- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم – محمد الصفتي:
أثار خبر وفاة الفيلسوف الفرنسي ''روجيه جارودي'' في الثالث عشر من يونيو الماضي الشجون لدى الملايين بل ربما مئات الملايين من المسلمين حول العالم ولاسيّما في الدول العربية، حيث كان الرجل الذي اعتنق الإسلام عام 1982 من المناضلين الأبديّين والمتبنّين للقضيّة الفلسطينيّة اليتيمة، ومن المعدودين الّذين زجّوا بأنفسهم، لا بأيديهم فقط، في عشّ الدبابير. تصدّى ''جارودي'' لمهِمّة ترتعد لها فرائص المفكّرين والساسة في الغرب وهي التحقيق والتدقيق لأحداث المحرقة اليهوديّة (الهولوكوست) وأصدر عام 1996 في هذا الصدد كتابه الشهير ''الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيليّة'' والّذي فتح عليه النار من كلّ جانب و زجّ به إلى قاعات المحاكم حيث عوقب عام 1998 بالسجن لعامٍ واحد مع إيقاف التنفيذ بتهمة (إنكار المحرقة اليهوديّة).
الحقيقة انّ ''جارودي'' الذي لجأ لوثائق وروايات اليهود غير الصهاينة لم يقم بإنكار المحرقة على إطلاقها، وإنّما أثبت فقط المبالغة الفادحة من قبل الصهاينة لتحقيق أغراض سياسيّة وأنّ التصفية العرقيّة لم تقتصر على اليهود فقط وإنّما تعدّتهم لأجناسٍ أخرى، ولكنّ العين العوراء للعدالة الغربيّة حينما يتعلّق الأمر بالابتزاز الصهيوني لم ترَ سوى واجب التنكيل بهذا المفكّر حتى لايتجرّأ غيره على الاقتراب من تلك المنطقة المحرّمة. ولا وقت أنسب من الآن للحديث عن الفيلسوف الفرنسي الباحث عن الحقيقة ''روجيه جارودي'' أو ''رجاء جارودي'' كما اطلق على نفسه بعد اعتناقه الإسلام عام 1982. فالمسلمون حول العالم يطالبون اليوم بقانونٍ أشبه بذلك الّذي عوقب به الرجل، فكما تُجرّمون التشكيك في (الهولوكوست) ونكأ الجرح التاريخي اليهودي الّذي أجاد اليهود تصدير تركة الذنب من جرّائه للضمير الأوروبيّ بما تعدّى حدود المنطق والعدالة إلى حدّ الابتزاز والسخف، عليكم أن تمنعوا مواطنيكم كذلك من الإساءة المقذعة البذيئة تجاه عقائدنا وتجاه من يمثّل لدينا أشرف الخلق أجمعين.
ولكن هل وعى المسلمون أنّ من دافع عنهم حتى من قبل أن يعتنق عقيدتهم لم تتح له فرصة الدفن اللائق بمسلم ولم تُصلّ عليه صلاة الجنازة في مسجد باريس ولا في غيره؟. بل هل ورد لهم نبأ حرق جثمان الفيلسوف المسلم من قبل عائلته؟ هذا ماحدث ''لرجاء جارودي'' المسلم الّذي توفّي عن عمرٍ ناهز 98 عاماً كما نقل السياسي والكاتب العربي المقيم في باريس ''علي نافذ المرعبي''، حيث كتب مقالاً تحت عنوان: ''بعد رحيل روجيه جارودي فارس الفكر والفلسفة....ورجل المواقف النبيلة '' - تناقلته المواقع المغاربيّة بحكم الثقافة الفرنكوفونية - أورد فيه أحداث الجنازة التي اقتصرت على حدّ قوله على ترتيبات داخل مقبرة ضاحية ''شامبيني سير مارن'' الباريسيّة في حضور متواضع للغاية لم يتعدّ مائتي فرد أغلبهم من العرب والمسلمين المقيمين داخل قاعة صغيرة عرضت فيها إحدى الشاشات بانوراما لأعماله باستثناء كتابي'' الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيليّة'' و ''نداء للأحياء'' الّذي يوكّد فيه على أهميّة القوميّة العربيّة.
ويلقي ''المرعبي'' القنبلة الكبرى عندما يقول: '' في تلك القاعة ''المشؤومة'' علمنا أن اسرته قررت أن تحرق جثمانه و ان لا يصار إلى دفنه، وهذا يؤكد عدم رغبتهم بدفنه حسب الشريعة الإسلامية، ولايستطيعون دفنه على التقاليد المسيحية لأنه توفي وهو مسلم، وأعتقد أن هذا القرار ورائه جهات خبيثة، أرادت أن تنتقم منه وهو ميت، بعد عدم إستطاعتها النيل منه وهو على قيد الحياة. وهي إهانة مريعة لحرمة الأموات المسلمين.'' ويستطرد ''المرعبي'' ليتناول العقبات التي منعت إقامة حفل تأبين ''لجارودي'' حيث قامت إدارة القاعة بإلغائه بعد إتمام الحجز في ملابسات مريبة! وجاءت الطامة الكبرى برفض نائب عميد مسجد ''باريس'' الكبير إقامة صلاة الغائب على روحه في وقتٍ لاحق تحت حججٍ واهية – على حدّ قول ''المرعبي''- كعدم توافر وثيقة قانونيّة تثبت إسلامه أو عدم قدرته على تحديد جواز الصلاة على من أُحرق جثمانه من عدمه! وانتهى الحوار بتأكيد الرجل على أنّ هذه المسألة تحتاج لقرار سياسي لايستطيع تحمّل مسؤوليّته بمفرده!
اللافت أيضاً في مقال ''المرعبي'' غياب دبلوماسي وإعلامي عربي تامّ عن الجنازة وكأنّ الراحل الكبير لم يُفنِ حياته ويتحمّل المطاردات والإهانات والتشويه من قبل الآلة الصهيونيّة دفاعاً عن قضايانا العادلة وكأنّه لم يصِر مواطناً عربيّاً بالانتماء ولم ينل جدارة الافتخار به من شعوبٍ لم تعد تُعنى بإظهار الامتنان لمن يتفانون في الدفاع عنها بالنيابة، فهل لايستحقّ الراحل الكريم منّا ان يلقى التكريم اللائق من بعثاتنا الدبلوماسيّة في وطنه بتأبينٍ مناسب وصلاة غائب على روحه بعد أن لم يلقَ منّا التقدير والاحتفاء بشخصه في شيخوخته وبعد أن أُحرق–على حدّ صرخة السيد '' المرعبي'' مشكوراً – جثمانه وكأنّما لتحترق أفكاره معه؟.
إعلان