الهضيبي يطالب بإطلاق استراتيجية وطنية للتوعية بمفهوم الاستدامة
كتب- نشأت علي:
تقدم الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، إلى المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس المجلس، باقتراح برغبة، بشأن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتثقيف وتوعية المجتمع بمفهوم الاستدامة وأهدافها.
وشدد الهضيبي على ضرورة إطلاق استراتيجية وطنية لتثقيف وتوعية المجتمع بمفهوم الاستدامة وأهدافها، قائلا: الممارسات العادية التى يقوم بها الأفراد قد تكون حجر الأساس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأشار الهضيبي إلى أن الاستدامة هي مفهوم بيئي في الأساس يُطلق على البيئة الحيويّة متنوعة الكائنات الحية والعوامل الطبيعية التي تحافظ على وجودها لأطول فترةٍ زمنية ممكنةٍ، واستغلال الموارد الطبيعيّة لأطول مدى زمنيٍّ ممكنٍ يؤدّي إلى المحافظة على استمرار الحياة، لكنه تطور بحيث بات ينطوي على ما يعرف بمفهوم "الاستدامة للبشر"، والتي تعرّف بأنها مجموعة من العمليات يقوم بها البشر من أجل تأمين استمرارية الأجيال من خلال تطوير وسائل النمو واستغلال الموارد الطبيعية.
وأوضح "الهضيبي" أن الأمم المتحدة عقدت مؤتمرا للتنمية المستدامة لمناقشة وتطوير مجموعة من الأهداف التي يجب العمل على تحقيقها ومن أبرزها، إنهاء المعاناة من الفقر والجوع، وتحقيق معايير أفضل للتعليم والصحة وجودة المياه والتنظيف الصحي، وتحقيق المساواة الجندرية (النوع الاجتماعي)، والتنمية الاقتصادية المستدامة، والتغلب على تأثيرات التغير المناخي، وتحقيق الاستدامة التي تشمل صحة الأرض والهواء والبحر.
ولفت عضو مجلس الشيوخ إلى أن إعلان الدولة رؤية مصر 2030، وهي أجندة وطنية أُطلقت في فبراير 2016، تعكس الخطة الاستراتيجية طويلة المدى للدولة لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة في كل المجالات، وتستند رؤية مصر 2030 على مبادئ "التنمية المستدامة الشاملة" و"التنمية الإقليمية المتوازنة"، وتعكس رؤية مصر 2030 الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة: البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، والبعد البيئي.
وشدد الهضيبي على أن تفعيل سياسات الاستدامة التي تضعها الحكومات وتبذل كل ما في وسعها من أجل تنفيذها، يتطلب أن يواكبه وعيٌ من الأفراد كي تتحقق الأهداف القصوى لهذه السياسات، خاصة وأنها باتت ضمن أدوات مواجهة التغير المناخي، ومن المنطقي تبسيط مضامين الاستدامة بمفاهيمها المتنوعة للأفراد باعتبارهم حجر الزاوية في تنفيذها من خلال اتخاذ قرارات استهلاكية أو استثمارية.
وتابع الهضيبي: الكرة الآن باتت في ملعب الأفراد من خلال تقليل الهدر في المياه والطاقة والغذاء، والحرص على تقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، ما يُسهل تطبيق الالتزامات الدولية التي وقعت عليها مصر، وخطة التنمية المستدامة التي أعلنت مصر عن تنفيذها.
وأوضح الهضيبي أن الاستدامة ترتبط بكل القرارات والممارسات التي يقوم بها الأفراد، فعلى سبيل المثال، عندما يقوم الفرد بشراء منزل هناك عدة معايير يجب مراعاتها في حال إدراك الشخص لمفهوم الاستدامة أبرزها مدى قرب الوحدة السكنية من مكان العمل فالأفضل أن تكون قريبة ولا يحتاج لوسيلة نقل الأمر الذي يعنى توفير الوقت والطاقة ومن ثم تقليل الانبعاثات الكربونية، وهذا المبدأ ينطبق على قرارات فردية كثيرة منها اختيار مدارس الأبناء، ودور الحضانة أو حتى مراكز التسوق التي يحتاجها الفرد لشراء احتياجاته، وأيضاً مراكز اللياقة البدنية.
واستطرد: من المهم عند اختيار المنزل التأكد من موقعه، لما في ذلك من تأثير على التهوية والتبريد، ومن ثم الحد من استهلاك الطاقة، ومن المهم أيضا استخدام العزل الحراري، في واجهات المنازل، والتأكد من أن الدهانات المستخدمة غير سامة، ولا تصدر منها انبعاثات ضارة، وشراء ما يسمى "دهانات خضراء" وبالنسبة للألوان، فإن الأفضل أن تكون فاتحة للتكيف مع الخصائص المناخية المحلية، وليست داكنة، وعند تركيب تجهيزات خاصة بالمياه، يتم اختيار القادر منها على قياس كمية المياه المستهلكة ومن ثم لفت الانتباه إلى ترشيد الكمية والحد من الهدر، فالاستدامة مرتبطة بكل التفاصيل الخاصة بالقرارات الاستهلاكية والاستثمارية للأفراد."
فيديو قد يعجبك: