يزيد المشهد تعقيدًا.. خبير سياسي يحذر من تشكيل حكومة موازية في السودان
السودان
كتب- عمرو صالح:
أكد الكاتب والمحلل السياسي وائل محجوب، إن "تشكيل حكومة موازية في السودان من الدعم السريع والقوى الثورية الموالية لها فكرة خاطئة وتهدف إلى تقسيم البلاد".
وأضاف "محجوب"، في تصريحات لقناة "العربية حدث"، إن "الدعم السريع لن يستطيع خلق شرعية له في نيروبي، وإن تعمل على تشكيل حلف سياسي في عملياته العسكرية التي يقوم بها".
وأضاف أن "هناك اختلاف فيمن يقود التحالف، وهناك أكثر من 18 كيانًا سياسيًا وحزبيًا رفضوا تلك الخطوة المخالفة للشرعية".
وأشار إلى أن الأزمات والانقسام السياسي الداخلي الذي يشهده السودان منذ أكثر من عام ونصف، هو نتيجة طبيعية للتدخلات الخارجية، والولاءات غير الوطنية لبعض المكونات والقوى السياسية في السودان، حيث أعلنت قوى سياسية وشخصيات سودانية في 11 فبراير الماضي، عن تشكيل التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة صمود، برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وذلك بعد أن أعلنت تنسيقية القوى المدنية "تقدم" حل نفسها".
واستطر أن "صمود تضم 13 تنظيمًا سياسيًا، أبرزها حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني، وحزب البعث القومي، والحركة الشعبية، وعدد من المجموعات المهنية والمدنية، مشيرًا إلى أنه في المقابل اختارت القوى التي تؤيد تشكيل حكومة موازية، إطلاق اسم تحالف السودان التأسيسي على تنظيمها الذي يشكل الحكومة المرتقبة التي ستكون معنية بوحدة السودان وتحقيق السلام، لتثبت عدم شرعية حكومة بورتسودان، حسب ميثاق التحالف".
وأشار الخبير السياسي، إلى أن ارتباط حمدوك بقوى غربية ساهم بشكل كبير بحدوث هذا الانقسام، وعزز الخلاف بين القوى السياسية في السودان، في انعكاس لاختلاف المصالح الدولية، موضحًا أن تصعيد حدة الانقسام السياسي في السودان، وانشقاق بعض القوى عن تقدم وتشكيلها لتحالف "صمود".
وتابع، أن لذلك عدّة أسباب، تحالف "تقدم" مع "الدعم السريع"، بدليل رغبة بعض القوى السياسية في "تقدم" بتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة "الدعم السريع"، وهذا ما يجعل مستقبلها السياسي مهددًا بالخطر، وأيضاً بسبب تراجع "الدعم السريع" في الميدان، والخسائر العسكرية المتتالية التي تلقتها، في الأيام الماضية خلال المواجهات مع قوات الجيش السوداني بالعاصمة الخرطوم، مما يجعلها ورقة خاسرة، وهذا ما دفعهم للبحث عن بديل نظيف، لم يتلوث بتهم سياسية، فمن هنا جاءت فكرة تحالف "صمود".
وأضاف "محجوب": "لقد اختارت هذه المجموعة بوعي أن تتعامى عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تورطت فيها قوات الدعم السريع، وأن تشارك معها في محاولات تنظيف سجلها، وتقديم نفسها كساعية للسلام، وهي بكل انتهاكاتها وجرائم حربها ضد ملايين السودانيين، لم توفر جهدًا لتجسيد الوجه الحقيقي للحرب بكل انتهاكاتها وبشاعتها وعنصريتها، وبهذا الاختيار فهي دعمت خيار استمرار الحرب وتصعيدها، لا خيار السلام، ومن بعد ستصبح شريكة في كل الجرائم التي تغاضت عنها، والمزيد منها الذي سيرتكب في حق الشعب".
واعتبر أن الحوار الوطني هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار، محذرًا من أن البديل قد يكون مزيدًا من العنف والفوضى.
ودعا "محجوب"، المجتمع الدولي إلى الانتباه لما يجري في السودان، مشددًا على أهمية دعم جهود السلام والوساطة من أجل الوصول إلى حل شامل يضمن حقوق جميع الأطراف ويعيد الاستقرار إلى البلاد.
فيديو قد يعجبك: