محلل سياسي: واشنطن تسعى لحدوث تقارب تركي مع شرق ليبيا
ليبيا
كتب- حسن مرسي:
قال المحلل السياسي بالشأن الليبي عادل الخطاب، إن ليبيا تعتبر بلد تتقاطع فيه المصالح الدولية والإقليمية وتتشابك خطوط النفوذ فيه رأسيا وأفقيا، وتشهد ساحته العسكرية والسياسية تحالفات جديدة تُثير العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه التقاربات وأسبابها ودوافعها، ومن المستفيد من هذه التحركات وهل الهدف الرئيسي منها هو توحيد مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، أم أنه مجرد تقاربات شكلية الهدف الرئيسي منها تنفيذ أجندات خفية وإقصاء بعض الشخصيات من المشهد السياسي والعسكري.
وأضاف أن تلك التساؤلات بدأت منذ فبراير الماضي عندما أجرى نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، مباحثات مع مسؤولين عسكريين ليبيين من معسكر الشرق والغرب، وعمل على الترويج لمخطط تشكيل قوى عسكرية أمنية مشتركة وتوحيد المؤسسة العسكرية في البلاد. وتابع الخطاب، أن هذه الفكرة تأتي على الرغم من الخلافات المهولة بين معسكر الشرق بقيادة المشير خليفة حفتر، ومعسكر الغرب بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
وأكد أن "برينان" أجرى في طرابلس لقاءات مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وعدد من قادة القوات العسكرية التابعة لحكومته، من بينهم رئيس الأركان العامة الفريق محمد الحداد، كما عقد الوفد العسكري الأميركي اجتماعاً في بنغازي مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس أركان القوات البرية الفريق صدام خليفة حفتر.
وأشار إلى أن التقارب الأمريكي مع معسكر الشرق ليس بغريب، لكن ما لم يكن متوقعاً هو أن يقوم رئيس أركان القوات البرية بالجيش الوطني الليبي الفريق ركن صدام حفتر بزيارة إلى تركيا، واستقباله بحفاوة بعزف النشيد الوطني وعرض عسكري رسمي في وجود كبار القادة في الجيش التركي، وقد تم استقباله في مقر رئاسة القوات البرية التركية بمنطقة جانكايا في العاصمة التركية أنقرة، وتم الاتفاق على 30 برنامجاً تدريبياً لقوات الجيش الوطني الليبي على يد الخبراء الأتراك في مجالات الدفاع والصيانة وإزالة الألغام والدعم الفني.
وقال المحلل السياسي، أن الآراء تباينت حول هذه التقاربات المثير للجدل في هذا التوقيت.
وأوضح أن هذا التقارب وهذه الزيارة تقف وراءها الولايات المتحدة الأمريكية وهي من نسق ورتب الخطوة، حيث أن واشنطن ترى في تركيا شريكا مهما لتنفيذ مخططاتها في ليبيا، وبالتالي إذا أرادت واشنطن أن تنفذ أجنداتها في ليبيا وبالأخص في الشرق الليبي فهي في أمس الحاجة لأن يكون هنالك تقارب بين حليفها التركي ومعسكر الشرق.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية لطالما كانت تسعى لإعقاء بعض الشخصيات السياسية على الساحة الليبية في العديد من المناسبات والتي كان أبرزها في عام 2021 عندما حاولت أن تُقصي المشير حفتر وتمنعه من خوض الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر أن تنعقد في ديسمبر 2021 عبر قبولها لدعوى قضائية في محكمة فيدرالية في ولاية فرجينيا.
واستطرد أن الإدارة الأمريكية الجديدة قررت إتباع نهج جديد وهو التحالف مع تركيا في ليبيا ودفعها للتقارب مع معسكر الشرق بحجة ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية للدولة، ومن ثم محاربة بعض الشخصيات من الداخل مستخدمين بعض حلفاءهم، وبالتالي فإن هذا التقارب ستكون عواقبه وخيمة.
واستند الخطاب، في تحليله ربطه لأحداث عام 2021 وقضية فرجينيا وتقرير الأمم المتحدة الأخير الذي وجه اتهامات ضمنية لصدام حفتر وارتباطه بعمليات تهريب النفط من خلال نفوذ غير مباشر عبر شركة نفط خاصة تعمل في بيع النفط الخام، وبالتالي فإن واشنطن عبر الأمم المتحدة تعمل بالفعل على التجهيز لقلب الطاولة على بعض الشخصيات السياسية فور توحيدهم للمؤسسة العسكرية وبالتالي إقصاءههم من المشهد السياسي والعسكري.
فيديو قد يعجبك: