فورين بوليسي: مقارنة السيسي بعبد الناصر ''زائفة وغير صحيحة''
كتبت - هدى الشيمي:
قالت مجلة الفورين بوليسي الأمريكية إن المشهد في ميدان التحرير أيام 3 يوليو و25 يناير لا يختلف كثيرا عن المشهد في نفس الميدان عام 1960 أثناء فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ففي كلا الحالتين تجمع المصريين رافعين صورة عبد الناصر وأخذوا يهللون بعلامة النصر، ويغنون الأغاني الوطنية.
وأشارت إلى أن الناصريين الذي كانوا جزء من المعارضة المهمشة في الفترات الماضية، عادوا للظهور حاليا مرة أخرى للدفاع عن السيسي وتوضيح الشبه الكبير الذي يوجد بينه وبين عبد الناصر، رافعين لافتات ولوحات لهما معا، وهاتفين باسمه في الميادين المختلفة.
وأوضحت المجلة أن عند إعلان المجلس العسكري ترشح السيسي للرئاسة، خرج الناصريين إلى الشوارع ليهتفوا بقوة لسيسي ويطلبوا من الشعب دعمه بكل قوتهم.
كما قالت هدى عبد الناصر ابنة الزعيم الراحل في مقال لها بإحدى الصحف للسيسي ''إنك حققت في أقل من شهرين ما لا يستطيع معظم السياسيين تحقيقه في عقود'' - على حد تعبير الصحيفة.
وعلى الرغم من التأييد الكبير الذي يحظى به السيسي وما يقوله عنه الناس من حيث التشابه بينه وبين عبد الناصر، تقول المجلة أن المقارنة بينهما مقارنة زائفة وغير صحيحة، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب.
أولها أن ناصر كان رئيسا مُصلحًا وعد الناس بالتغيير، إلا أن السيسي رجلا مُتحفظًا يشبه إلى درجة كبيرة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك استطاع الحصول على قلوب الناس من خلال وعدهم بالاستقرار.
وتقول المجلة على الرغم من حلم السيسي بالرئيس الراحل أنور السادات إلا أن المصريين لا يزالوا يجمعوا بينه وبين عبد الناصر، لذلك استغل السيسي ذكرى ثورة 23 يوليو من أجل مطالبة الشعب بالنزول إلى الشارع ودعم الجيش والمجلس العسكري، كما ذهب لزيارة قبر عبد الناصر في وفاته.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشبه الوحيد بين السيسي وناصر هو الحملات الشرسة التي شنها كل منهما على جماعة الإخوان المسلمين، فاعتقل الاثنان الآلاف من أعضاء الجماعة، وتعاملوا معهم بقسوة، وحظروا نشاطهم.
كما قال الكاتب سعيد أبو الريش إن عبد الناصر كانت له شعبية كبيرة جدا في المجتمعات العربية لم يحصل عليها أحد من قبل من الزعماء العرب، حيث كانوا الزعماء في لبنان إلى بغداد وغيرها من الدول العربية يتوددون إليه، ويدعموه بكل قوتهم.
وتظهر قوة ناصر في الشعبية التي حصل عليها عام 1958 عندما استطاع الجمع بين مصر وسوريا في دولة واحدة فشكّل الجمهورية العربية المتحدة.
مشيرة إلى أن علاقة السيسي بأمريكا مضطربة حاليا، مع محاولات من الحكومة الحالية لتقوية علاقتها بروسيا إلا إن ذلك لا يجعل السيسي ناصرا جديدا، حيث استطاع عبد الناصر عن طريق قدراته البلاغية والفكرية انشاء ثورة اجتماعية جديدة أعاد بها العديد من الحقوق للفلاحين والمواطنين المصريين في ذلك الوقت، على عكس السيسي الذي لا يريد ثورة بل أنه يرغب في تحقيق الاستقرار.
ونقلت المجلة عن البحث الذي كتبه السيسي خلال تواجده في الكلية الحربية الأمريكية أن دول الشرق الأوسط لا تستطيع الوصول إلى الديموقراطية بسهولة وذلك بسبب الأمية ونقص التعليم وعدم الاستقرار في كل المجالات.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: