فيسك يتحدث عن الشرق الأوسط "منطقة المعجزات" و"الحرب على الإرهاب"
كتبت – سارة عرفة:
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا مطولا للكاتب الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، تطرق فيه إلى "الحرب على الإرهاب" التي تخوضها دول عربية عدة، دعته للقول إنه للمرة الأولى يجد وحدة عربية على مستوى الحكومات في مواجهة "الإرهاب"، في منطقة الشرق الأوسط التي وصفها بأنها "منطقة معجزات".
وأكد فيسك، في مقاله المنشور أمس، أن هذا لا ينفي الدور الأمريكي في محاربة الارهاب الذي يتمثل من وجهة نظرها في تفجير حفلات زفاف للقاعدة وتدمير بيوت وقتل أبرياء في باكستان، وذلك جنبا إلى جنب مع ما يقوم به وزير الدفاع الصري عبد الفتاح السيسي وبشار الأسد في سوريا، وحسن روحاني في إيران وكذلك الرئيس "الذي لا يملك قوة" في لبنان ميشيل سليمان.
وقال فسيك "إن قيام الحكام العرب بهذا الدور الأن يعيد وحدتهم أمام العدو الأمريكي مما يعيد للذاكرة مشهد الإمبراطورية العثمانية والوحدة العربية، التي لم نراها منذ زمن، لكن احترس".
وأضاف فيسك أن هذا الوضع الجديد الذي طرأ في المشكلة أدى إلى ظهور دور جديد للولايات المتحدة لمحاولة تهدئة الأجواء المشحونة، مما دفع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري - الذي يراه فيسك "أكثر وزراء خارجية أمريكا إثارة للسخرية" - للظهور على الساحة.
وأضاف الكاتب أن السعودية لا تزال أيضا تضخ أموال في سوريا لمساعدة "الدولة الإسلامي في العراق والشام" (داعش)، المرتبطة بالقاعدة، مشيرا إلى أن نظام بشار الأسد والمعارضة العلمانية الممثلة في الجيش الحر تحارب ضد (داعش) الآن، كما تقوم السعودية كذلك بتمويل الجيش المصري في محاربته "خلايا إرهابية" لها علاقة بالقاعدة تقوم بعمليات "إرهابية" في سيناء.
وتطرق فيسك إلى لبنان وما يجري فيها، مشيرا إلى إلقاء القبض على زعيم جماعة "عبدالله عزام" السعودي ماجد بن محمد الماجد، المنتمي للقاعدة والمطلوب في السعودية، والمتهم في التفجيرات التي استهدفت السفارة الإيرانية في بيروت.
كما تطرق فيسك إلى التفجير الذي أودى بحياة السياسي والوزير اللبناني السابق محمد شطح (سني)، والتفجير الذي وقع بعد ذلك في الضاحية الجنوبية معقل نفوذ حزب الله، مشيرا إلى تعهد الولايات المتحدة بمساعدات مالية للجيش اللبناني.
وتساءل فيسك "هل بعد كل ذلك تستطيع لبنان تجنب أن تغرق في "الحرب على الإرهاب"، بعد القبض على الماجد؟"، مضيفا أن الماجد للأسف توفي عقب القبض عليه متأثرا بمرضه بالفشل الكلوي.
وقال "إن منطقة الشرق الأوسط به الكثير من المعجزات".
وأوضح أن الدعم الأمريكي للجيش اللبناني سيمضي قدما، وأيضا تعرض واشنطن صواريخا وطائرات أكثر على "الديكتاتور الشيعي"، الرئيس العراقي نوري المالكي، لو أنه واصل سحقه للمقاتلين السنة ورجال القاعدة في الأنبار.
ورأى فيسك أن "التاريخ يعيد نفسه في الفلوجة والرمادي، المدينتين التين تم غزوهما للمرة الثالثة منذ الغزو الأمريكي غير القانوني في 2013.
وأضاف أن القوات الأمريكية "المارينز" ادعت أنها كنست القاعدة في الفلوجة في 2004، ثم سلمتها لرجال الشرطة البعثيين، بعدها بأشهر قليلة دمر الأمريكيون المدنية على رؤوس القاعدة. وقال "لن نتحدث عن استخدام القنابل الفسفورية الأمريكية والتشوهات التي أصابت المواليد في العراق بعد أكثر من خمس سنوات جراء تلك القنابل"
وأشار إلى أن الجيش العراقي ومعظمه من الشيعة يقاتل رجال القبائل السنيين في الفلوجة.
وانتقل فيسك إلى مؤتمر جينيف 2، وقال إن "وزير الخارجية جون كيري الذي لم يوجه الدعوة للإيرانيين للمشاركة في المؤتمر ، قال إن إيران ربما تلعب دورا قيما "على الخطوط الجانبية"؟، بينما القوى الرئيسية في المعارضة السورية ليس لديها النية للمشاركة في المؤتمر السويسري.
وأضاف فيسك "إن مؤتمر جينيف 2، مثله مثل المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية التي تحدث عنها كيري بتفاؤل، "كالبطة الميتة".
"من يتذكر الصحوة العربية، أو "الربيع العربي" كما يصر بعض الزملاء على تسميته؟ حسنا، فلنلقي نظر على البيان المجهول في عطلة الأسبوع الذي أعلنت فيه الدولة الإسلامية في العراق والشام مسؤوليتها عن التفجير في بيروت، الذي قتل فيه أربعة مدنيين في المناطق التابعة لحزب الله. والآن (داعش) اقرت بأنها تحارب على ثلاث جبهات: العراق وسوريا ولبنان لذا لدينا نظام عربي موحد على الأقل"، يقول فيسك.
وتابع "بالنسبة لأمريكا، أعتقد أنها ستمضي في دعمها للجيش السوري الحر في قتاله للقاعدة الذي تقاتل بشار الأسد الذي تريد الولايات المتحدة إسقاطه".
والتفت فيسك في مقاله لجماعة الإخوان المسلمين "أصدقاء الولايات المتحدة في مصر"، والتي صنفت رسميا على أنها "جماعة إرهابية" من قبل السيسي المدعوم من الدولة التي تدفع لـ"الإرهاب" الإسلامي في سوريا والعراق ولبنان"، في إشارة إلى السعودية التي أكد أنها ستبقي صديقا مقربا "ومعتدلا" للولايات المتحدة"، حسبما قال.
دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن
فيديو قد يعجبك: