ماذا قال خبراء السياحة على قرار حظر دخول الروس أوروبا؟
كتب- يوسف عفيفي:
علق خبراء القطاع السياحي، على مباحثات الاتحاد الأوروبي بشأن حظر دخول السياح الروس إلى أوروبا، وتأثير القرار على حركة السياحة الوافدة إلى مصر.
جاء ذلك عقب دعوات بعض الدول الأوروبية لوقف إصدار تأشيرات الدخول للمواطنين الروس وفرضت قيودا على السفر ومنح حق الإقامة على أراضيها، وذلك ضمن سياسة العقوبات ضد موسكو على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ويعيش الاتحاد الأوروبي حالة من الانقسام بشأن قواعد دخول الروس إلى أوروبا، إذ حث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الدول المتشاحنة على تسوية خلافاتها بشأن تقييد سفر المواطنين الروس.
مباحثات خاطئة
وصف الدكتور حسام هزاع، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، مباحثات الاتحاد الأوروبي بشأن حظر دخول السياح الروس أوروبا بالخاطئة، وتعتبر تصعيدية ولا تصب في صالح السياحة والاقتصاد العالمي والعلاقات بالشعوب.
وأكد هزاع لمصراوي، أن مصر ليس لها علاقة بمثل هذه القرارات ولن تمنع عنا السياحة الروسية كونها تتعلق بمصالح الدول ودول الخليج نفسها، مؤكدا أن مصلحة مصر فوق كل شئ، وقرارهم يخص بلادهم فقط وليس للدول الأخرى ذنب.
وأشار إلى وجود علاقات بين مصر وروسيا أبرزها: السياحة والقمح والتبادلات التجارية والتصدير والأفواج السياحية، مؤكدا أن علاقات مصر مع الدول طيبة، والسياح من كل دول العالم يدخلون مصر، وليس هناك ما يمنع دخول الروس مصر والأبواب مفتوحة للجميع في أي وقت.
وضع معقد
قال الدكتور عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري السياحة بمرسى علم، إن الوضع في أوروبا معقد، وحال اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرار بهذا، فليس لمصر علاقة به نظرا لوجود مصالح مشتركة مع روسيا.
وأكد عاطف لمصراوي، أن مباحثات حظر الروس بالدخول إلى أوروبا، غير صائبة وليس للشعب الروسي ذنب في ذلك، وعلى أوروبا تحسين العلاقات لأن زيارة الروس تصنع انتعاشة لهم، وهم يحتاجون الروس من أجل الغاز والبترول والسياحة وسيتأثرون أكثر منهم، ولن يتضرروا من منعهم بدخول أوروبا.
وأشار إلى أن مصر أمامها تحديات كبيرة والسوق الروسي سوقا رئيسيا لمصر في التجارة والاستيراد والسياحة، منوها بأن مصر ستستقبل مطلع شهر أكتوبر المقبل سياحة روسية قوية للغاية عن طريق تركيا.
وناشد عاطف، وزارتي الخارجية والاتصالات، بالتواصل مع الاتحاد الأوروبي لتوضيح موقف مصر وظروفها الحالية، ولا ننساق خلف قرارات الاتحاد الأوروبي لأنها تضر بمصر، كون السوق الروسي كبير لمصر، وعلينا الاعتماد على السوق الروسي خلال موسم الشتاء المقبل، كما يجب علينا أخذ قرارات في صالح الجميع.
السياسة والسياحة
قال توني كازامياس، عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء، إن الاتحاد الأوروبي له الحرية الكاملة في قراراته فقط، لكن مصر بلد مضيافة وتفتح أبوابها لكل سياحة العالم والجنسيات والأديان وطوائفهم بما فيهم السياحة الإسرائيلية أيضا.
وأضاف توني لمصراوي، أن الاتحاد الأوروبي له الحرية في قراراته وليس لمصر شأن بها، وليس لهم رأي في مصالحنا الداخلية المصرية، كون مصر دولة مضيافة منذ الفراعنة باستضافة كافة السائحين من كل دول العالم إلى يومنا هذا.
وتابع: هناك فرق بين السياسة والسياحة كون الأمرين مختلفين عن بعض، ومصر لن تتخذ قرارا بشأن حظر السياح الروس على غرار أوروبا، كونها أكبر من هذه المشكلات بكثير وتستطيع أخذ قرارات صالحة ومنضبطة لصالح الشعب والدولة المصرية بكل المقاييس.
وأكد توني، أن ما يجري في أوروبا بشأن الروس ليس لمصر علاقة به، ومصر تفتح أبوابها لكل الجنسيات والسياح ونتعاون معهم ونستضيفهم، مشيرا إلى استضافة الأوكرانيين في بداية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا بقرار رئاسي باستضافتهم خلال هذه الفترة الماضية، وهذه ثقافة المصريين، مؤكدا أن قرار مصر سيختلف عن الاتحاد الأوروبي.
دائرة الصراع
قال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن قرارات الاتحاد الاوروبي ضد منع دخول السياح الروس أوروبا يأتي ضمن الإجراءات المتزايدة للضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا ولا علاقة لمصر بهذه الإجراءات.
وأكد حلقة لمصراوي، أن مصر تتمتع بعلاقات متميزة وشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي وهناك تعاون كبير جدا معهم خصوصًا في مجالات الطاقة والتجارة والتسليح.
وأوضح أن لمصر لمصر أيضا علاقات متميزة مع روسيا ومشروعات مشتركة في كافة المجالات ومنها محطة الضبعة النووية، لذلك فإن مصر حريصة على الحفاظ على هذه العلاقات وتبعد نفسها عن دائرة هذا الصراع، ومصر تستقبل سياح من أوروبا وروسيا.
مصر دولة سيادية
تساءل بشار أبوطالب نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، هل مصر عضوا في الاتحاد الاوربي؟، إذا فـ"مصر دولة ذات سيادة تحترمها جميع دول العالم".
وأكد بشار لمصراوي، أن السياحة الآن أحد الأدوات السياسية ومصر تستخدمها، وروسيا تعلم جيدا ثقل مصر السياسي على جميع الأصعدة والتحالفات الدولية، ولنا في قضية الطائرة الروسية مثل جيد، فـحينما منعت روسيا طائراتها من الهبوط في مصر زادت عدد الطائرات الأوكرانية ووصل عدد الأوكرانيين إلى مطار الغردقة بالآلآف، وحافظت مصر على علاقاتها مع جميع الدول، وفصلت سياسات الحكومات عن علاقات الشعوب ببعضها عبر التاريخ.
وأكد بشار، أن حركة السياحة الروسية إلى مصر تتحسن حثيثا ومع حلول منتظرة للحرب الروسية الأوكرانية ستعود السياحة إلى سابق عهدها، لافتا إلى أنه من الممكن أن يكون للقرارات السياسية تأثيرا لحظيا لكنه سرعان ما يزول والعلاقات بين الدول تتذبذب يوميا بل وخلال اليوم كمؤشر البورصة.
فيديو قد يعجبك: