لماذا تُكرم السعودية رموز الفن المصري؟.. مجدي الجلاد يجيب

كتب- أحمد عبدالمنعم:

علق الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة "أونا" للصحافة والإعلام، التي تضم مواقع (مصراوي ويلا كورة والكونسلتو وشيفت)، على حفل تكريم الموسيقار الراحل محمد الموجي في المملكة العربية السعودية، قائلًا إنه شعر بفخر شديد واستعاد ذكريات ومواقف وأحلام نهضة ثقافية وفنية كانت موجودة في مصر قادها رواد ورموز كثيرون، ولكن الزمن نسّى أجيالا كثيرة تاريخها الفني المحترم والجميل.

وفي فيديو على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رد "الجلاد" على بعض الأصوات التي فسرت النهضة الفنية وموسم الرياض وما تفعله الهيئة العامة للترفيه من خلال الحفلات المستمرة وتكريم رموز الفن العربي والمصري بصفة خاصة، وفقا لنظرية المؤامرة المسيطرة على عقول البعض رغم أننا في عام 2023، والزاعمة بأن الرياض تعمل على سحب البساط من القاهرة، موضحًا: "ما تفعله الهيئة العامة للترفيه يذكرنا بما نسيناه ولم ننقله للأجيال الجديدة، يذكرنا أن الفن العربي يمتلك مخزونًا رائعًا وقويًا، ولكن للأسف هناك فترات من التردي الفني مرّت علينا طوال السنوات والعقود الأخيرة، أدت لأن ننسى تراثنا ورصدينا الفني العملاق، وللأسف لا نتذكره كثيرًا".

وقال: "الدليل أن الناس بتتفاجئ بتكريم أسطورة موسيقية مثل محمد الموجي بحفل كبير يغني فيه 8 مطربين كبار وبحضور رائع ونخبوي جدًا وفي نفس الوقت حضور جماهيري.. الناس جاية تتفرج وتسمع لتستعيد هذا المجد مع ألحان الموسيقار محمد الموجي".

وتابع رئيس تحرير مؤسسة "أونا": "لما تفكر وتحلل، أعتقد أن هذا ينطلق من رؤية عميقة جدًا ومهمة، ومحتاجينها دلوقتي، هي رؤية تكاملية وليست تنافسية بأن تعيد الفن المصري الرائد للمشهد من جديد، ويكون حديث مواقع التواصل الاجتماعي، والرؤية في اعتقادي لها علاقة بفكرة الهوية".

واستطرد: "لما أعيد إلى الأذهان مرة أخرى فنان وموسيقار كبير مثل هاني شنودة وأكرّمه في الرياض.. نتذكر 60 سنة من الإبداع لا يعلم أحد عنها شيئا ويصبح النقاش على شبكات التواصل الاجتماعي عن هاني شنودة، ولم نكن نعرف أن هذه الأفلام العظيمة هو الذي وضع الموسيقى التصويرية لها وهذه الأغاني الخالدة هو الذي لحنها، ويظهر شنودة بعد هذا النسيان على المسرح ويظهر فنه للأجيال الجديدة فيتحول إلى تريند سماعي، الناس لسة بترجع تسمع أعماله من جديد.. هذه هي الرؤية فيعيد للأجيال الجديدة الهوية العربية.. كام واحد فوجئ بعظمة هاني شنودة.. وكام مليون في الوطن العربي فوجئ بمحمد الموجي الأسطورة.. بصرف النظر عن الذي يغني والمقارنة مع السابقين، لأن المقارنة هنا غير واردة في الأساس".

وأضاف: "هذا الحفل الذي بُث على عشرات القنوات في الوطن العربي كله يكرم إبداعات وإسهامات محمد الموجي في الموسيقى العربية، علشان كدة الناس كان عندها حالة نشوة وحالة شجن جميل، يبقى دي رؤية تكاملية ولا تنافسية؟ ده أنا بكرم الفن المصري، ده أنا بعيده للناس من جديد، في ظل غث موجود حاليًا".

وفي رسالة لـ"أجيال حمو بيكا وويجز" بشأن مثل هذه الحفلات لتكريم "الموجي وشنودة"، قال "الجلاد" :"هما طالعين بيقولوا لك مفيش مانع تسمعهم، لكن أسمع معاهم موسيقى وغناء وكلمة كادت أن تندثر في تاريخك"، وتابع: "بنتي وأبنك يسألوا عن محمد الموجي ويقولوا إيه العظمة والجمال ده وإيه الألحان والموسيقى دي فيرجعوا يسمعوا عبدالحليم حافظ ووردة وفريد الأطرش، وبالتالي لازم نحيي كل من أسهم في هذا البرنامج التكريمي لإعادة الهوية العربية، اللي هي الحفلات المتتالية، اللي هي القوة الناعمة التي شكلتها مصر تاريخيا بالتكامل مع الوطن العربي".

ووجه "الجلاد" التحية إلى المملكة العربية السعودية على هذه الجهود الفنية والثقافية والإبداعية، ضمن رؤية المملكة 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما وجّه التحية إلى الهيئة العامة للترفيه على هذا الجهد الرائع والتنظيم والتفاصيل في هذا العمل، الذي يفيد المواطن العربي في كل مكان، ووجه التحية أيضا إلى المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه على هذا الجهد، متمنيا تحقيق التكامل المطلوب لإعادة القوة الناعمة العربية إلى المشهد مرة أخرى.