"الدفاع عن الحضارة" تقدم خطة لإنقاذ جسم أبو الهول من التآكل
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب- محمد شاكر:
أبو الهول هو تمثال بجسم أسد ورأس إنسان منحوت من الحجر الكلسي، يقع على هضبة الجيزة على الضفة الغربية وهوأكبر وأقدم التماثيل في العالم، يبلغ طوله 73.5 م من ضمنها 15 م طول قدميه الأماميتين، وعرضه 19.3 م، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض 20 م إلى قمة الرأس، بنى في عهد الملك خفرع (2558 -2532 ق.م.)
ويشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أن الحجر الجيري للمنطقة يتكون من طبقات ذات مقاومة مختلفة لتعرية الرياح مما يفسر التدهور غير المتكافىء الظاهر في جسم أبو الهول، فالجزء السفلي بما في ذلك الساقين، مكون من صخرة صلبة، باقي جسم الحيوان حتى رقبته من طبقات أكثر ليونة تعرضت للتفكك ويوجد عددًا من الأعمدة المسدودة داخل وأسفل جسم أبو الهول حفرها اللصوص قبل عام 1925، وكان هناك فجوة كبير مماثلة لتلك الموجودة في الجزء العلوي من رأس أبو الهول يُعتقد أنها ربما كانت نقطة تثبيت لتاج أو غطاء رأس منحوت تمت إضافته خلال الدولة الحديثة.
وقد دفنت الرمال المنجرفة تمثال أبو الهول على أكتافه فى وقت غير معروف، وكانت أول محاولة للتنقيب عام 1400 قبل الميلاد، عندما قام تحتمس الرابع بالكشف عن حفر الكفوف الأمامية، ووضع بينها بلاطة من الجرانيت، تُعرف باسم لوحة أبي الهول.
وفي عام 1817 قام الإيطالي جيوفاني باتيستا كافيجليا بأعمال تنقيب كشفت عن صدر أبو الهول بالكامل، كما ساهم يوجين جريبوت، المدير الفرنسي لـ مصلحة الآثار فى رفع الرمال من حول أبو الهول، وبحلول عام 1887، كان كل من الصدر والكفوف والمذبح والهضبة مرئية، وفي عام 1931 قام مهندسو الحكومة المصرية بإصلاح رأس تمثال أبو الهول حين سقط جزء من غطاء رأسه في عام 1926 بسبب التآكل، والذي تسبب أيضًا في قطع العنق بعمق، وتم عمل طوق خرساني بين غطاء الرأس والرقبة ثم إجراء ترميمات للقاعدة الحجرية والجسم الصخري الخام في الثمانينيات ثم أعيد بناؤها في التسعينيات.
أنف ولحية أبو الهول.
أعمال ترميم أبو الهول
وأوضح الدكتور ريحان أن سقوط حجر من جسد تمثال أبو الهول عام 1988 كشف عن تأثير المياه الجوفية السىء على جسم التمثال وارتفاع منسوب المياه أسفل التمثال، والتي أصبحت تهدد أبو الهول وهضبة الأهرامات كلها، من جرّاء الكثافة السكانية في منطقة نزلة السمان، إضافة إلى وقوع التمثال في منطقة منخفضة من هضبة الجيزة، فهو الأكثر عرضة للخطر
وفى نهاية عام 2018 أعلن المهندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار آنذاك أنه يجرى ترميم لجسم أبو الهول بأحدث الطرق العلمية الحديثة، ولا يتم استخدام مادة عازلة على الجسم نهائيًا، لأن المادة العازلة تمنع دخول الهواء فى الجسم مما قد تصيبه بالتشقق، وذلك حتى يترك جسم أبو الهول يتنفس بعبور الهواء والتلاءم مع الجو والبيئة المحيطة به، وأن التمثال يحتاج إلى تقوية بعد تعرضه على مدار سنوات ماضية لأشعة الشمس حيث إن الصخرة الأم تواجه مشاكل كبيرة، وتم تجهيز الخامات التى تستخدم فى أعمال تطوير وصيانة تمثال أبو الهول.
وفي مارس 2019 نفذت وزارة الآثار مشروعًا لخفض منسوب المياه الجوفية أسفل أبو الهول بالتعاون مع هيئة المعونة الأميركية عن طريق الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي وشركة المقاولون العرب بتكلفة 25 مليون جنيه بهدف حماية المنطقة الأثرية المنخفضة حول تمثال أبو الهول ومنطقة مقابر العمال من ارتفاع منسوب المياه الجوفية من خلال حفر 18 بئر نزح جوفية مزودة بطلمبات بقدرات مناسبة، ليتم تجميع المياه من الآبار عبر شبكة من خطوط الطرد بطول 2.2 كم يتم تصريفها في ترعة المنصورية، والمشروع تضمن 30 بئر لمراقبة منسوب المياه بالمنطقة.
علاج مشكلات أبو الهول
ومازالت العوامل الجوية تؤثر على جسم أبو الهول من عمليات النحر والتعرية من خلال الأتربة والرمال والعوامل الجوية، خاصة وأن أعلى قمة في جسم أبوالهول في مستوي الأرض المحيطة به أو أقل قليل، والتآكل ربما يمتد إلى أضعف أجزاء خاصة الرقبة والظهر بجسم أبو الهول.
ومن هذا المنطلق تحرص حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، على حماية آثارنا العظيمة ويقترح النحات العالمى وخبير الترميم المسئول عن قطاع جنوب الصعيد بالحملة عدة أمور لحماية أبو الهول وإنقاذه تتمثل فى تغيير التكسية لجسم التمثال التى تمت فى أعمال ترميم سابقة من الحجر الجيرى الحديث الذى يتفاعل مع الحجر الجيرى القديم للتمثال فيسمح بنفاذ بخار المياه إلى جسم التمثال مما يؤدى لتآكله مع الزمن ويقترح عمل تكسية بحجر الحتحات الرملى والذى لا يسمح بمرور بخار المياه ويتم تركيبه بطريقة الكلاشنى أو الركبة أو بالطريقة الفرنسية ولهم خبرة كبيرة فى هذا المجال.
كما يقترح النحات مجدى الحريجى ابتكار علمى يتم عن طريق أنابيب من البلاستيك، طول الإنبوبة 3سم وقطرها 1سم يتم تركيبها داخل جسم التمثال بشكل شبكة مقسمة إلى مثلثات تكون وظيفتها سحب البخار الموجود بجسم التمثال، ويتم تركيبها بداية من ارتفاع 1م من سطح الأرض حول التمثال حتى الرقبة وبالتالى يتم سحب المياه المترسبة داخل الجسم والتى أدت إلى تآكل خاصة فى الرقبة.
ولإنقاذ رقبة التمثال يقترح مجدى الحريجى تركيب ذقن صناعى محملة على شاسيه حديد وعمليات ترميم دقيق للرقبة، وقد بدأت العوامل الجوية بالفعل تؤثر على جسم أبو الهول والذى يحتاج إلى خطة إنقاذ.
وبناءً عليه تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المجلس الأعلى للآثار بتشكيل لجنة فنية من قطاع المشروعات بوزارة السياحة والآثار لتوصيف حالة تمثال أبو الهول حاليًا ودراسة تنفيذ مقترحات الحملة ولدى الحملة 26 صورة تظهر الحالة الفنية لتمثال أبو الهول.
"حور-إم-أخيت"
ويقال أن أبو الهول يمثل إله الشمس "حور-إم-أخيت" أي حورس في الأفق، لوجود المعبد الذي يواجه التمثال حيث كانت تجري له فيه الطقوس الدينية، وقد ظل ذلك راسخًا في عقول المصريين طوال تاريخهم وهو صورة من الإله أتوم أكبر الآلهة المصرية وهو الشمس وقت الغروب، وقد زاره أكثر من ملك من ملوك مصر القديمة ونقش ذلك بمناسبة الزيارة منهم رمسيس الثاني وتوت عنخ آمون الذي أقام استراحة بجوار أبي الهول وفي العصر الروماني زاره الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس.
تم وضع جسد أبو الهول على منصة حجرية ومحاط بسور صخري على شكل حرف U مصنوع من نفس النوعية الرديئة من الحجر أثناء عمليات التنقيب لبناء النصب التذكاري.
ونظرًا لكون أبو الهول غارقًا فهو عرضة للدفن تحت رمال الصحراء وتآكله بسبب تسرب مياه الأمطار.
وينوه الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى أن الأنف المفقود كان عرضه متر واحد، وقد أجرى مارك لينر دراسة أثرية أكدت أن كسر الأنف كان بالأدوات في وقت غير معروف بين القرنين الثالث والعاشر الميلاديين، وأظهرت رسومات أبو الهول بواسطة فريدريك لويس نوردن في عام 1757 أن الأنف مفقود، ونسجت الحكايات الشعبية حول تدمير أنفه، البعض نسبها لمدافع نابليون والبعض نسبها لفترة تحطيم الأيقونات والبعض اتهم المماليك.
كما يُعتقد أنه قد تم إرفاق لحية مصرية قديمة تمت إضافتها في فترات لاحقة بعد الإنشاء الأصلي، وطبقًا لعالم المصريات فاسيل دوبريف أنه لو كانت اللحية جزءًا أصليًا من تمثال أبو الهول لكانت قد ألحقت الضرر بذقن التمثال عند السقوط لذلك فهى إضافة لاحقة.
واختلفت الآراء فيما يمثله أبو الهول، فالبعض رأى أنه يمثل الملك خفرع يجمع بين قوة الأسد وحكمة الإنسان، واعتقد بعض علماء الآثار أن الملك خوفو هو الذي بناه حيث وجه أبو الهول يشبه تمثالًا لخوفو، ولا تشبه تماثيل خفرع.
فيديو قد يعجبك: