توصيات مهمة لحماية الأجيال الجديدة من أنيميا البحر المتوسط
كتب- إسلام لطفي:
قال الدكتور إسلام عنان، دكتور اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، إنه يُمكن القضاء نهائيًّا على مرض أنيميا البحر المتوسط "الثلاسيميا"، للأجيال الجديدة عن طريق فحوصات الشباب وما قبل الزواج، مما يترتب عليه فائدة اجتماعية وأيضًا اقتصادية للدولة، مؤكدًا أنه يُمكن السيطرة عليه لدى المصابين أيضًا إذا توافرت شروط الرعاية الصحية.
وقال عنان، في تصريح خاص أدلى به إلى "مصراوي"، اليوم الأثنين، إن فحوصات ما قبل الزواج مهمة للحد من أمراض الدم المختلفة والأمراض الجينية، مقترحًا أن يكون من شروط إصدار البطاقة الشخصية، إجراء فحص أمراض الدم لتلافي زواج حاملي المرض؛ لتقليص فرص إنجاب طفل مصاب بالمرض وأيضًا تشكيل جلسات استشارات ما قبل الزواج للتنبيه على عواقب زواج حاملي المرض في حالة الإقدام على الزواج ووضع خطة لجعل ٢٠٣٠ عامًا دون مولود "الثلاسيميا".
وذكر دكتور اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، تعريفًا بأنيميا البحر المتوسط، أنها أحد أنواع فقر الدم، وهي مجموعة من اضطرابات الدم الوراثية المُعقدة الناجمة عن خلل في هيموغلوبين الدم، قد تصيب هذه الحالة الإناث أو الذكور وتحدث نتيجة زواج اثنين حاملين للمرض ولا يوجد لها علاج نهائي؛ ولكن يُمكن السيطرة على الأعراض وتقليل تفاقم المرض، ويُعالج بنقل الدم والأدوية المُقلِّلَة للحديد في الجسم وهي رحلة علاج شاقَّة للمريض مدى عمره.
وأشار عنان إلى أن "الثلاسيميا" في الوقت الحالي من أولويات الصحة العامة العالمية ضمن أمراض الدم المختلفة، لافتًا إلى أنَّه لا توجد إحصائية بالعدد الدقيق للمصابين، ولكن يُمكن تقديرهم بـ35000 مُصاب مصري حتى الآن؛ والرقم قد يزيد كثيرًا، نظرًا لعدم التشخيص الدقيق والحصر.
ولفت دكتور اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة إلى أنه تم انعقاد الدورة الـ23 لليوم العالمي لأنيميا البحر المتوسط "ثلاسيميا" تحت عنوان "كن حذرًا.. شارك.. ارعى"، لزيادة الوعي بالثلاسيميا وكيفية الحد من حدوثها والتحكم في أعراضها وعلاجها بالطريقة المثلى، حيث كان المؤتمر على مدار يومَين علميَّين لعرض جميع الدراسات الجديدة في مجال التشخيص والفحص والعلاج ويوم للالتقاء بالمصابين وعرض المشكلات التي تُواجههم في حياتهم اليومية المتعلقة بالمرض، علاوة على عرض بعض الأنشطة المختلفة من مواهب غنائية وعروض مسرحية شارك بها المصابون.
وأوضح عنان أن المؤتمر ناقش أيضًا كيفية توعية المجتمع بالمرض والعلاج المتاح والأعراض الجانبية المصاحبة له، إضافة إلى عرض بعض النتائج الأولية لدراسة العبء الاقتصادي والاجتماعي المصاحب للمرض، وهي دراسة تضمنت آراء واستبيان المصابين بالمرض.
وذكر دكتور اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة أن أهمية الدراسة تكمن في تسليط الضوء على أعباء المرض ماديًّا ومعنويًّا على المصابين، وتأثيرها كذلك على الاقتصاد المصري؛ نتيجة الصرف المباشر على العلاج أو مضاعفاته أو غير المباشر على الاقتصاد، نتيجة عدم وجود إنتاجية عالية من المصابين وترك العديد من الأهالي أعمالهم لمتابعه ذويهم المصابين.
وأوصى دكتور اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة بضرورة وجود دراسات تسجيلية مصرية، توضح مسار المصابين منذ التشخيص حتى المتابعة، مرورًا بتأثير الأدوية وجودة الحياة المكتسبة؛ مما يتيح حصرهم ومتابعتهم بشكل أشمل.
فيديو قد يعجبك: