بعد حادث طائرة جدة.. كيف تصنع إطارات الطائرة وما هي عوامل الأمان فيها؟
كتب- محمد عبيد:
فتحت واقعة انفجار إطار طائرة مصر للطيران بمطار جدة أثناء الهبوط العديد من الأسئلة عن إطارات الطائرات وطرق تصنيعها وعوامل الأمان وكل ما يخص الإطارات، خاصة أنها من أهم أجزاء الطائرة والتي بسببها يتم هبوط الطائرة علي مدرج المطار.
في التقرير التالي يوضح "مصراوي" إجابات هذه التساؤلات في السطور التالية..
يقول مهندسو صيانة الطائرات، إن إطارات الطائرات تصمم خصيصًا لتتحمل الأوزان ودرجات الحرارة المختلفة، وهي قوية بما يكفي لتبقى سليمة أثناء الإقلاع أو ملامسة سطح المدرج (المهبط) بسرعة تزيد عن 170 ميلاً في الساعة عندما تهبط الطائرة، وتنتج الشركات إطارات الطائرات ثلاثة أنواع منفصلة الأول هو الإطارات المصممة للطيران العام كطائرات التدريب والطائرات الرياضية، النوع الثاني الإطارات المستخدمة في الطيران التجاري مثل طائرات الركاب والشحن الجوي، والثالث هو الإطارات المخصصة للطائرات العسكرية مثل المقاتلات الحربية، ويختلف كل نوع منها عن الأخر وكل نوع له بعض القيود والمحددات والمواصفات التي يجب مراعاتها.
ويضيف مهندسو الصيانة: "تختلف إطارات الطائرات كثيرًا عن تلك المستخدمة في السيارات أو الشاحنات أو الدراجات من حيث درجة الميلان والشكل، ويوجد بينها قواسم مشتركة حيث إن تصنع كلها من المطاط وجميعها تقدم الدعم والتوسيد لما هو فوقها، وعندما تهبط الطائرة يجب أن تتحمل الإطارات وزن الطائرة وجميع الركاب الموجودين فيها، كما يجب أن تتعامل مع قوى هائلة خلال هذه العملية، على سبيل المثال التعامل مع الاحتكاك الذي يحدث عندما يتحرك ضد بعضهما البعض كما هو الحال عندما تفرك يديك معًا".
وعند الهبوط بالمطار تسبب إطارات الطائرات احتكاكاً ، ويولد هذا الاحتكاك حرارة ، كما أنه يسبب تآكل الطبقة الخارجية للإطار ، وبسبب هذا يتم تعزيز وصناعة إطارات الطائرات بمواد قوية ومرنة ، إحدى هذه المواد عبارة عن بلاستيك فائق القوة يسمى كيفلر "Kevlar" ومن مميزاته أنه قوي ومرن ومقاوم للحرارة وخفيف الوزن ولا يتلف بسهولة ، كما ان الإطارات مرنة وتسمح المرونة بامتصاص الكثير من صدمة الهبوط وتعمل المرونة على إبطاء تآكلها.
ويشير خبراء الصيانة الي أن الإطارات تحتوي على شرائط موصلة مدمجة، تقوم هذه الشرائط بتفريغ أي شحنات كهربائية قد تكون متراكمة ، وهذا مهم بحيث إذا تراكمت الكهرباء الساكنة أثناء الإقلاع أو الهبوط، فقد يتسبب ذلك في حدوث شرارة قد تشعل وقود الطائرة ، وإطارات الطائرات محمية أيضاً بما بداخلها، عادة ما يتم ملئُها بالنيتروجين وهو غاز غير قابل للاشتعال، ولا يتسبب في تآكل الأجزاء المعدنية للإطار من الداخل، كما أن النيتروجين لا يؤكسد (يحلل) المطاط الموجود في الإطارات مما يزيد العمر الافتراضي لها.
وتصنع الإطارات من ثلاث طبقات على الأقل من المطاط ، يتم وضع كل طبقة في اتجاه مختلف ، هذا يجعل الإطار أقوى ويمنحه "قوة جر" أفضل عندما يهبط ، كما ان ضغط إطارات الطائرات يزيد بمقدار 6 أضعاف عن ضغط إطارات السيارات ، يتم نفخ النيتروجين في الإطارات لحوالي 200 رطل لكل بوصة مربعة (psi) ، لكن إطارات الطائرات هي أكثر من مجرد مطاط و(كيفلر) ، يمكن أن تحتوي على 14 جزءاً مختلفاً ، يخدم كل جزء من هذه الأجزاء غرضاً محدداً في جعل عمليات الإقلاع والهبوط أكثر أمانًا وسهولة.
ويقول خبراء صيانة الطائرات يمكن أن يمر إطار الطائرة النموذجي بحوالي 500 عملية هبوط، وذلك قبل أن يحتاج إلى الإصلاح والتعامل مع حمولة تصل لـ 38 طناً، لكن يمكن استبدال الطبقة العليا من الإطار بطبقة جديد ببساطة، بهذه الطريقة لن تحتاج شركات الطيران استبدال الأجزاء الأخرى، وهذا شيء جيد لأن الأجزاء الأخرى غالية الثمن.
وتم تصميم إطارات الطائرات ليتم تجديدها، وهو إجراء يقلل التكلفة عن طريق تقليل عدد المرات التي يحتاج فيها الإطار بأكمله إلى الاستبدال، ولا يمكن تجديدها إلا في المنشآت المرخصة من قبل سلطات الطيران، وتختلف تكاليف إطارات الطائرات حسب نوع الاستخدام الذي صممت من أجله، وتُباع مباشرة من خلال الشركات المصنعة أو من خلال تجار مستلزمات صيانة الطائرات.
ويؤكد خبراء صيانة الطائرات يتم فحص إطارات الطائرة، سواء كانت طائرة ذات مقعدين أو طائرة ركاب تجارية أو طائرة نفاثة عسكرية يتم إطلاقها من حاملة طائرات، ويتم فحصها بشكل روتيني من قبل أفراد طاقم الصيانة بعد عملية الهبوط وإذا تم تحديد أية مشاكل، يتم إخراج الطائرة من الخدمة حتى يتم إصلاح الإطار أو استبداله، وإذا فشل أحدها عادة ما يتم استبداله بإطار بنفس المواصفات في نفس الوقت.
وتبلغ عدد الإطارات في طائرة بوينج 777- 14 إطارا، وطائرة إيرباص A380 الكبيرة 22 إطارا، أما طائرة أنتونوف 225 الكبيرة 28 إطارا.
اقرأ أيضًا..
فيديو قد يعجبك: