فريد زكريا: استراتيجية اوباما في سوريا تخلق المزيد من الفوضى
كتبت- هدى الشيمي:
رأى الكاتب فريد زكريا أن سياسية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سوريا، لم تكن موفقة منذ البداية، لأنها كانت مليئة بالفجوات، والتناقضات بين الأقوال والأفعال.
وأشار زكريا في مقال له بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إلى قيام أوباما بذلك مرة أخرى، لأنه أعلن قبل الدخول في الحرب في الشرق الأوسط عن نيته في تدمير داعش، والقضاء عليها تماما، إلا أن ذلك ورطه في التدخل العسكري بسوريا.
وتوقع زكريا فشل العمليات التي يقوم بها أوباما حاليا، مشيرا إلى ضرورة تخلى الإدارة الأمريكية عما تقوم به في سوريا، وأن تعلن عن هدفها الأساسي من العمليات العسكرية التي تقوم به في المنطقة، وهو تدمير داعش والقضاء عليها نهائيا.
وأكد على أن تفاقم الأزمة السورية لا يتوافق مع الأهداف الأمريكية، وأنه سيتسبب في الكثير من الفوضى، ينتج عنها المزيد من المشاكل.
وأوضح أن المشكلة الحقيقية التي تواجها الإدارة الأمريكية في سوريا، هي عدم وجود حلفاء محليين لها، مؤكدا على أن الجيش السوري الحر غير حقيقي، وغير موجود.
نقل زكريا عن تقارير صدرت عن مركز الأبحاث التابع للكونجرس، أن اسم الجيش السوري الحر، يعني هيكل القيادة والسيطرة المنظم والوطني، كما أكد مدير هيئة المخابرات الوطنية على وجود أكثر من 1500 ميليشية منفصلة، تسعى إلى انهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب المدون الإلكتروني جوشوا لانديس، فإن بشار الأسد يسيطر على حوالي نصف الأراضي السورية، والتي يوجد بها أكبر تعداد سكاني، وتسيطر داعش على حوالي ثلث النصف الباقي، وتستحوذ باقي المليشيات على أقل من 20% من باقي الأراضي، أما الجماعات الغير جهادية فهي تسيطر على حوالي 5 % من الأراضي في سوريا.
ويقول لانديس إن الأكثر خطورة من داعش في سوريا، هم الميليشيات التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تعد من ألد اعداء الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى زعم المعارضة السورية بأن الولايات المتحدة تدعم 75 % من الجماعات الجهادية.
ومن جانبهم، يعتبر النقاد أن السياسية التي يتبعها أوباما في سوريا حاليا، كان من الممكن أن تكون ناجحة منذ ثلاث سنوات، لأن معارضين الأسد كانوا أكثر ديموقراطية، وتحضرا، عما هم عليه الآن.
وأوضحوا أن خلال الشهور الأولى من الثورات التي وقعت في الدول الشرق الأوسط، قام بها علمانيين وليبراليين، وينطبق ذلك على مصر وليبيا، وغيرهم من الدول، ومع مرور الوقت انتصرت القوى الدينية، وبعد فترة سار الأمر بالطريقة التي يسير بها عادة عند قيام أي ثورة في العالم، فانتقلت السلطة من أيدي الليبراليين إلى أيدي المتطرفين، وهذا ما حدث في فرنسا، وروسيا وإيران, من قبل.
وأكد زكريا على أن استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا، والتي تتضمن زيادة عدد الضربات الجوية في سوريا، والقيام بعمليات أرضية في نفس الوقت، تعد الأضعف، والأقل نظاما في تاريخها، إلا أنها قد تصبح أقوى في حالة القضاء على داعش أولا، ثم محاربة نظام الأسد، وفي نفس الوقت تحارب جبهة النصرة، وكتائب خرسان، ولكن نجاح ذلك يكاد يكون مستحيلا.
وأستطرد ''من المحتمل أن تتسبب استراتيجية الولايات المتحدة للقضاء على داعش، في زيادة المشاكل والفوضى فيها، ووفاة المزيد من المدنيين الذين ليس لهم ذنب''.
ودعا زكريا الرئيس الأمريكي إلى اتباع استراتيجية جديدة في سوريا، تقوم على عنصرين أحدهما سياسي، والآخر عسكري.
وختم كلامه بالتأكيد على ضرورة اتباع سياسية جديدة، تقوم على احتواء الدول المجاورة لسوريا، وأهمهم العراق، الأردن، لبنان، تركيا، دول الخليج، واقناعهم بضرورة محاربة تنظيم داعش جنبا إلى جنب مع أمريكا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: