صحيفة أمريكية: تغيير سياسة إيران تحتاج تحولا في سياسات خامنئي
واشنطن أ ش أ:
ذكرت صحيفة ''وول ستريت جورنال'' الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أنه رغم تعهد الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني باتخاذ خطوات لحل النزاع القائم بين الغرب وبلاده بسبب البرنامج النووي للأخيرة، إلا أن الوفاء بهذا التعهد يحتاج تغييرا جذريا في سياسات مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي نظرا لأن روحاني لا يمتلك اليد العليا في ملف السياسة الخارجية لبلاده.
وذكرت الصحيفة - في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني - أن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا والدول العربية استقبلت بترحيب حذر تصريحات روحاني الأخيرة، وأكد جميعهم أنه من المبكر لأوانه الجزم بأن روحاني سوف ينتهج سياسة مستقلة عن النهج المتشدد الذى اتبعه خامنئي خلال العقد الماضي.
وقالت ''بينما لا ينتمى روحاني إلى تيار الإصلاح الجذري، يراه الناخبون الإيرانيون سياسيا ربما يفصلهم عن سنوات عديدة مضت انتهجت فيها بلادهم سياسات محافظة وتشدديه فضلا عن نشوب الخلافات بين القيادة الإسلامية والرئيس المنتهية ولايته أحمدي نجاد''.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن ملفى السياسة الخارجية والاقتصاد مرتبطان بشكل وثيق بالعقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، لذلك حظيا بأولوية كبيرة في حملة الدعاية الخاصة بروحاني.
وتناولت تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عقب لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة الثماني الكبار في إيرلندا الشمالية، بأن كلا الطرفين (الولايات المتحدة وروسيا) أعربا عن تفاؤل حذر حيال الانتخابات الرئاسية الإيرانية ومدى قدرتها على إقناع القيادات الجديدة بالمضي قدما في نهج الحوار الذى من شأنه حل أزمة البرنامج النووي الإيراني.
ورأت أن ''السياسات الشاملة لإيران، وخاصة تلك المتعلقة بمسائل مثل البرنامج النووي والعلاقات مع الولايات المتحدة ودعم النظام السوري، تتحدد من خلال مستويات تتجاوز سلطات رئيس الجمهورية وتتمثل في خامنئي ودائرته المقربة ثم يتحتم على الرئيس بعد ذلك تنفيذ هذه السياسات''.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان تصريحات خامنئي في العام الماضي بأن بلاده لن تجنى شيئا من تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.
وتعليقا على شخصية روحاني وأسلوبه السياسي، أفادت (وول ستريت جورنال) بأن الرئيس المنتخب ينظر إليه على أنه سياسي براجماتي عملي يحظى بثقة خامنئي ودائرته المحافظة وجميع الفصائل الإصلاحية في إيران في الوقت ذاته.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من هذا المنطلق، أكد عدد من المحللين الإيرانيين أن روحاني استطاع تكوين نفوذ ما داخل أروقة غرف عمليات صناعة القرار فى مكتب الإرشاد، بعدما خدم الفريق السياسي لخامنئي لمدة تفوق العقدين، لذلك من المتوقع أن يتمتع بقدر من الحرية في تشكيل سياسات إيران أكثر من سلفه نجاد.
وتوقع المحللون أن تستجيب الفصائل المتشددة والمحافظة، التي حاربت وعرقلت محاولات التغيير أثناء عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، إلى السياسات الجديدة لروحاني بشكل أكثر اعتدالا بسبب علاقته الوثيقة والقريبة من خامنئي.
ومع ذلك، قالت (وول ستريت جورنال) إن ''العلاقات الجيدة التي تجمع بين خامنئي وروحاني ربما تمنع الأخير من مواصلة طريق الإصلاحات الشاملة التي تبتغيها صفوف المعارضة وتجعله أقل عرضة لتحدى قرارات المرشد''.
فيديو قد يعجبك: