسلوب شائق ونسق طريف في النقد والرواية وفكرة لبقة لا نعلم أن أحدًا سبق المعري إليها، ذلك تقديرى موجز لرسالة الغفران".
واستفزت هذه الكلمة طه حسين، فكتب يقول: "ولكن الذي أخالف العقاد فيه مخالفة شديدة هو زعمه في فصل آخر أن أبا العلاء لم يكن صاحب خيال فى رسالة الغفران، هذا نُكر من القول لا أدري كيف تورط فيه كاتب كالعقاد"، ثم أصدر بعدها "بواعث الصمت".
ديوان "أنات حائرة"
كما خاض عميد الأدب العربي معركة قوية عندما أصدر عزيز أباظة ديوانه "أنات حائرة" وكتب له طه حسين المقدمة مدح فيه ناظم الديوان مؤكدا أن حقه أن يكتب يصور إحساسه دون أن يكون ذلك وقفا على الشعراء، وهو ما أشعل الخصومة بين طه حسين وعدد من كتاب عصره، فهاجمه المازنى فى جريدة "البلاغ"، ورد عليه طه حسين في نفس الجريدة مقال عنوانه "رد على نقد".
فيديو قد يعجبك: