إعلان

"مصراوي" يحاور الشاعر المصري المُنافس على لقب فارس القصيد العربي

04:04 م السبت 26 يناير 2019

الشاعر المصري أحمد أبوالمجد

كتبت - نانيس البيلي:

كانت بُشرى سَعيدة تَلقاها الشاعر المصري أحمد أبوالمجد، حينما رَن هاتفه أواخر ديسمبر الماضي، خَفق قَلبه بقوة، بينما يتحدث إليه القائمون على جائزة الملك عبدالعزيز للأدب الشعبي.. بضع كلمات طار معها فرحًا "قالولي مبروك تَأهلت لحلقات البث المباشر من برنامج فرسان القصيد العربي". مُنافسة قوية خاضها صاحب الـ38 عامًا، مع آلاف الشعراء من العالم العربي، يتبارى المُتنافسون للفوز باللقب وجوائز تصل لـ75 مليون جنيه (15 مليون ريال سعودي) كما عَلم "أبوالمجد" لاحقًا من إدارة البرنامج "هي أضخم مسابقة على مستوى الوطن العربي تمت في الشعر أو الغناء".

1

انطلقت جائزة الملك عبدالعزيز للأدب الشعبي 2017، تحت رعاية إدارة نادي الإبل، والذي يُقدّم برنامج "فرسان القصيد" للمنافسة الشعرية والأدبية والتراثية. في النسخة الأولى كانت الجائزة في نطاق الخليج العربي، يتنافس الشعراء ضمن 3 فئات هي "الشعر النبطي، الشيلات، المحاورة".

أما في النسخة الثانية (المقامة حاليًا)، فقد زاد عدد الفئات إلى 4، بعدما فَتحت إدارة المسابقة الباب لمشاركة الشعراء من جميع الدول العربية، عن طريق إضافة فئة الشعر الشعبي العربي بأنماطه (الزجل، العتابا، دارمي، الملحون).. يقول "أبوالمجد" الذي يشارك بقصائده في تلك الفئة الشعرية: "لها ثقل كبير لأنها بتخاطب كل البلاد العربية"، كذلك أُسندت رعاية البرنامج إلى فضائية "mbc1"- وانطلقت حلقاته المباشرة في 17 يناير الجاري.

البداية كانت في أكتوبر الماضي، حينما عَلم "أبوالمجد" بالمسابقة عن طريق بعض رفاقه باتحاد كتاب مصر، وشاهد إعلاناتها بالتلفاز، دَب الحماس في نفس الشاعر الثلاثيني، فسارع بإرسال سيرته الذاتية عبر إيميل القناة التليفزيونية الراعية للبرنامج، وكان عليه اختيار إحدى قصائده وإرسالها، فلم يُفكر كثيراً، إذ وقع اختياره على قصيدة (أحمد وحنا)، والتي كانت أذيعت لتوها في الإذاعة المصرية، بعدما طُلبت منه بمناسبة احتفالات أكتوبر "هي شاملة ما بين الوحدة الوطنية والدفاع عن الوطن".

من بين 10 آلاف شاعر تقدموا للمسابقة على مستوى الوطن العربي، تأهل منهم أكثر من 2400 مشترك، كما علم الشاب خلال الاختبارات "هما بلغونا بالكلام ده"، وفي 5 مدن وعواصم عربية هي "الرياض، وجدة، وأبوظبي، والكويت، وعمّان"، تم توزيع المتأهلين لاختبارات تجارب الأداء في نوفمبر الماضي.

في المدن الخمس خاض المتسابقون جولتين، وقع نصيب الشاعر المصري في العاصمة الأردنية "عمان"، بالجولة الأولى ألقى ذات القصيدة السابقة (أحمد وحنا): "لأني كنت بعتّ جزء صغير منها بس"، ليتأهل ضمن 200 شاعر للجولة الثانية، اختار لها قصيدة (هو جالك قلب): "دي بتناقش قضية العنف الأسري في المجتمعات العربية"، بعد 4 أيام؛ عاد الشاب الثلاثيني إلى مصر.

قرابة شهر قضاه "أبوالمجد" بعد عودته منتظراً إعلان النتيجة، حاول خلال تلك الفترة التحلي بالصبر والمثابرة "وإن القلق ما يدقش بابي"، دَأب على بَث الأمل في نفسه، بَات يُذكر نفسه بانطباعات وآراء لجنة التحكيم "أثنوا على الإلقاء بتاعي وقالوا (إبداع)، وإني بنتهج أسلوب حديث في الشعر مرتبط بالنغم بجانب الوزن والقافية"، الوقت يَمُر، كلما داعبه الملل يُكرر "يكفي إشادتهم بيا في تجاوز كل المراحل اللي فاتت، ده بالنسبالي نجاح".

2

كان "أبوالمجد" على موعد مع الخبر السار أواخر العام الماضي، لم يُبلغ فقط بدخوله الحلقات المباشرة من بين 60 شاعراً عربيًا- من بينهم 3 مصريين- يتنافسون على المراكز الثلاثة الأولى "أنا كده كمان بقيت من أفضل 12 شاعر عربي في فئة الشعر العامي". لم يَزل الطريق طويلًا أمام الشاب الثلاثيني، فعليه خوض 3 جولات لاقتناص اللقب، الذي سيحصل صاحبه على قرابة 5 ملايين جنيه، كما علم "أبوالمجد" خلال الاختبارات.

على مدار شهرين، تمتد حلقات البث المباشر، وتضم لجنة التحكيم المتخصصة محمد السناني، وتركي الغنامي، وبإشراف ومشاركة ناصر القحطاني، بهدف فحص المتقدّمين واختيار الأجدر منهم للمنافسة في البرنامج، وسيكون من حق لجنة التحكيم من درجات تقييم الشعراء المتنافسين 70%، أما الـ30%، فستكون لتصويت الجمهور.

3

وخلال مؤتمر صحفي أواخر ديسمبر الماضي، قال ناصر القحطاني المشرف العام على "جائزة الملك عبدالعزيز للأدب الشعبي"، عضو لجنة تحكيم البرنامج، إن أهمية المسابقة تكمن في حملها اسم المؤسس، وفي جوائزها التي تعد الأعلى مستوى بين الجوائز الأخرى. وأكد أن الجوائز الخاصة بالبرنامج "سيتم الإعلان عنها خلال الحلقات المباشرة، وستكون الأضخم".

منذ صغره شغف "أبوالمجد" بكتابة الشعر مُتأسيًا بشقيقه الأكبر الذي كان كاتبًا للقصص القصيرة، "فبدأت بكتابة خواطر تحولت عندي لشعر غنائي وبعدين قصائد"، لم يُحقق حلمه بالدراسة في ذلك المجال والتحق بكلية السياحة والفنادق، غير أنه صقل موهبته بسماع كبار الشعراء والحصول على دورات في الإلقاء والشعر.

4

وبعد تخرجه سافر للعمل في المجال الإداري بالسعودية، خلال 12 عامًا تنقل ما بين المملكة والكويت، ليعود بها إلى مصر، ويضع جل تركيزه في موهبته، وفي أوائل العام 2018 أصدر ديوانًا شعريًا بعنوان "لا تغفري" شارك في معرض القاهرة للكتاب، وحصل على عضوية اتحاد كتاب مصر، وأواخر العام نفسه أصدر ديوانًا آخر بعنوان "في بحور أنثى" يشارك في معرض القاهرة المقام حاليًا.

لا تتوقف أحلام الشاعر الثلاثيني وآماله عند الحصول على لقب شاعر القصيد العربي "أنا واخد المشاركة في المسابقة دي إنها مرحلة"، ويَطمح في مُساعدة الشعراء والمثقفين الجدد "لأن فيه موهوبين موجودين بس محدش مكتشفهم"، لذا ينوي القيام بجولات في جميع الدول العربية وإنشاء جمعيات ومؤسسات لمتابعة الشعراء "ونعمل تواصل بينهم ويكون فيه توعية ليهم ونطلعهم للنور".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان