علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق
كتب- حسن مرسي:
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، على الأهمية الفريدة للسيرة النبوية الشريفة، واصفًا إياها بأنها مصدر مستقل بذاته، موازٍ في أهميته للكتاب والسنة النبوية المطهرة.
خلال بودكاست "مع نور الدين"، على قناة الناس، شدد جمعة على أن السيرة تمثل التطبيق العملي المعصوم الذي قام به النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم لتعاليم القرآن الكريم ومبادئه السامية.
وأشار إلى أن المسلم المعاصر، الذي يواجه تحديات جمة وأمواجًا متلاطمة في حياته، لا ينبغي أن يكتفي بقراءة السيرة النبوية للتبرك بها فحسب، بل يجب عليه أن يتعمق في فهمها واستيعابها ليستنير بها في فهم واقعه المعقد ويتعلم كيف يسبح فيه بسلامة وهدى.
وقال الدكتور علي جمعة : "إن المعرفة النظرية شيء، وتطبيق هذه المعرفة في الواقع العملي شيء آخر تمامًا، فالقرآن الكريم يقدم لنا المبادئ الكلية والقواعد الأساسية، أما السيرة النبوية فهي التي تعلمنا عمليًا كيف نتحرك بهذه المبادئ على أرض الواقع ونطبقها في حياتنا اليومية".
وأضاف أن السيرة النبوية لا تقتصر فقط على تسجيل أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، كما هو الحال في السنة النبوية بالمعنى الضيق، بل هي نقل دقيق وشامل لعلاقاته المتنوعة والمعقدة مع غير المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم، ومع أهل بيته الأطهار، ومع صحابته الكرام رضوان الله عليهم.
وأشار جمعة، إلى أن السيرة النبوية تنقل لنا تفاصيل حياة الرسول الكريم في بيعه وشرائه، وفي طريقة جلوسه وسمته وهديه الظاهر، وفي حركته وسكونه، وفي تعامله في أوقات الحرب والسلم على حد سواء.
وتابع قائلاً: "إن السيرة النبوية هي النموذج البشري الكامل والأمثل الذي يجب على كل إنسان أن يقتدي به. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، والسيرة النبوية تكشف لنا هذا النموذج في أبهى وأجمل صوره".
فيديو قد يعجبك: