إلى القائد المفوض لمواجهة الإرهاب.. فانتَصَر| مرور عقد على "30 يونيو"- كتب تؤرخ وترصد الثورة
كتب- محمد شاكر:
تحتفل مصر خلال هذه الأيام بمرور عشرة أعوام على ثورة 30 يونيو، التي خلصت مصر من كابوس حكم الجماعة الإرهابية، وغيرت الخارطة السياسية التي كانت مرسومة للمنطقة من قوى خارجية عديدة.
ويرصد "مصراوي" أهم الكتب التي تناولت ما حدث منذ عقد من الزمان في مثل هذه الأيام، خلال ثورة 30 يونيو، في ما يلي:
كان آخر الكتب التي تم طرحها حول الثورة، اليوم الإثنين، كتاب ضمن سلسلة الكتاب الذهبي، وهو: كيف انتصرت مصر على الإرهاب؟
واشترك في تأليفه مجموعة من المُفكرين والخبراء؛ حيث قدم الكتاب وشارك في تحريره، اللواء أركان حرب دكتور سمير فرج، المُفكر الاستراتيجي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، والدكتور عبد المنعم سعيد الكاتب والمُفكر السياسي، وحلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، والدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي، وثروت الخرباوي خبير التنظيمات التكفيرية، وأيمن عبد المجيد رئيس تحرير بوابة "روزاليوسف" والكتاب الذهبي.
وتتصدر الكتاب عبارة الرئيس السيسي: "الإرهاب بات تاريخًا من الماضي"، وإهداء رئيس التحرير الكتاب إلى: "إلى الأنفس المطمئنة التي ذهبت إلى ربها راضية مرضية، دفاعًا عن بقاء الوطن وأمنه، شهداء مصر الأحياء. إلى وعي شعب مصر العظيم، الذي ثار دفاعًا عن هويته، ووثق في قيادته.. فعبر. إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد المفوض شعبيًّا ودستوريًّا لمواجهة الإرهاب.. فانتصر. إلى الصادقين على ما عاهدوا الله عليه، رجال مصر الأشداء، قادة وضباط وجنود جيش مصر الباسل وشرطتها الفتية، ومؤسساتها الوطنية.. أبطال الملحمة. نُهدي هذه اللبنات، لعلها تعزز من قوة حصون الوعي".
وتناول الدكتور سمير فرج في تقديمه الكتاب التحديات المصيرية التي واجهت الدولة المصرية، على مُختلف الجبهات والاتجاهات الاستراتيجية، من هزات سياسية داخلية، وخارجيًّا في المحيط الإقليمي والدولي.
وأشار فرج إلى أهمية زاوية التناول التي يناقشها الكتاب، لمناسبة ذكرى مرور عقد على ثورة 30 يونيو؛ فأهم التحديات محاولة تغيير الهوية الوطنية واستخدام الإرهاب سلاحًا لكسر إرادة الدولة، مما جعل الانتصار عليه أحد أهم المنجزات.
وتطرق اللواء سمير فرج في الفصل الأول بالكتاب إلى مواجهة الإرهاب في الاتجاهات الاستراتيجية الثلاثة. وفي الفصل الثاني، تطرق الدكتور عبد المنعم سعيد إلى أبعاد "المواجهة الشاملة"، وفي الفصل الثالث، يغوص المُفكر ثروت الخرباوي في عُمق نشأة تنظيم الإخوان وأدبياته التكفيرية، تحت عنوان: "تنظيم الإخوان من غرس بذور الإرهاب إلى اقتلاع جذور التنظيم".
وتناول الكاتب حلمي النمنم في الفصل الرابع، "حتمية الثورة على جماعة الإخوان وحكمها"، وفي الفصل الخامس تحدثنا الدكتورة هدى زكريا تحت عنوان "مفهوم الـ(نحنُ) عند المصريين وتجلياته في ثورة 30 يونيو"، بينما يطرح الكاتب أيمن عبد المجيد، في الفصل الأخير، المواجهة التنموية تحت عنوان: "الانتصار على الإرهاب بالحياة.. القتال على جبهة التنمية".
المعادلات والتوازنات
وأصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، كتابًا بعنوان "ثورة 30 يونيو وتأثيرها على المعادلات والتوازنات الاستراتيجية ودور مصر"؛ تأليف اللواء مصطفى كامل محمد.
ونقرأ من أجواء الكتاب: ثورة 30 يونيو في حشد سلمي لم تشهده البشرية من قبل، لتضع الرؤية الاستراتيجية العلمية والعملية لإعداد مشروع قومي يلتف حوله العموم، وتعمل على إحداث التماسك المجتمعي لإحداث الاستقرار الأمني والسياسي لتأسيس دولة ديمقراطية عصرية قادرة على إحداث التنمية الشاملة الحقيقية لجميع مقدراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ بما يضمن صيانة أمنها القومي، وبما يؤدي إلى تعظيم إدراك ووعي المصريين بأنهم المسؤولون وحدهم عن ارتقاء وطنهم، وأن عليهم وحدهم صيانة سيادته وسلامة أراضيه في هذه الفترة الحرجة من تاريخ بلدهم.
ويتناول الكتاب ما سبق من خلال تحليل وافٍ لتأثير ثورة 30 يونيو على المعادلات والتوازنات الاستراتيجية ودور مصر في ضوء النتائج التي ترتبت على هذه الثورة؛ وعلى رأسها إقصاء جماعة الإخوان عن حكم مصر.
سنوات الخماسين
يُعد كتاب "سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص" للكاتب الصحفي ياسر رزق، من أبرز الكتب التي تناولت ثورة 30 يونيو، والذي يتضمن رصدًا دقيقًا وموضوعيًّا لأحداث حقبة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث، منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وحتى ثورة 30 يونيو 2013، ومعلومات ومواقف يُكشف عنها للمرة الأولى ويرويها الكاتب من موقع الشاهد بحكم عمله الصحفي وقربه وصلاته الوثيقة بدوائر صناعة القرار إبان تلك الفترة الحرجة من تاريخ البلاد.
ويعرض الكاتب الصحفي ياسر رزق، في مؤلفه، الذي يمثل الجزء الأول من ثلاثية عن "الجمهورية الثانية" معتبرًا أن ثورة يناير أسقطت "الجمهورية الأولى" التي قامت في يونيو 1953 إثر زوال الحكم الملكي لأسرة محمد علي، ورصد وقائع مرحلة الانتقال الأولى حين تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة الدولة، التي كانت تترنح في ذلك الوقت بفعل ثورة ومتغيرات إقليمية ومخططات قوى كبرى أرادت تغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط بحراب أبنائها.
وينتقل الكاتب في مؤلفه، الذي يؤكد أنه ليس محاولة لكتابة تاريخ وإنما لقراءة حاضر، من لحظة التنحي؛ ليعرض لإرهاصات الحراك الشعبي الذي دفع الرئيس الراحل حسني مبارك، إلى التخلي عن الحكم، والتي يلخصها في تفاقم الأزمات المعيشية، ثم التزوير الكبير لإرادة الناخبين في انتخابات مجلس الشعب عام 2010، إلى جانب رفض الشعب والمؤسسة العسكرية مشروع توريث الحكم من الأب الرئيس إلى ابنه الأصغر جمال، والذي كان يتم الإعداد له وفق سياق ممنهج.
ويعرض الكاتب سلسلة الأزمات والأخطاء وأعمال الغدر بالشعب التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية، والرئيس الأسبق محمد مرسي، والتي تسببت في نقمة شعبية واسعة على الجماعة التي أرادت تغيير هوية الشعب وتقويض كيان الأمة المصرية، على نحو أدى إلى تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضد نظام مرسي على نحو غير مسبوق، لا سيما بعد أعمال البلطجة والعنف التي نفذتها الجماعة وتسببت في إراقة دماء المصريين في الشارع، بعد احتجاجات مناهضة لأفعال وتصرفات الجماعة التي مثلت انقلابًا على جميع التعهدات وإهدارًا لاستقلال القضاء وانتهاكًا للدستور وخرقًا للقوانين بالتوازي مع فشل ذريع في معالجة أبسط المشكلات والأزمات المعيشية للمصريين.
ويستعرض الكاتب في ربط محكم وسرد سريع للأحداث، تداعيات انسداد الأفق السياسي جراء تصرفات جماعة الإخوان وممثلها على رأس السلطة في ذلك الوقت محمد مرسي، ورفضه التام كلَّ المبادرات والمخارج التي من شأنها إيجاد حلول للأزمات الخانقة التي كانت تمر بها البلاد، على نحو أدى إلى زيادة معاناة الجماهير، لا سيما مع الفشل المتلاحق لحكومة الإخوان في توفير أبسط مقومات الحياة، بعدم القدرة على توفير الخبز وانقطاع مياه الشرب والكهرباء وشُح الوقود.
ويلقي ياسر رزق الضوءَ على العديد من المواقف والمشاهد المهمة، والتي كان فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إبان توليه منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، يُسدي النصح الأمين على مدى 10 أشهر كاملة لرئيس البلاد في ذلك الوقت محمد مرسي، في سبيل نزع فتيل الأزمات وبما يُجنب مصر المشكلات والتناحر، غير أن جماعة الإخوان أصرت حينها على الدخول في مواجهات مع السواد الأعظم من أبناء الشعب، بل وإحراق مصر إذا اقتضى الأمر في حال إزاحة جماعة الإخوان من السلطة.
قيادة وطنية
وأصدر حزب مستقبل وطن، العام الماضي، كتابًا يوثق برؤية تحليلية إنجازات مصر خلال الـ9 سنوات التي أعقبت ثورة 30 يونيو؛ حيث أعده مجموعة من باحثي مركز مستقبل وطن للدراسات السياسية والاستراتيجية، احتفالًا بمرور 8 سنوات على حكم الرئيس السيسي، والذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو العظيمة.
ويقول الكتاب: إن ثورتي 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013 وما بعدها؛ فبقيادة وطنية شجاعة استطاعت مصر بدعم شعبها العظيم أن تواجه هذا التحدي الوجودي وتنقذ الدولة وتعبر بها مرحلة انتقالية صعبة، وتضع ركائز قوية لجمهورية جديدة تعيد لمصر تقدمها وريادتها إقليميًّا ودوليًّا، بعقد اجتماعي يضمن للمواطن على اختلاف ربوع مصر حياة كريمة وحقوقًا كاملة؛ سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، بل وبيئية.
سطر مسلح
ولم تكن الرواية بعيدةً عن ساحة المعركة؛ فقد صدرت عدة روايات تناولت ما جرى في ثورة ٣٠ يونيو، نذكر منها رواية "سطر مسلح" للكاتب الصحفي محمود الشناوي، والتي صدرت في يوليو عام 2018 عن دار بدائل للنشر، وهي من الأعمال الأدبية التي تتناول ثورة الثلاثين من يونيو ودورها في إنقاذ مصر من براثن حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
وتتألف الرواية -التي تعد العمل الأدبي الأول للكاتب- من 281 صفحة من القطع المتوسط، وتضم 21 بابًا؛ أولها "باب الخروج"، وآخرها "باب الفرج"، وتتضمن الرواية رصدًا لأحداث سياسية كبرى شهدتها البلاد في السنوات القليلة الماضية، ربما كان أبرزها -كما يقول الكاتب- مجريات ثورة 30 يونيو التي وضعت حدًّا لمخططات وتحالفات الإخوان للذهاب بالوطن بعيدًا عن مساره الحضاري والتاريخي، ولترسم معالم مستقبل تستحقه مصر.
فيديو قد يعجبك: