إعلان

"كرات انتحارية ساخنة".. كيف يدافع النحل عن نفسه من الدبابير؟

08:39 م الأربعاء 18 يوليه 2018

النحل

كتب حاتم صدقي:

اكتشف الباحثون أن نحل العسل الذي - يشكل كرات دفاعية ساخنة على غرار الكاميكازي، من أجل حماية الخلايا من الدبابير المتطفلة عليها، يقللون من نطاق أعمارهم خلال تلك العمليات التي تبدوا كالعمليات الانتحارية التي قام بها الطيارون اليابانيون إبان الحرب العالمية.

ويوضح الباحثون أن ذلك يحدث عندما تتعرض خلايا نحل العسل للهجوم من جانب الدبابير، حيث يلجأ جموع النحل إلى تشكيل "كرات دفاعية ساخنة" يمكن أن تصل حرارتها إلى ما يزيد على 46 درجة مئوية.

وكان الخبراء على علم بهذا التدبير الدفاعي اليائس، الذي يمكن أن يستمر لأكثر من 30 دقيقة في كل مرة. ومع ذلك، أظهر بحث جديد أن هذا الإجراء الدفاعي من جانب النحل، والقادر علي قتل الدبابير، يعمل في ذات الوقت على التقليل من عمر النحل بشكل كبير.

كما وجد العلماء أن النحل الذي شارك في المناوشات السابقة من المرجح أن يعود لشن هجوم آخر عند وقوع هجوم جديد-على الرغم من الخطر المتزايد على حياتهم.

ويعود الشغيلة في خلايا نحل العسل من مهمة الكاميكازي لقتل الدبابير الغازية، على الرغم من أن هذه التقنية تقصر من أعمارهم، ليكونوا على استعداد لتكرار المهمة مرة أخري كلما لاحت الدبابير لمهاجمة الخلايا.

وتظهر الصورة هذا السهم من نحل العسل يستعد لإجراء مهمة"الدفاع الساخن" ضد الدبابير وقد تم العثور عليه من قبل علماء الحشرات في جامعة تماجاوا بالقرب من طوكيو، الذين كانوا مهتمين بدراسة كيفية تأثير مناورة "الكرة الدفاعية الساخنة" على نحل العسل.

وقد حددوا لهذه المهمة 350 من عمال خلية نحل العسل اليابانيين بألوان لتدوين أعمارهم بالأيام، وذلك وفقا للتقرير الذي نشر في مجلة نيو ساينتست.

وتم تقسيم النحل الشغال-الذي يتراوح عمره بين 15 و20 يومًا والذي يعيش عادة لعدة أسابيع-إلى مجموعتين. الأولى التي شكلت الكرات الساخنة، ماتت في غضون 10 أيام، في حين عاشت المجموعة الضابطة، التي تم الاحتفاظ بها في الخلية عند درجة حرارة ثابتة قدرها 32 درجة مئوية لمدة 16 يوما.

وقال واضعو الدراسة أن هذه التجارب كشفت عن أن المشاركين في كرات النحل الساخنة قد ماتوا قبل وقت طويل مقارنة بغير المشاركين ممن هم في نفس العمر.

وتشير هذه النتائج بقوة إلى أن درجة الحرارة المرتفعة التي نتجت في جانب التشكيل الكون لكرة النحل كان لها تأثير فيسيولوجي على العمال المشاركين وأدت إلى خفض أعمارهم".

ولكن ما مدى فاعلية استراتيجية الدفاع عن الخلايا بتشكيل الكرات الساخنة؟

من الناحية النظرية، لن يكون أمام نحل العسل أي فرصة ضد الدبابير اليابانية الشديدة-لأن الدبابير المفترسة يبلغ طولها (2.5 سم)، ولكن حشرات النحل الصغيرة يمكن أن تنتصر في واقع الأمر من خلال التحليق فوق خصومها بمثل هذه الأعداد التي تشكل كرة ساخنة ضد الدبابير.

وهي تقنية تم اكتشافها لأول مرة في عام 1995. وتُسمي آلية الدفاع هذه بـإسم "كرة النحل الدفاعية الساخنة". فعندما كانت الدبابير تهاجم الخلية، كانت تقتل كل النحل العامل، قبل "نهب" يرقات الطعام.

ولمنع هذا الهجوم، نجح نحل العسل الياباني في تطوير آلية للدفاع من أجل إيقاف هجوم الدبابير المفترسة، حيث يتجول النحل فوق الدبابير في مجموعات تصل إلى 500 نحلة في الهجوم الواحد، ويبدأ هجوم النحل بالاهتزاز بأجنحته حتى تصل درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية، وهي حرارة قاتلة للدبابير.

من الأهمية بمكان أن يحدث ذلك بسرعة، وإلا لجأ الدبابير لإطلاق الفيرومونات وهي نوع من الهرمونات الجنسية لطلب المساعدة.

وفي إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2012، شهد الباحثون في اليابان النحل أثناء هجومه على الدبابير التي يبلغ طول الواحد منها بضع سنتيمترات-وسحبهم من الكرة أثناء هجومهم ويختبرون أدمغتهم لمعرفة كيف ينسقون هجماتهم. وقام العالمان، تاكيو كوبو من جامعة طوكيو وماساتو أونو من جامعة تاماجاوا بجمع عينات من النحل في نقاط مختلفة أثناء الهجوم، ووجدوا أن النحل يلجأ إلى إشراك وظائف دماغية أعلى أثناء تشكيلهم للكرة المهاجمة.

كما وجدوا أن النحل ينسق هجماته، ويتبادل المعلومات حول درجة الحرارة في الكرة-والتي يمكن أن تكون سببا في زيادة نشاط الدماغ.

وعندما تهاجم الدبابير، فإنها تتعمد قتل كل النحل العامل أو الشغيلة، قبل "نهب" العش لليرقات والطعام. لذلك طور النحل آلية الدفاع لإيقاف هجوم الدبابير المفترسة الغازية.

ويطير النحل في أسراب فوق الدبابير في مجموعات تصل إلى 500، ويبدأ بهز أجنحته حتى تصل درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية. وهي درجة الحرارة القاتلة للدبابير.

ومن الأهمية بمكان أن يحدث هذا بسرعة، وإلا يطلق الدبابير الفيرومونات لطلب المساعدة. وتهاجم الدبابير خلايا عسل النحل مرات عديدة قد تصل 30 مرة في الأسبوع في فصل الخريف، ولذلك يجب أن يكون نحل العسل في حالة تأهب دائم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان