الصحف العربية تلقي الضوء على إعلان نتنياهو استمرار بناء المستوطنات
عواصم عربية - (أ ش أ):
اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد بإعلان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية استمرار بناء المستوطنات إضافة إلى تدهور الوضع الأمني في جنوب السودان واستمرار القتال.
وتحت عنوان '' المفاوضات غطاء للاستيطان '' أشارت صحيفة '' الخليج '' الإماراتية إلى تأكيد نتنياهو قبل يومين ''أن إسرائيل لن تتوقف ولو للحظة عن بناء نفسها وتقوية وتطوير مشروعها الاستيطاني''.. موضحة أن هذا التحدي موجه إلى كل من يطالب إسرائيل بتجميد الاستيطان أو التخلي عنه من أجل تسهيل التوصل إلى تسوية من خلال المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين.
وأضافت أن القرار موجه إلى الجانب الفلسطيني أساسا ثم إلى العرب وإلى الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تعتبر الاستيطان ليس شرعيا التزاما بقرارات الشرعية الدولية ، إضافة إلى الأمم المتحدة ممثلة للمجتمع الدولي التي صدرت عنها قرارات تدين الاستيطان وتعتبره غير شرعي .
وأشارت إلى أن السلطة الفلسطينية لم تدرك بعد أن نتنياهو كما غيره من قادة إسرائيل يطبقون العقيدة الصهيونية التي تعتبر الضفة الغربية جزء من '' أرض إسرائيل '' وباعتبار الاستيطان العمود الفقري للصهيونية ومن دونه لا قيمة لكل الأفكار القائمة على الأساطير حيث يتم تزوير التاريخ والجغرافيا على مرأى من العالم وتحت ناظريه على حساب شعب تمتد جذوره في أرضه لآلاف السنين .
ونبهت '' الخليج '' في ختام افتتاحيتها إلى أن نتنياهو يدرك أنه يستغل الخلل في ميزان القوى لمصلحة المشروع الصهيوني ويستخدم المفاوضات التي لا يريدها أساسا ولا تعنيه مجرد غطاء لتضليل العالم بأنه يسعى لتسوية.. كما أنه يعتمد على انقسام فلسطيني يخرج كل الطاقات والإمكانات من الصراع ويجعل الشعب الفلسطيني وحقوقه فريسة للمخططات الصهيونية.
من جانبها ، قالت صحيفة الرؤية العمانية إن هناك تطورين لافتين يتعلقان بفلسطين؛ أولهما الإجماع العربي على الموقف من المقترحات الأمريكية الداعية للسماح بتمركز جنود إسرائيليين على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية التي ستقام مستقبلا؛ باعتبار أن ذلك يُحقق المطالب الأمنية الإسرائيلية التوسعية، ويضمن لإسرائيل استمرار السيطرة على منطقة الأغوار بحجة الأمن.
وأضافت الصحيفة أن التطور الثاني هو اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة -وبأغلبية ساحقة- مشروع قرار ''السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة -بما فيها القدس الشرقية- على موارده الطبيعية''.
وأوضحت أن الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة أمس ، أسفر عن نتائج واضحة تحمِّل إسرائيل مسؤولية تعثر المفاوضات من خلال استمرار عمليات قتل أبناء الشعب الفلسطيني بدمٍ بارد ، وتماديها في مخططات الاستيطان وهدم البيوت والقرى وتهجير السكان والاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك وتكثيف الحصار الجائر على قطاع غزة.
وختمت الصحيفة قولها إنه من الصعب تصوُّر أن تتمخض محادثات السلام الجارية حاليًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين عن نتيجة، في ظل هذا التعنت الإسرائيلي، ما لم تتدخل الولايات المتحدة - راعية مفاوضات السلام - وبقية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة؛ لإجبار إسرائيل على وقف الأنشطة الاستيطانية.
وفى الشأن السوداني ، أكدت صحيفة '' البيان '' الإماراتية أن أكثر المراقبين إفراطا في التشاؤم لم يكن يتوقع أن يندلع القتال وبهذا الشكل الضاري في دولة وليدة لم يتجاوز عمرها عامين دولة هشة ينتظرها الكثير والكثير من الجهد لبناء دولة مستقرة آمنة حديثة متطورة انتظر الكل أن يتكاتف أبناؤها من أجل إنجاز المهمة العسيرة.
وتحت عنوان '' جنوب السودان على مفترق طرق '' أضافت أن الخلافات عصفت بالكل وبآليات ليست من السياسة في شيء بما أعاد إلى الأذهان سيناريو الحرب المؤلم الذي استنزف البلاد موارد وشعبا موديا بحياة ما لا يقل عن مليوني شخص في حرب العقود الطوال مع الشطر الشمالي.
وأشارت إلى أن أهل الجنوب اختاروا الانفصال عن الشمال وإنشاء دولة جنوب السودان وكان الظن أن يتنادى الكل إلى كلمة سواء تعلي من شأن بناء الوطن الوليد وتتجاهل ما دون ذلك باعتبار أن المهام الجسام التي تنتظرها أكبر من أن يحملها شخص مهما بلغ أو فصيل مهما ملك من أغلبية شعبية إذ إن أبجديات الحياة لم تتوفر بعد في الدولة الوليدة من خدمات أساسية تتمثل في الماء والكهرباء والمستشفيات والطرق والاقتصاد المتداعي وفوق هذا وذاك الصراعات القبلية التي تودي بين الحين والآخر بحياة العشرات وربما المئات في كل مرة.
وشددت على أن اللحظة الراهنة تتطلب الحوار ولا شيء غيره مهما تباعدت شقة الخلافات والمواقف فالأوضاع لا تحتمل صراعا والطرفان يعلمان ذلك جيدا أكثر من غيرهما فخيار العودة إلى مربع الحرب سيكون كارثيا ليس على أطرافه فحسب بل والدولة وربما الإقليم بأكمله بما يختزنه من قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة.
ودعت الصحيفة سلفاكير و خصمه رياك مشار إلى تغليب خيار الحوار و الاستماع لصوت العقل بالجلوس إلى طاولة التفاوض وحل ما بينهما من خلافات من أجل مصلحة البلاد أولا وأخيرا.
وأكدت '' البيان '' في ختام افتتاحيتها أنها لحظة فارقة في تاريخ دولة جنوب السودان فإما أن يكتب التاريخ أن صراعا بين رجلين على سلطة ومغانم سلطة قد أعاد البلاد إلى دائرة الحرب الأهلية بكل ما تكلف من أرواح وموارد وإما أن يقول التاريخ إن الطرفين تنازلا من أجل مصلحة الشعب.. وعليهما الاختيار.
بدروها ، قالت صحيفة عمان العمانية تحت عنوان ''ضرورة التوافق في جنوب السودان '' إنه لم يشك أحد في أن الجمهورية الوليدة أمامها طريق طويل وشاق ، وتتعدد وتتنوع الصعاب عليه أيضا، حتى تتمكن الدولة الجديدة من الوقوف على قدميها، والسير بخطى متتابعة نحو التمهيد وإرساء الأسس والبنية الأساسية اللازمة لتحقيق حياة أفضل لأبنائها.
وواصلت الصحيفة تقول إنه وبين خلافات واشتباكات حدودية مع السودان حول منطقة آبي ، وحول شروط تصدير نفط جنوب السودان عبر موانئ الشمال ، والانشغال بسياسات ومواقف مثيرة لأطراف إقليمية أخرى، لم تستطع جوبا في الواقع بناء علاقات ثقة متبادلة مع أطراف إقليمية مهمة ومؤثرة بالنسبة لها ، ثم تدهورت الأوضاع بشكل سريع في جنوب السودان نتيجة للخلافات بين جناحي سيلفا كير رئيس جنوب السودان ، وجناح نائبه رياك مشار، وهو ما دفع بالموقف الى حد الاقتتال الداخلي ، على النحو المثير للقلق بالفعل.
وختمت الصحيفة، إنه من المهم والضروري أن يتم تطويق الموقف في جنوب السودان ، ومحاولة وقف التدهور الأمني، ووقف الأعمال المسلحة، وأن تكون هناك جهود جادة لاستعادة الثقة والتوافق بين سيلفا كير ورياك مشار مرة أخرى ، وهو أمر بالغ الاهمية من أجل قطع الطريق على أية احتمالات لإغراق جنوب السودان في حرب أهلية ، هي في غنى عنها تماما الان وفي المستقبل كذلك.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: