إعلان

هاني الجفري: الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية ويجب وضع تشريعات منظمة

07:35 م الأحد 11 مايو 2025

هاني الجفري

كتب- أحمد عبدالمنعم:
أكد المستشار القانوني والاقتصادي السعودي هاني الجفري، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية تكنولوجية، بل أصبح واقعًا فعليًا يغيّر طريقة تفكيرنا، وطبيعة أعمالنا، وأدق تفاصيل حياتنا اليومية.

وأضح "الجفري"، في مداخلة على فضائية الحدث، أن الذكاء الاصطناعي بعد أن بدأ كأداة للمساعدة، بات اليوم يشاركنا القرار، مما يضعنا أمام مسؤولية غير مسبوقة.

وأشار إلى أن أعظم ما يمكن أن نسمح للذكاء الاصطناعي بالقيام به هو تعزيز قدرات الإنسان لا استبداله. إذ يجب توجيهه لحل الأزمات الكبرى، مثل الأمراض المستعصية، والتغيّر المناخي، وإدارة الكوارث.

وأكد المستشار هاني الجفري، أن استخدامه في التحليل السريع، والتشخيص الدقيق، والتنبؤ بالأزمات، ورفع كفاءة الصناعات والخدمات، وتوفير الوقت والتكاليف، وتحسين جودة الحياة، هو مجال شرعي يخدم الإنسانية، وإذا ما بقي تحت رقابة بشرية واعية، فهذه التكنولوجيا منحت الإنسان قدرة خارقة على التنبؤ بالمستقبل وتحليل الحاضر بسرعة فائقة.

وشدد على أن المكاسب الاقتصادية هائلة، لكنها لا يجب أن تكون مبررًا لفقدان السيطرة عليه. حيث يجب أن يظل دور الإنسان في مركز العمليات، لا أن يُقصى تدريجيًا لصالح الآلة.

وحذر المستشار من السماح للذكاء الاصطناعي بتجاوز حدوده الأخلاقية، فلا يجب أن يُمنح الحق في اتخاذ قرارات تمس حياة البشر دون تدخل بشري مباشر، سواء في المحاكم، أو غرف العمليات، أو ميادين الحروب. فالآلة. وإن زُوّدت بخوارزميات، تظل بلا ضمير، ولا تملك حس العدالة أو قيمة الرحمة.

كما حذر من ترك الذكاء الاصطناعي دون تشريعات، وضرورة فرض الشفافية، والمحاسبة، وحدود الصلاحية، والخطر لا يكمن فقط في ما يستطيع الذكاء الاصطناعي فعله، بل في ما نمنحه الإذن ليفعله.

وطالب "الجفري" بتأسيس ميثاق عالمي يُلزم الدول والشركات بوضع ضوابط أخلاقية صارمة لاستخدام هذه التقنية، لا سيما في المجالات التي تمس حقوق الإنسان وخصوصيته.

وتوقع المستشار هاني الجفري، أن الذكاء الاصطناعي سيتطور إلى ما يُعرف بـ"الذكاء الفائق"، وهو كيان قادر على الابتكار والتخطيط واتخاذ القرار بمعزل عن البشر. ويرى أن هذا تطور خطير وقد يتحول من أداة نافعة إلى تهديد وجودي، إذا لم يُحصر في حدود معينة. ويشدد على أن ما يجب السماح به فقط هو ما يُبقي الإنسان في مركز السلطة، لا تابعًا لما صنع.

وأكد "الجفري"، أن الذكاء الاصطناعي لن يصنع لنا مستقبلًا آمنًا إلا إذا حددنا له بدقة ما يمكنه فعله، وما يجب أن نمنعه عنه. فالمشكلة ليست في الآلة، بل في غياب القرار الإنساني الصارم الذي يضبطها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان