عيادات وفرق.. كيف تواجه مصر "الأزمة النفسية" للعائدين من السودان؟
كتب - أحمد جمعة:
قررت وزارة الصحة والسكان، زيادة الفرق المتخصصة لتقديم خدمات الدعم النفسي والمشورة للمصريين العائدين والنازحين من السودان، من خلال مستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان.
وتقوم تلك الفرق بالتقييم والدعم الأولي أو الإحالة لمن يُكتشف معاناته من أمراض نفسية جراء الصراع الراهن في السودان، إذ تم تعزيز خدمات فرق الطوارئ للدعم النفسي بمستشفيات (الصداقة، أبوسمبل الدولي، أسوان للصحة النفسية)، لاستقبال السودانيين، والمصريين الذين وصلوا إلى مصر عبر المنافذ الحدودية.
وسبق أن جهّزت وزارة الصحة عيادة لـ"الدعم النفسي"، للأطفال والسيدات وجميع القادمين من دولة السودان، لمساعدتهم في تجاوز آثار "ما بعد الصدمة" جراء تصاعد القتال في العاصمة الخرطوم وولايات مجاورة، امتدادًا لنزوح الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة على رأسها مصر وجنوب السودان وتشاد.
من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والذي عمل في وقت سابق كخبير لدى الأمم بمناطق النزاع حتى عام 2011، لمصراوي، إن الفترة التي عمل فيها ضمن بعثة الأمم المتحدة في السودان كان يتم الذهاب لمناطق النزاع، وبالتالي شهد سكانها إبادات وإصابات، فضلًا عن تجهير أغلبهم، وهذا له العديد من التداعيات عليهم.
وأضاف: "من يترك منزله على سبيل المثال يعاني من اضطرابات النوم، أما من فقد أسرته يكون مصابا باضطرابات نفسية، ونرى ذلك بشكل أكبر مع الأطفال والسيدات".
ولفت إلى أن من لديهم اضطرابات نفسية يعانون بشكل أكبر من المصابين بأمراض عضوية، خاصة أن التأثير على المدى الطويل للاضطرابات النفسية أسوأ بكثير.
وتابع فرويز: "على سبيل المثال، دخلنا قرية حدثت بها مجازر، وشاهدنا الأطفال ونظرات أعينهم والخوف الذي كان يسيطر عليهم لما شاهدوه من أحداث عنف واسعة، وكل هذا يرتبط معهم بأمراض نفسية تشمل التوتر والقلق والاكتتاب، وصولًا إلى الوسواس القهري وبعضهم يحاول الانتحار".
وأوضح استشاري الطب النفسي أن هناك "أمراض نفسية حادة جراء الصراع، ومن الضروري أن يتم إجراء اختبارات للأطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم لنرى مدى تأثير التهجير ومغادرة مناطق إقامتهم، بجانب المتابعة لمدة 6 أشهر للتأكد من السلامة النفسية وأعراض ما بعد الصدمة".
فيديو قد يعجبك: