السيسي: مصر مازالت قادرة على تحقيق شعار ''مسافة السكة''
كتبت – سارة عرفة:
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في حواره مع صحيفة عكاظ السعودية على ان مصر مازالت قادرة على تحقيق شعار ''مسافة السكة'' الذي كان يقصد به استعداد مصر على درء أية مخاطر قد تصيب أيا من الدول الشقيقة، موضحا أن الجيش المصري بخير دائما، فهو جاهز معنويا وقتاليا.
كما وجه السيسي تحياته لملك السعودية الذي وصفه بالشجاع و''حكيم العرب'' وقال عنه أن له مواقف مشرفة.
أما عن ما قاله المللك عبد العزيز للسيسي بعد تسلمه مقاليد السلطة بأنه سيواجه ''فوضى خلاقة''، علق الرئيس السيسي أتفق معه تماما، وكل من له عينان تريان أو عقل يفكر يستطيع أن يحكم على نتائج ما يسمى بالفوضى الخلاقة في بعض دول المنطقة التي أثيرت فيها الفوضى بغية تفتيت المنطقة وإعادة ترتيبها وفقا لمصالح أطراف لم تع ولم تقدر خطورة ما فعلت بل وتسدد الآن فاتورة ما شاركت في إحداثه من فوضى.
وشدد السيسي أن ''مصلحة الوطن أولا، وليست واشنطن ولا موسكو، وأننا بعد ثورة 30 يونيو نقيم علاقاتنا الدولية على أسس من الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونحرص على إقامة علاقات متوازنة وديمقراطية لا تميل إلى طرف على حساب آخر ولا تعلي سوى مصلحة الوطن''.
وقال ''هذه السياسة التي نتبعها هي نص الجزء الخاص بالسياسة الخارجية المصرية في خطاب تكليفي للحكومة المصرية.. أي أنها جزء من وثيقة رسمية على أعلى درجة من الأهمية.. وليست مجرد كلام يقال.. فزيارتي إلى موسكو جاءت استجابة لمصلحة الوطن وليست خصما من علاقات مصر مع أي طرف، وكذا فإن لقاءاتي مع الرئيس الأمريكي أو المسؤولين الأمريكيين ليست خصما من علاقاتنا مع أي طرف آخر''.
وأكد ''أننا في مصر الجديدة نتحرك وفق مصالح الوطن والشعب.. ونعتز بعلاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة، التي نتبادل معها أدوار التأييد والمساندة وقت الأزمات''.
القضية الفلسطينية
وحول دور مصر في القضية الفلسطينية واستئناف عملية السلام، قال السيسي إن هناك ضرورة حتمية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهناك احتياج إسرائيلي للشعور بالأمن وتحقيقه.
وأوضح أن ''التسوية السلمية للصراع الممتد لأكثر من ستة عقود تعد حقا أصيلا للشعب الفلسطيني وتصب في مصلحة الشعب الإسرائيلي''، مشيرا إلى حرصه في مؤتمر إعادة إعمار غزة على دعوة الشعب الإسرائيلي إلى تحقيق السلام، وحث قادته على المضي قدما في طريق السلام.
ولفت السيسي إلى أن المحاولات اليائسة لتشوية صورة مصر ودورها الإقليمي، وقال إن ''هذا أمر لا نلتفت كثيرا إليه، ولاسيما في القضية الفلسطينية التي ستظل محتفظة بمكانتها التقليدية في صدارة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية''.
وقال ''إنه على الرغم من محاولات عرقلة وتعطيل الدور المصري التي جاءت من هنا أو هناك، فإننا توصلنا في النهاية إلى وقف لإطلاق النار وإقرار للهدنة، فضلا عن تحقيق المصالحة الفلسطينية، وسنمضي في طريقنا إن شاء الله وصولا لتحقيق السلام العادل والشامل وفقا لمبادرة السلام العربية التي سبق أن طرحها خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت عام 2002''.
الإرهاب ودور مصر
أما عن دور مصر في مكافحة الإرهاب، فقال السيسي ''إن مصر كانت من أوائل الدول التي حذرت من مخاطر انتشار الإرهاب ومحاولات بعض الأطراف الدولية لإيجاد جماعات متطرفة تساندها في مواجهة أطراف دولية أخرى في المنطقة إلى أن آلت الأوضاع إلى ما نحن فيه الآن''.
وتابع ''وعلى الرغم من ذلك ولكون مصر قد اكتوت بنار الإرهاب، فإننا منخرطون بالفعل في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وليس أدل على ذلك من مشاركة مصر في الاجتماع الذي عقد مؤخرا في واشنطن في هذا الصدد والذي ضم رؤساء أركان حرب القوات المسلحة في عدد من الدول وذلك في الوقت الذي رفضت فيه أطراف إقليمية أخرى المشاركة''.
وأضاف السيسي ''أود أن أوضح أن مصر تؤكد على أهمية أن تتم مكافحة الإرهاب من منظور شامل، لا يقتصر فقط على الشق العسكري، وإنما يمتد ليشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي''.
وأوضح أن ''الرؤية يجب أن تكون واضحة بما يضمن عدم تكرار ظهور وانتشار هذه الجماعات المتطرفة التي تستهدف مقدرات الدول وتسيء إلى الإسلام''.
العراق وسوريا واليمن
وأوضح السيسي كيف استطاع أن يحقق اتزانا بين الوضع في مصر دون أن يغفل كل من العراق وسوريا واليمن.
وقال ''مصر لها فلسفتها الخاصة إزاء التعاطي مع كافة هذه القضايا المهمة والحيوية في المنطقة وهي فلسفة قائمة على حماية الدول ذاتها وصون حقوق شعوبها دون محاباة لنظام أو معاداة لأتباع مذهب أو عرق أو طائفة بعينها في أي من الشعوب العربية، فمصر أبعد نظرا وأكبر قدرا من أن تقع في شرك كهذا، لا طائل من ورائه سوى تأجيج الصراعات وتكون الشعوب هي الخاسر الأكبر''.
وقال إن هذا الموقف ''يمنح مصر مصداقية أكبر وقبولا أعلى من أي أطراف أخرى ترتبط بمصالح ضيقة من نظام حاكم أو أتباع مذهب أو عرق بعينه في أي شعب عربي''.
وأكد أن ''موقف مصر إزاء سوريا والعراق واليمن، موقف واضح يستهدف الحفاظ على السلامة الإقليمية لهذه الدول ووحدة شعوبها وصون مقدراتها، والعمل على إيجاد حلول سياسية لتلك الأزمات''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: