إعلان

''الجارديان'' تدعو المصريين إلى الاحتكام للعقل

01:41 ص الإثنين 01 يوليه 2013

لندن - أ ش أ:

دعت صحيفة ''الجارديان'' البريطانية المصريين إلى الاحتكام للعقل، وقالت -في تعليق على موقعها الإلكتروني الأحد- إن كتاب الثورات يخلو من أي مادة تقول أن عامين اثنين من الإطاحة بديكتاتور، كافيان لأن تنعم أية دولة بالسلام.

وأضافت أنه إذا كان انهيار نظام السوفييت في روسيا أو الأبارتهيد في جنوب أفريقيا قد علما العالم شيئا، فهو أن عمليات التحول الديمقراطية تكون من الضعف والهشاشة على نحو يجعلها عرضة للافتراس من قبل الحيوانات المفترسة الأكثر قوة.

واعتبرت أن الرئيس مرسي لم يكون يبالغ عندما أخبر ''الجارديان'' مؤخرا أن أولى سنواته في الرئاسة كانت بالغة الصعوبة وأنه توقع استمرار متاعبه.

ورأت أن بعض متاعب الرئيس مرسي تأتي من جانبه؛ ذلك أن جماعة لإخوان المسلمين التي ينتمي إليها ارتكبت خطأين استراتيجيين أسهما في سد باب الحوار بين المعسكرين اللذين تشاركا يوما ما في ميدان التحرير.

أول هذين الخطأين يتمثل في الدفع بدستور يسمح بمزيد من المدخلات الدينية إلى التشريع المصري، وكان هذا بهدف الإبقاء على الحزب السلفي المتشدد على متن السفينة، فيما يتمثل الخطأ الثاني في الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي في نوفمبر 2012 والذي خوله سلطات كاسحة بشكل مؤقت، وإن كان قد تراجع عنه على نحو سريع وأبدى أسفه عليه منذ ذلك الحين.

وعليه قضت ''الجارديان'' بصحة الاتهام الموجه للرئيس مرسي باختراق حدود التفويض الانتخابي بالالتزام بالإبقاء على كافة الأطراف على متن السفينة.

ولكن هذا لا يعني تبرئة ساحة المعارضة؛ فلطالما اشتكت هذه المعارضة من استئثار جماعة الإخوان المسلمين على سلطات الدولة بكافة مؤسساتها لرئيسية، مع أن الوقائع تشير إلى رفض قادة المعارضة تولي مناصب حكومية رفيعة المستوى مرارا وتكرارا.. فهي تطالب بتفويض ديمقراطي ثم ترفض المشاركة في الانتخابات عندما تخشى خسارتها..وتدعي عدم اللجوء للعنف ثم تحرض على التظاهرات المناوئة التي تتمخض عن سقوط قتلى وجرحى.

وقالت ''الجارديان'' إن الحقيقة بعد عام من تولي مرسي منصب الرئاسة هي أن كلا الجانبين لا يقبل بشرعية الآخر. وأضافت أنه لاشك في أن ثمة مخاوف بالغة بخصوص قانون الانتخابات المصري بما يعزز فرص التزوير.. ولكن السؤال هو عن مدى غور تلك المخاوف وعما إذا كانت من العمق بحيث تستطيع تقويض صحة انتخابات حرة.

وقالت إنه حتى الآن تم الحكم على الانتخابات التي تلت عصر مبارك في مجملها بالنزاهة، وليس من الصحة في شيء الادعاء بأن القدرة التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين على الأرض هي من القوة بمكان بحيث لا يمكن للمعارضة تحقيق شيء، ويمكن الرد على هذا الادعاء من قبل المعارضة بأن عليها أن تبني قواعد لحركاتها السياسية.

ورأت أن ما يهم الآن هو كيف تجري الأمور في الشوارع؛ راصدة سعي الجانبين على حشد أكبر عدد من المؤيدين والإبقاء عليهم في شوارع المدن الرئيسية.

ولكن مأساة الفئتين بحسب ''الجارديان'' هي أن ثمة معسكرا ثالثا يتربص بهما متطلعا إلى الفوضى.. هذا المعسكر هو بقايا النظام القديم الذي لم يرحل تماما ويتحين فرصة العودة.

ورأت أن الخطر الظاهر في مصر هو أن الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطيا وسط حالة من الفوضى قد يجبر الجيش على التدخل.. ويرى بعض المتفائلين أن حكم الجيش لن يدوم أكثر من فترة تسمح بإجراء انتخابات جديدة، ولكن السيناريو المرجح بحسب الصحيفة هو أن الجيش إذا أتى للسلطة فإنه سيبقى فيها لمدة طويلة.

وتساءلت الصحيفة عما يمنع الإسلاميين في الحكم والمعارضة المتناحرين، عن استشراف ما ينتظرهما من مستقبل قوامه الاعتقال والتعذيب والسجن في ظل الحكم العسكري على غرار ما اختبره الفريقان في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك؟

وقالت إن الأيام القليلة المقبلة هي أيام حاسمة، قد يتجاوزها مرسي في الرئاسة أو من السهل إذا القول أن مصر ستنحو نحو الجزائر.. بأن تدخل في صراع مدني لا يميز بين فصيل أو آخر من المصريين ولا هو يحترم بالضرورة حدودا قائمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان