ما لا تعرفه عن مهرجانات الفيلة في الهند.. تعذيب وتقييد بسلاسل ومسامير
كتبت: مي محمد
تظهر الفيلة في الهند على أنها الأكثر رفاهية من بين الكثير في العالم، وهي التي تحصل على كامل الرعاية والاهتمام، ولكن نشرت صحيفة الانديبندنت البريطانية، ما هو على عكس ذلك تماما.
تحدثت أودرى جافنى، سيدة تعيش في ليفربول وأصبحت ناشطة حقوق الحيوان عن حالة فيل يطلق عليه راجو، حيث أبُعد عن أمه وقُيّد بسلاسل من مسامير مغروسة في قدمه، وتعرض للضرب المبرح حتى يخضع لمدربيه.
ووأضافت الصحيفة أن الفبل راجو أجُبر على أن يمضي لفترة طويلة يتسول في الشوارع وكان يتضور جوعا ويعاني من جروح معدية، حتى أنه في الوقت الذي أنُقذ فيه، كان قد استعان بالمواد البلاستيكية والورق كوجبات غذائية له.
أوضحت صحيفة الانديبندنت البريطانية أن هناك الالاف من الفيلة التي تعامل بنفس الطريقة في الهند.
شكلت أودرى فريقا من المتطوعين لنشر الوعي بين الناس والتحدث عن المأساة التي يعيشها الفيلة الذين يتم تأجيرهم للمعابد في الهند.
وتظهر الصور والفيديوهات التي تم التقاطها أنه على عكس الاعتقاد السائد الذي دائما ما يظهر خلال الاحتفالات الدينية، فإن هذه الحيوانات الطيبة الذكية تتعرض للتعذيب بواسطة عصا حديدية وتقيد بالسلاسل والحبال وهو ما يأتي كنوع من العقاب لرفع رؤوسهم للأعلى وتنفيذ أوامر المدرب.
ومع بدأ الاحتفال الموسمي الذي يستمر لمدة سته أشهر بداية من شهر ديسمبر، يجبر الأفيال على السير لأميال تحت درجة حرارة شديدة جدا.
وذلك إلى جانب خوض سباق جرى أو حمل أشخاص والسير لمسافات طويلة.
ويمتلك الساحل الجنوبي لولاية كيرلا الهندية أكبر اعداد للفيلة الخاصة بالمهرجانات التي يصل عددها إلى 500 فيل من بين ثلاثة ملايين ونصف في جميع أنحاء الهند.
ووصف فريق جمعية " Action for Elephants" في المملكة المتحدة كيرلا بأنها الأسوأ على الاطلاق في معاملة الفيلة.
وأظهرت فيديوهات كاميرات المراقبة التي تم تصويرها منذ أسبوع التابعة للفريق المحلى في كيرلا لـ "معاناة الفيلة" أن هناك فيل يدعى جورفايور ناندان أجبر على أن يظل واقفا لمدة ثمان ساعات على ظهر مقطورة تحت الشمس المحرقة حتى طلوع الفجر دون أن يأخذ قسطا من الراحة.
وهذا إلى جانب عدم حصولهم على العناية الطبية المطلوبة وسوء التغذية، وهي الحياة المفروضة على الفيل حتى الموت.
وهو ما يعد سببا كافيا لارتفاع معدل الوفاة في كيرلا لما هو مفزع، حيث نفق 58 فيلا خلال 27 شهرا، إلى جانب 12 أخرين في هذا العام.
وعلى مدار سبعة أعوام وصل عدد الخسائر في أرواح الأفيال إلى 350.
وعلى الرغم من الجروح والتعذيب الجسدي والنفسي الذي يعرض له الفيل، إلا أنه ليس السبب الرئيسي وراء زيادة معدل الوفيات، حيث أثبتت الإحصائيات أن انسداد الأمعاء هو السبب الرئيسي وراء الوفاة المبكرة، وهو ما يعني انسداد القولون الذي يحدث نتيجة لإتباعهم نظام غذائي خاطئ وعدم حصولهم على قدر كاف من المياه.
واحتجت سيدات على هذه الأوضاع أمام السفارة الهندية في لندن.
وكما تصف الصحيفة كيف يستخدم المدرب الأسلحة المحظورة حتى يقيد الفيلة بالأصفاد الثقيلة ما يتسبب في إصابتهم بجروح خطيرة يصعب علاجها.
وفي أغلب الأحيان يتم إجبارهم على الوقوف في نفس الوضعية طوال اليوم بل طوال الأسبوع وأن يخرجوا فضلاتهم وهم في نفس المكان دون التحرك منه، ما يتسبب في إصابتهم بتعفن في القدم، وعلاوة على ذلك، يكمل المدرب الضرب والتعذيب.
ويعتقد الكثير من سائقي الأفيال أن الضرب هو الحل الأمثل حتى يخضع الفيل لإرادتهم.
ولم يتوقف الانتهاك إلى هذا الحد، فإن معظم الفيلة في الهند من الذكور، ومع بداية موسم التزاوج، تزيد مستويات هرمون الذكورة "التيستوستيرون" والطاقة لديهم، وعندئذ، يقوم السائق بتضييق الأغلال التي يقيد بها الأفيال حتى لا يستطيع الفيل الحركة، بجانب المياه والطعام التي يمتنع المدرب عن تقديمها للفيل إلا بكميات قليلة جدا من اجل اضعافه.
ولم ينتهِ الأذى عند هذا الحد، بل يقوم بعض الرجال، في غالب الأمر المخمورين منهم، بضرب الفيلة السلاسل باستمرار لمدة تصل إلى 72 ساعة.
وترجع هذه الطقوس إلى معتقدات خرافية بأن الفيلة تنسى أوامر مدربيها خلال موسم التزاوج، ما يدفع المدرب لزرع القواعد مرة أخرى، وحتى يذكره بأن أستاذه هو من يتحكم دائما.
ويخضع جميع الفيلة من الذكور لهذه الجرائم كل عام وقت موسم التزاوج.
ويحظر قانون حماية الحيوان الذي تم تمريره عام 1960 وقانون حماية الحياة البرية عام 1972 مثل هذه الممارسات، ولكن تؤكد الحملات أن القوانين دائما ما يتم انتهاكها وتجاهلها.
كما تمنع القوانين الجديدة استخدام الأفيال المريضة أو الحامل منهم في إقامة المهرجانات، وهو ما يتم تجاهله أيضا.
وبما إن الأفيال هي ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض، لذا فعلى العالم أجمع أن يستمع لنداء هؤلاء الضحايا وأن يتخذ موقف ضد هذا الاعتداء.
وتوضح ماريا موسمان، مؤسس جمعية " Action for Elephants" أن ترك الوضع الراهن على ما هو عليه هو السبب الرئيسي في المشكلة، حيث أن هذه الحيوانات لا ينظر إليها بعين الرحمة ولكن بأنها سلعة يتم كسب الأموال من ورائها.
وهو ما يحدث حين يجنى المعبد الذي يستأجر الفيلة لإقامة المهرجانات ملايين الروبيات من هذه الاحتفالات.
وكما تتابع الصحيفة أن الأفيال تترك حتى الموت حتى يجني الملاك المال من شركات التأمين.
ومن المفترض أن يتوقف كل المشاركين في هذه الاحتفالات عن الحضور، فعليهم أن يدركوا جيدا مدى معاناة الفيل طوال الاحتفال، إلى جانب العنف والقهر الذي يعرض له حتى تقام هذه المهرجانات.
وتحذر الجمعية رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي بأن هذه الطقوس لن تعود على البلد بأكملها إلا بالخراب، حيث أنها لا تلحق الأذى بالحياة البرية فقط، بل أنها تهدم سمعة البلد بأكملها ما سيكون سببا في انهيار قطاع السياحة.
فيديو قد يعجبك: