أساس الاقتصاد الوطني.. طلب برلماني بخطة تفصيلية لتشغيل المصانع المتعثرة
المستشار عبد الوهاب عبد الرازق
كتب- نشأت علي:
استعرض النائب إيهاب أبو كليلة، عضو مجلس الشيوخ، خلال الجلسة العامة للمجلس، اليوم الإثنين، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، طلب مناقشة عامة مقدم منه، بشأن استيضاح سياسة الحكومة حول إعادة تشغيل المصانع المتعثرة؛ لتعزيز عملية توطين الصناعات الواعدة في البلاد، ونقل التكنولوجيا، بمشاركة القطاع الخاص وتعزيز دوره، وبما يحسن القدرة التنافسية للصناعة المصرية بالسوقَين المحلية والخارجية.
وقال النائب، خلال عرضه المذكرة الإيضاحية لطلب المناقشة، إن القطاع الصناعي يعد أحد المحركات الأساسية للاقتصاد الوطني، ويُسهم في خلق فرص العمل، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز الصادرات، ومع ذلك فإن الصناعة المصرية تواجه تحديًا رئيسيًّا يتمثل في المصانع المتعثرة وتأثيرها على الاقتصاد الوطني؛ حيث تشير التقديرات إلى أن عددًا كبيرًا من المصانع متعثر، سواء أكانت قائمة ومغلقة أم تحت الإنشاء.
وأضاف أبو كليلة: توجد عدة تحديات تواجه استعادة المصانع المتعثرة دورها الإنتاجي؛ منها توفير العملة الأجنبية -في فترات سابقة- والذي كان عائقًا رئيسيًّا أمام استيراد مستلزمات الإنتاج؛ مما أدى إلى تعطل خطوط الإنتاج وتراجع القدرة التنافسية أمام المنتجات المستوردة. ويؤدي ارتفاع أسعار بعض المواد الخام إلى زيادة التكاليف التشغيلية؛ مما يحد من قدرة المصانع على الاستمرار.
وتابع النائب بأنه على المستوى الإداري، تعاني العديد من المصانع ضعفَ الحوكمة وسوء الإدارة؛ مما يؤدي إلى سوء التخطيط، وهدر الموارد، وتراجع الإنتاجية، في ظل غياب رؤية واضحة لإدارة العمليات الصناعية بكفاءة.
وأردف أبو كليلة: كما تعد المديونيات المتراكمة من أخطر الأعباء التي تواجه المصانع المتعثرة؛ حيث تزيد التزامات القروض البنكية والضرائب من صعوبة التعافي، وفي الوقت ذاته تعاني تلك المصانع ضعفَ القدرة التنافسية في ظل قصور منظومة التسويق والتوزيع؛ حيث تفتقر إلى استراتيجيات فعالة تضمن وصول منتجاتها إلى المستهلكين محليًّا ودوليًّا، مما يفاقم أزماتها المالية.
واستطرد عضو مجلس الشيوخ: إن استمرار هذه التحديات يستدعي تدخلًا حكوميًّا عاجلًا لإعادة تشغيل المصانع المتعثرة وضمان استدامة دورها الإنتاجي في دعم الاقتصاد الوطني؛ إذ تسهم معالجة أوضاع تلك المصانع المتعثرة -أيضًا- في تهيئة بيئة صناعية مستقرة تدعم توطين الصناعات الواعدة، وزيادة فرص التشغيل، ورفع معدلات الصادرات.
وأوضح أبو كليلة أن الدولة بذلت جهودًا مكثفة لوضع خطة شاملة لإعادة تشغيل المصانع المتعثرة؛ بهدف الحفاظ على فرص العمل وتحفيز القطاع الصناعي، عبر تقديم تمويلات ميسرة بفوائد مخفضة، وتبسيط الإجراءات الإدارية والرقابية في إطار مساعي الدولة لتعزيز الإنتاج المحلي وزيادة معدلات التصدير، للحد من الاعتماد على الواردات.
وأكمل النائب: في هذا الإطار، تم اتخاذ عدد من التدابير؛ من بينها إطلاق مبادرة تمويل الصناعات بقروض ميسرة بفائدة 15%، بحيث يتم تخصيص التمويل لشراء الآلات والمعدات وخامات التشغيل، كما تم تشكيل لجنة موحدة للتفتيش والرقابة، تضم ممثلين عن الوزارات والجهات المختصة، بهدف تقليل التدخلات غير الفعالة التي كانت تعيق سير الإنتاج، وضمان شفافية الإجراءات الرقابية، وتم إصدار قرارات تمنع إغلاق أية منشأة صناعية إلا بقرار مباشر من الجهة المختصة؛ لمنح المصانع الحماية من بعض القرارات التي قد تؤثر على استقرار النشاط الصناعي.
ونوه أبو كليلة بأنه على الصعيد المالي، تم الإعلان عن حزمة من التسهيلات الضريبية تهدف إلى تحقيق الاستقرار الضريبي، وتخفيف الأعباء على المستثمرين، وتعزيز الامتثال الطوعي، إلى جانب دمج الاقتصاد غير الرسمي في المنظومة الرسمية، وتوسيع القاعدة الضريبية، ورفع كفاءة النظام الضريبي.
واختتم النائب: رغم هذه الجهود؛ فلا تزال هناك تحديات مما ذكر سلفًا تعد قائمةً؛ الأمر الذي يفرض ضرورة تكثيف العمل على مواجهتها من خلال وضع خطط تفصيلية وشاملة، تستند إلى رؤية استراتيجية واضحة، تأخذ بعين الاعتبار تحقيق التوازن بين سرعة التنفيذ واستدامة الحلول.
فيديو قد يعجبك: